سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان: مخاوف لبنانية من تداعيات الاشتباك السعودي ـ القطري

1539 17:25:40 2014-03-10

راقب اللبنانيون باهتمام الاشتباك السعودي ـ القطري، في محاولة لاستدراك النتائج التي يمكن أن تنعكس سلباً على لبنان، خصوصاً في ظل استمرار المراوحة في عملية صوغ البيان الوزاري حول بند المقاومة.

يعرف اللبنانيون أن للسعودية دوراً فاعلاً في لبنان، وأن لقطر دوراً مؤثّراً. ولهذا فإن مصدر القلق اللبناني مرتبط بالخوف من تمدّد الاشتباك السعودي ـ القطري إلى الوقائع اللبنانية، فضلاً عن أنه سيكون له تأثير مباشر على الوقائع السورية. وربّما كان الإفراج عن راهبات معلولا بتدخل قطري مباشر واحداً من تداعيات هذا الاشتباك، وإن كان بصورة إيجابية. لكن السؤال هو كيف ستردّ السعودية؟

قبل خمس سنوات أرسل امير سعودي طائرته الخاصة الى بيروت لنقل مرجع وطني بارز الى السعودية للمعالجة، حيث أمضى نحو أسبوعين وعاد في نهايتهما إلى بيروت. وطلب منه الأطباء العودة الى الرياض بعد سبعة اشهر لاستكمال العلاج.

بعد انقضاء المدة، ذكّرت المرجعية المذكورة الامير السعودي نفسه بأن موعد استكمال العلاج قد حان، لكن الطائرة لم تصل الى المطار، ثم كانت المفاجأة أكبر عندما تم إبلاغه ايضا ان لا تأشيرة دخول له الى السعودية، وذلك احتجاجا على موقف هذه المرجعية الداعم للمقاومة والرافض لبعض سياسات السعودية. يومها انتقد المرجع "الدولة التي تخاف من موقف".

تكرر هذا الامر عندما بدأت السعودية تتدخل مباشرة في الحرب السورية، سياسيا وعسكريا وماليا وبدعم الجماعات التكفيرية، ناهيك عن المواقف التي صدرت عن مسؤولين سعوديين، مما حدا بالمرجع نفسه الى وصف أحد هؤلاء المسؤولين بأنه "قائد محور على جبهات القتال في سوريا".

ينطلق ديبلوماسي مخضرم من هذه الوقائع ليعلق على الخلاف الخليجي الراهن، ويعتبر "ان قرار السعودية والامارات والبحرين بسحب السفراء من قطر هو قرار لا ينمّ عن عمق في الحسابات، فهو اكد بما لا يقبل الشك بأن السعودية سقطت سقطتين:

الاولى: ظهورها بأنها ليست لا رئيسة ولا قائدة لمجلس التعاون الخليجي، وبالتالي هي واحد من ستة وليس الستة كلهم معها.

الثانية: ظهورها بموقع الضعيف لعدم قدرتها على التأثير في اصغر دولة في العالم لا يتعدى عدد سكانها عدد سكان حي من احياء الرياض".

ورأى "ان ردة فعل قطر كانت مدروسة تجاه الفعل الذي اقدمت عليه الرياض، واعلانها انها لن تسحب سفراءها من الرياض وابوظبي والمنامة، ينم عن إدراك قطري لتداعيات مثل هذه الخطوة، وهو ما لم تتنبّه إليه القيادة السعودية ومعها البحرين والإمارات".

ويؤكد المصدر "ان قطر اخطأت في سياستها الداعمة للاخوان المسلمين في ما سمي بالربيع العربي في مصر وليبيا وتونس وسوريا، كما انها اخطأت في مواجهتها لروسيا في مجلس الامن الدولي الأمر الذي كلفها التغيير الذي حصل بهيكلية الحكم. وقطر لم تتعلم من هذا الدرس، حيث كان منتظرا من اميرها الجديد ان يأخذ عِبرا من اخطاء الحكم السابق ويعمد الى وقف دعمه للاخوان المسلمين في دول الربيع العربي، ويعيد ترتيب شؤون قطر مع مصر والقيادة العسكرية فيها، ويوقف التمادي الاعلامي للمؤسسات الموالية لها".

يضيف المصدر "إن هذا لا يعفي في المقابل السعودية من الاخطاء التي ترتكبها والتي من المفترض ان تكون مدركة وواعية لها. لكنها تمارس اخطاء لا تقل خطورة عن قطر لجهة دعمها الجهات التكفيرية في كل من مصر وسوريا وليبيا وتونس وحتى لبنان. والامر الملكي السعودي بسجن كل من يقاتل خارج اراضي السعودية غير كاف وجاء متأخرا، خاصة ان هناك آلاف السعوديين التكفيريين الذين يقاتلون في افغانستان والشيشان مرورا بالعراق وصولا الى سوريا".

واشاد المصدر "بحكمة كل من عُمان والكويت لعدم انجرارهما في السير، لا خلف السعودية ولا وراء قطر، وهذا ما يمنحهما فرصة كبيرة للعب دور مهم في رأب الصدع، كما حصل سابقاً".

ويشير المصدر إلى أن "هناك مصلحة لبنانية كبيرة في أن تبقى الكويت وعُمان خارج دائرة هذا الصراع الخليجي، لأن التوتّر السعودي ـ القطري لا بد أن يستدركه أحد حتى لا نرى تجاذباً خليجياً في لبنان".

واستغرب المصدر "كيف ان القيادة السياسية في الامارات انجرّت خلف السعودية في هذا القرار، حتى لو كانت دبي تتهم قطر بتشكيل خلايا اخوانية في الامارات، لأن المعروف عن دولة الامارات ومسؤوليها الحكمة والبصيرة في معالجة شؤون بلادهم ومجلس التعاون الخليجي بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام. اما البحرين فان القيادة السياسة فيها لم تتعامل بحكمة مع قضاياها الداخلية، ومن غير المستغرب أن تقوم بما قامت به".

.................

23/5/1403010 تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك