الصفحة الاقتصادية

فوائض الاسعار..!


 

عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

تشهد آمال الناس انتعاشاً، كلما شهدت اسعار النفط ارتفاعا في معدلاتها، لذلك اصبح خام برنت معروفا لدى العراقيين، اكثر من معرفتهم باي تفاصيل اخرى..

وبات الحديث عن ارتفاع سعر البرميل، هو الحديث الاول الذي يتصدر الحوارات التلفزيونية وتعليقات التواصل الاجتماعي، والكثير يتساءل عن مصير الاموال المتحققة عن تلك الزيادات، لاسيما بعد اجتياز الاسعار حاجز الـ"٧٥" دولارا، مضروبا في مقداد تغيير سعر الصرف، لمعرفة مقداد هذه الزيادة بالدينار العراقي، مطروحا منها، السعر التخميني للبرميل الذي ورد في قانون الموازنة والبالغ ٤٥ دولارا، ليبقى الفرق بين السعرين ٣٠ دولارا..

وبنحو او بأخر، فان حديث الناس هذا ربما يحمل شيئا من المنطق، ان لم يتم الدخول في حيثيات الموازنة، وما احتوته من تفاصيل، يمكن لهذه التفاصيل ان تبتلع اي زيادة في اسعار النفط، وفي مقدمة ذلك،  مقدار العجز  الكبير الذي تعاني منه الموازنة، وكذلك مستحقات الديون الخارجية والداخلية، فضلا عن حجم الانفاق التشغيلي الهائل، وحاجة الاف المشاريع التي يجري تنفيذها الى اموال ليست بالقليلة من اجل انجازها، تُقدّر بنحو ١٠٠ مليار دولار، وكل هذا الذي ذكرناه يمثل تبريرات منطقية، للرد على من يطالب بمعرفة مصير الفوائض المالية الناتجة عن الفرق السعري بين الموازنة والسوق العالمية..

ولكن هذا لايعني، الاستمرار في ذات السياسة الاقتصادية، القائمة، على مبدأ( النفط مقابل الاكل)!

ولو مرت هذه السنة بسلام، كما سبقتها السنوات الماضية، فان المقبل من السنوات لايبشر بخير، فاسعار النفط لايمكن الاطمئنان اليها، فهي قد تتعرض للانهيار في اي لحظة، لتتركنا نواجه مصيرنا، كما ان العالم يتجه بسرعة نحو البحث عن مصادر بديلة للطاقة، وما هي الا عقدان او ثلاثة، ليصبح النفط من الماضي.ووفقا لهذا المشهد، فإن السيناريو  يتطلب تغييرا في المشاهد التي اعتدنا مشاهدتها، لضمان استمرار الحياة، في ظل تزايد سكاني لايهجع.

والتغيير المُشار اليه يمكن تحقيه عبر ٦ محاور، اولها، تغيير فلسفة الموازنة، وجعلها موازنة وبرامج بدلا من موازنة البنود، وثانيها،تحويل مسارات الانفاق المالي، وتوجيهها تدريجيا من التشغيلي الى الاستثماري، والثالث، التوجه نحو القطاعات التنموية، كثيفة العمالة و ذات الصفة التشابكية مع غيرها من القطاعات، لتحقيق حالة من التنويع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على النفط، اما الرابع فيكون من خلال تقليل مستوى التدخل الحكومي في تنظيم آليات السوق، وتركه هو ينظم نفسه، وفقا للنظريات الاقتصادية. ويكون دور الحكومة هو رسم السياسات والخطط، وتوفير ظروف تنفيذها ومتابعة آليات التنفيذ، والاهم من ذلك التوجه نحو انشاء صناديق سيادية يتم تمويلها راهنا من الفوائض النفطية، ومما يتم تحقيقه من القطاعات الاقتصادية الاخرى، وتوجيه اموال هذه الصناديق لتمويل المشاريع الاستراتيجية العملاقة حصرا، لتحقيق التنمية، وضمان حق الاجيال القادمة، ويكمن السادس في تفعيل وزيادة دور القطاع المصرفي، العام والخاص، ليكون مساهما وشريكا في تمويل المشاريع

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك