سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان/ مدى واقعية سيناريو الارتطام بعد الانهيار


 

د .علي حكمت شعيب *||

 

يتوقع بعض المحللين السياسين أن تشتد الأزمة الاقتصادية على الناس بعد عيد الفطر، مستندين الى عدم قدرة مصرف لبنان على الاستمرار في سياسة الدعم، الأمر الذي سيؤدي الى فوضى في الشارع قد تفضي الى حرب أهلية وقد أعطوا اسم الارتطام لهذه المرحلة من الأزمة.

وهنا لا بدّ من الوقوف على أمور عدة لاستشراف مدى واقعية ذلك من عدمها، أهمها:

- إن التتبع لمسار توقعات هؤلاء المحللين، الذين ينطلق البعض منهم من موقع الحرص على البلد، يفيد أنهم في تحليلاتهم السياسية غالباً ما يستشرفون السيناريو السيء جداً لتأتي الوقائع داحضة توقعاتهم المفرطة في سلبيتها.

- إن الحرب الأهلية خبرها اللبنانيون وما زالوا يعانون من تداعياتها اللئيمة لذلك لن تجد قواعد شعبية وازنة تحضنها وتؤيد المغامرين بها والداعين اليها.

- لا مصالح راجحة للأطراف الاقليمية والدولية بأن يدخل لبنان مرحلة الفوضى بعد تنحي ترامب الأحمق عن رئاسة أمريكا، وسيطرة ملامح مناخ التهدئة في المنطقة في ظل انطلاق قطار المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، ويأس أمراء الحرب السعوديين من تحقيق أهدافهم المشؤومة غير الواقعية في الملف اليمني، الذي ظهرت بوادره في تصريحاتهم الأخيرة الداعية الى حسن الجوار.  

- انهيار البلد سيغرق الاتحاد الأوروبي وأمريكا بالمهاجرين من اللبنانيين والنازحين السوريين الذين سيقدر عددهم بمئات الآلاف، في الوقت الذي يئن فيه الاتحاد الأوروبي من بضعة آلاف من المهاجرين الأفارقة.

بناء على ما تقدم فإن السيناريو المتوقع هو أن يتم تقليص وترشيد الدعم من قبل الدولة، مع تعديل في بعض سياساته لمنع استغلاله من قبل المحتكرين والتأكد من وصوله الى من يستحقه من اللبنانيين، يترافق ذلك مع تفعيل اتفاقيات تعاون مع العراق وأخذ مساعدات من بعض دول الجوار ومدّ في عمر حكومة الرئيس دياب المستقيلة.

وقد نشهد عودة لبعض التحركات الشعبية والحزبية مستغلة موضوع تقليص الدعم للمطالبة بانتخابات نيابية مبكرة لكنها ستضبط من قبل القوى الأمنية لمنع تحولها الى إشكالات فتنوية ونزاعات دموية.

 

  * أستاذ جامعي/ الجامعة اللبنانية ـ بيروت

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك