الصفحة الإسلامية

شعاع من إيمان سيد المتقين (ع)

2184 2021-05-03

 

✍ د. عطور الموسوي ||

 

إنها السنة الأربعون بعد الهجرة النبوية، مدينة الكوفة والليل قد لملم أطرافه مهرولا قبل وقوع المصيبة، والفجر لاح وَجِلا مما سيقع في تباشير خيطه الأبيض حيث يشج رأس أتقى الأتقياء بسيف أشقى الأشقياء، وتهز كيان مسجد الكوفة تلك الجملة الخالدة :" فزت ورب الكعبة " بلسان ما نطق الا بكلام الله وما قال الا ما يرضي الله وماحكم الا بحكم الله .. بينما يأتي هاتف السماء يهز الأرجاء:  تهدمت والله أركان الهدى، وانقصمت العروة الوثقى.

كيف يكون انقصام العروة وتهدم الدين بفوز علي بالجنة؟ عبارة تحكي فصولا من عمق إيمانه عليه السلام وصبره على الأذى، كيف لا وهو أول من أسلم ومن فدى رسول الله من سيوف عتاة قريش ليلة الهجرة وقد قرروا تقطيعه إربا ليضيع دمه بين القبائل.

لقّنهم أول درس وهم يشهرون سيوفهم المغمسة بسم قاتل يردي هدفهم قتيلا فور ضربه، ما هوت سيوفهم عليه وإنما صرخوا بصوت مفزوع: (علي !!)، نعم علي الذي عرّفهم معنى شجاعة شاب في ربيع عمره أعزلا مجردا من كل سلاح الا إيمانا عميقا يعمر قلبه، وعقيدة ترسخت في روح نقية ما دنستها عبادة الأوثان مثلهم، روحه اطمأنت وعلمت أن الموت في سبيل الله فوز وحياة، علي الذي توالت عليهم دروسه ولكن قل المعتبرون.

 هو ذاته في صحراء بدر يقتل رموز شركهم بذي فقاره بشجاعة هزمت قادتهم العتاة وولوا مدبرين، هو ذاته من تقدم جيش المسلمين في كل واقعة وأقام الاسلام بذي فقاره، إنه قاصم أئمة الشرك والنفاق وهادم قلاع الناكثين والقاسطين والمارقين .

ما هّم عليا أن مات في ليلة الهجرة أو بعد عقود منها، وما همّه إن قطعّته سيوف الشرك المتحالفة مع اليهود، أو شجت رأسه ضربة هذا الدعي الجحود، علي قد حسم أمره بالفوز بالجنة ومنذ يوم مبعث الرسول الأكرم تاجر مع الله وربحت تجارته ولم تبور، عقود عمره الشريفة كان يطويها منتظرا لقاء ربه وقلبه عامر بإيمان من عرف الله حق المعرفة.

ونظل ننشد نداك ما حيينا فأنت أنت حيا وميتا ..

يا سيد التقوى هب لقلوبنا نفحة من تقاك تثبتها على نهجك .

يا سيد العابدين هب لأنفسنا صبرا على طاعة الله دون رين.

يا سيد الزهد هب لهوانا هدى يرضي الله ويعتقنا من الدنيا.

يا سيد الشجاعة هب لنا ثباتا على الحق مهما كان صعبا.

يا سيد الاحسان هب لنا رحمة تسخي يدنا على المعسرين.

يا سيد البصيرة أضفي على عقولنا فكرا نيرا يصلح شأننا.

يا سيد البلاغة أغدق على ألسنتنا قولا سديدا يعزّ الحق والدين.

يا سيد العدل اجعلنا منصفين وابعدنا عن مواقف الظلم والظالمين .

وكن شفيعنا يوم الدين .. اللهم اني أشهد أن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله فثبتني عليها يوم تزل الاقدام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك