الصفحة الإسلامية

وصلت قافلة الاصلاح الى كربلاء


  السيد محمد الطالقاني||

وصل الامام الحسين الى كربلاء يوم الخميس, اليوم الثاني من شهر محرم الحرام سنه 61 هجرية وهو يقود مسيرة الاصلاح في المجتمع الإسلامي رافعا شعار«إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي» أي أن هدفي هو الإصلاح فقط ولا غير. ان مسيرة الاصلاح الحسيني لم تكن  ضد يزيد الفرد الفاني الذي لا يساوي شيئاً، بل كانت ضد جهل الإنسان وانحطاطه وضلالته وذلّه، لذلك فان الامام  الحسين كان  يعلم علم اليقين بان هدف الاصلاح  لايتحقق ببقاء حياته وانه سيقتل في يوم العاشر من المحرم ومع ذلك بقي هذا الشعار معه. وقد بين  الامام الحسين عليه السلام ان هذا الاصلاح غير معلوم تحققه , لان الناس قد لايصلحون انفسهم لان ارادتهم تكون ضعيفة، مستشهدا بموقف نبي الله نوح عليه السلام الذي لبث في قومة ما  شاء الله واراد منهم ان يؤمنوا فلم يؤمن حتى ولده، موضحا ان الخلل ليس بالنبي نوح عليه السلام بل في قومه. إن سلوك الإمام الحسين منذ خروجه من المدينة وحتى يوم استشهاده في كربلاء كان منطوياً على المعنويات والعزة والشموخ وفي نفس الوقت مغموراً بالعبودية والتسليم المطلق لأمر الله، وهكذا كان دائماً وفي كل المراحل. إنّ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، هي أعظم ثورة إصلاحية عرفها التاريخ البشري على سطح الكرة الأرضية لأنّها أحيت المبادئ والقيم المقدسة في نفوس وعقول الأجيال المتعاقبة، وأعطت الدروس المشرقة عن التضحية في سبيل القيم الإسلامية والإنسانية. وقد تأثر عظماء البشرية ومفكريها وسياسيها بشخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وسيرته العطرة، لأنّهم وجدوا في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) الرفض المطلق للظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعرقي والقبلي، ولمسوا في حركته التحررية الكرامة الإنسانية، والحرية الفكرية، والعدالة الاجتماعية، والتسامح الديني، والوفاء للقيم الإنسانية واليوم في العراق  رغم اختلاط الاوراق وركوب الموجات الا ان هناك رجال مؤمنون حملوا مشعل  الاصلاح الحسيني الحقيقي, محاولين استثمار منهج الامام الحسين عليه السلام وثورته التي تعد من أشهر الثورات الإصلاحية التي حدثت في تاريخ الإنسانية , وذلك من اجل اصلاح واقع الامة المعاصر وإصلاح ما أفسده الحكام طيلة خمسة عشر سنة . انهم رجال الملحمة الاربعينية الذين اثبتوا للعالم اجمع ان الحسين عليه السلام رسالة اصلاح وايثار وفداء , هولاء الذين سيقودون سفينة الاصلاح وينتصروا كما انتصر الامام الحسين عليه, وليس اشباه الرجال من عملا السفارات والجوكرية الذين هدفهم اثارة الفوضى وارجاع العراق الى المربع الاول.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك