الصفحة الإسلامية

المرجعية الدينية العليا والمظاهر العاشورائية

1695 2020-08-06

  حسين فرحان||

إعتاد الشيعة في العراق وفي سائر البلدان على استقبال شهر الأحزان بمظاهر عاشورائية متنوعة، قد تختلف في طبيعتها وفي حجمها من بلد إلى آخر بحسب الظروف المحيطة بأبناء الطائفة في هذه البلدان، وقد شهد العراق- وهو البلد الذي وقعت على أرضه فاجعة الطف فاحتضنت كربلاء تلك الأجساد الطاهرة والأرواح التي حلت بفناء السبط الشهيد عليه السلام- أزمنة تفاوتت فيها المظاهر العاشورائية من حيث الظهور بالشكل المراد لها ان تكون عليه لتناسب حجم المصيبة التي حلت بالأسلام وأهله، ولطالما تعلق هذا الأمر بمدى تحرر هؤلاء الشيعة من ظغوطات وممارسات الأنظمة الحاكمة المخالفة لما عليه اعتقاد الشيعة الإمامية بأنها من جملة شعائر الله التي ينبغي تعظيمها والتعبد بإحياءها بقصد القربة المطلقة في سلوك طريق مودة القربى، وهذا أمر لا يوافق هوى الكثير ممن كان لهم سهم الخلافة المزيفة والسطوة والنفوذ أوالملك والرئاسة. وليس ببعيد عنا عبث البعث وحربه على هذا الشعائر عموما وعلى المظاهر العاشورائية كرايات الحزن واللافتات ونشر السواد وهي مظاهر كانت تشكل  إيذانا ببدء موسم الحزن والمواساة، فكانت الممارسات القمعية تطال كل من رفع راية حسينية على سطح داره أو ارتدى ثوبا أسودا أو كتب لافتة أو فعل أي شيء من شأنه أن يجعل من شهر محرم شهرا مميزا عن غيره من الشهور، وكم من إنسان فقد حياته بأحكام جائرة وعلق على أعواد المشانق بسبب نشره لهذه المظاهر، فمرت العقود ثقيلة على الشيعة وهم ينظرون إلى شعائرهم وهي تعدم معهم وتسجن معهم، حتى انتكث فتل الطاغية وأجهز عليه عمله وتهاوى صنمه فاتخذ من الجحر مأوى بعد البروج المشيدة التي بناها، فكانت نهايته كنهاية أسلافه الذين حاربوا الحسين وشعائره فحلت عليهم اللعنات . إنطلق شيعة العراق بمجرد سقوط الصنم إلى إحياء الشعائر الحسينية حتى ذهل الأعداء لذلك، فلم يكن أحد يتوقع أن القضية الحسينية ستجد لها متنفسا بعد الكبت البعثي لها لمدة قاربت الأربعين عاما، وبعد كل حالات الإعدام والسجن والإضطهاد، ليفاجأ العالم بأسره بمظاهر عاشورائية لم يعرف لها مثيل وزيارة مليونية تخطت كل التوقعات. اليوم وبعد ١٧ عاما من الخلاص ورغم اعتياد الناس على أداء هذه الشعائر بل الإجتهاد في تعظيمها والعمل على الحفاظ عليها، إلا أننا نرى التأكيد من المرجعية الدينية العليا على جانب مهم منها وهو جانب ( المظاهر العاشورائية ) ذلك الجانب الذي يعد استهلالا مهما للحدث ومقدمة ضرورية لتمييز شهر محرم عن غيره بل هو تمهيد معنوي كبير لأداء سائر الشعائر الأخرى فيه. وقد رأينا ذلك في جواب استفتاء موجه لمكتب سماحة السيد السيستاني دام ظله حول اقتراب حلول شهر محرم مع الواقع الذي نعيشه في ظل تفشي وباء كورونا فكان مما أجيب به السائل بعد بيان ما ينبغي فعله مع هذا الواقع وانتشار الوباء نقطة مهمة تتعلق بالمظاهر العاشورائية ونصها : (نشر المظاهر العاشورائية على نطاق واسع من خلال رفع الأعلام واللافتات السوداء في الساحات والشوارع والازقة ونحوها من الاماكن العامة مع مراعاة عدم التجاوز على حرمة الاملاك الخاصة أو غيرها وعدم التخلف عن رعاية القوانين النافذة في البلد. وينبغي أن تشتمل على مقاطع من كلمات الامام الحسين (عليه السلام) في نهضته الاصلاحية العظيمة وما قيل في فاجعة الطف من روائع الشعر والنثر...). والملاحظ.في هذه الفقرة المهمة أمور منها: ١- نشر المظاهر العاشورائية ( على نطاق واسع ) من خلال ( رفع الأعلام واللافتات السوداء ). ٢- تحديد مكانها وهو ( الشوارع والأزقة ونحوها من الأماكن العامة). ٣- وضع شروط لذلك وهي: (مراعاة عدم التجاوز على حرمة الاملاك الخاصة أو غيرها وعدم التخلف عن رعاية القوانين النافذة في البلد). ٤- ينبغي أن تشتمل على مقاطع من كلمات الامام الحسين (عليه السلام) في نهضته الاصلاحية العظيمة وما قيل في فاجعة الطف من روائع الشعر والنثر...). هنا نرى ان المرجعية العليا تدعو إلى أن تشتمل هذه اللافتات على مقاطع من كلمات الإمام عليه السلام في نهضته الإصلاحية وما أكثرها ولو بحثنا عنها فإننا سنجدها دون عناء مع ما توفره لنا وسائل الاتصال الحديثة والمواقع المعتبرة التي تعنى بهذا الشأن، وهو الأمر الذي ينطبق على تحصيل روائع الشعر والنثر التي قيلت في واقعة الطف ونشرها كمظهر من المظاهر العاشورائية.. المرجعية العليا تدعونا اليوم لما ينبغي أن يكون عليه واقع هذه المظاهر العاشورائية فلنعمل على ذلك حيث تكون : نشر على نطاق واسع وهي تحمل كلمات الحسين عليه السلام وما قيل من روائع الشعر والنثر في فاجعة الطف.

............

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك