سوريا - لبنان - فلسطين

هل انتهى لبنان الذي نعرفه وتحول لكوريا الشمالية

1934 2021-11-16

  ناجي امهز ||   منذ عاميين انتقدني أحد رجال الدولة على مقالي كتبته عن لبنان الذي يتحول الى كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية. بالأمس كان هناك حديثا بيني وبينه، وتحدث عن المعاشات التي لا تغني عن حاجة، ولا تسد رمق، وكيف أصبح اللبناني يقتصد بكل شيء، وحمل هما فوق همومه، فاليوم المواطن يفكر كيف سيسدد فاتورة الاشتراك، وباي طريقة ويرسل أولاده الى المدارس حتى المجانية منها، بسبب الارتفاع الجنوني للنقل وغياب النقل العام. وختم بصوت مخنوق كيف سيعيش الموظف الذي ليس له الا معاشه او تقاعده. منذ أسبوع أخبرني أحد الأصدقاء قصة لا يصدقها عقل، ان قريبه توفى، فأرسل رسالة الى ابن قريبه قال فيها، ابن .... لا اعرف ماذا أقول لك، لكن مشاركتي بالعزاء قد تكلفني فقط تنقلات ما يقارب مليوني ليرة ذهابا وايابا بسيارتي، فقررت ان احول لك المبلغ قد يساعدك بالعزاء واعذرني. وتشير التقارير انه بسبب ارتفاع أسعار المحروقات خفض الاستهلاك بنسبة أربعين بالمائة على مادة البنزين، وأيضا أسعار قطع غيار الاليات ارتفعت بشكل جنوني مما ينذر بحالة كساد للسيارات التي ستتعطل، وتركن على ارصفة الطرقات. ونشرت صحيفة الاخبار تقريرا حول كل تلك الأسباب أوصلت إلى الخلاصة التالية: 40% من الأسرّة في المستشفيات باتت شاغرة، بعدما خفّ الطلب على الاستشفاء أخيراً. وقد دفع هذا الشغور بعددٍ من المستشفيات إلى إقفال بعض الأقسام التي باتت فارغة كلياً تخفيفاً للتكاليف. تتمة هذه الخلاصة، هو أن الخدمة الاستشفائية تستحيل شيئاً فشيئاً لتصبح للأغنياء فقط. إذ لم يعُد في متناول «الطبقات» الأخرى تحصيل الحق في الطبابة، بعدما أصبحت فروقات الفاتورة الاستشفائية بالملايين. وهو ما يعيد التذكير بتصريح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، قبل أشهر عندما قال إن المستشفيات لاحقاً لن يدخلها سوى الأغنياء. وها قد أتى «لاحقاً» الذي بات فيه الفقراء يصلون إلى المستشفى «على آخر نفس»، وبعد أن يستنفدوا الطاقة على تحمل الأوجاع. اما أسعار الدواء " سلام قولًا من رب رحيم "   حتى عمليات البيع والشراء بواسطة "الديليفري" أصبحت تخضع لشروط تسعيرة التوصيل، مما يعني زيادة على الفاتورة الغذائية التي أصبح المواطن عاجزا أساسا عن دفعها.  حتى الدجاج والاسماك واللحوم التي أصبحت من الذكريات الجميلة، وان كان هناك من كنز وادخر لشراء نصف كيلو، فانه سيجد صاحب "الملحمة" قد عاد به الزمن الى مكنة فرم اللحمة التي تعمل على اليد، تخفيفا لأعباء استهلاك الكهرباء. حتى على مستوى الانترنت فان الشعب اللبناني انخفض استخدامه للأنترنت بنسبة عالية، اما بسبب انقطاع الكهرباء او بيع اجهزته (كومبيوتر ) وهواتفه، او ربما تقاسم الوقت مع أولاده الذين يتابعون الدروس (اونلاين).  اما الأطفال والذي حلمهم الصغير هو على عائلتهم كبير، زجاجة حليب، ثلاث مرات يوميا، بظل أسعار ارتفاع قاتل لأسعار مجامع الحليب، حتى حليب الابقار الطازج أصبح متعذر.  من المفارقات الجميلة، ان شاب أخبرني انه ترك خطيبته، فسألته لماذا: قال بحال تزوجنا هل معنا ان نشتري الحليب وان ندفع ثمن اللقاحات، او ان نعلمه ونطببه ونكسيه. حقيقة مؤلمة.  للأسف لبنان ينقرض شعبا، وينهار على كافة المستويات، والسياسيين مختلفين على جنس الملائكة السياسية. وللأسف اننا في بداية الازمات والقادم مرعب ومظلم وظالم. والشعب في سبات عميق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك