المقالات

العرب ودورهم السلبي مع المقاومة الفلسطينية


عدنان جواد

قد اختفى دور العرب منذ زمن الدولة الاسلامية، والتاريخ يقول ان دورهم من الناحية المادية والتطور العلمي منذ الدولة العباسية وسقوطها بيد المغول، وبعد الحرب العالمية الثانية قامت الدول المنتصرة بتقاسم العالم حسب النفوذ ، فكان نصيب العرب بيد بريطانيا وفرنسا، فتم وضع حكام حسب رغبة بريطانيا وتم صياغة اتفاق بينهم وبين هؤلاء الحكام ، بان ينفذوا كل ما يطلب منهم ، حتى لو تطلب الامر قتل ابناء شعوبهم، وفيما بعد عندما ضعفت بريطانيا تم تسليم تلك الوكالة لواشنطن، وان اول من هجر اليهود وطردهم هم الدول العربية بأمر من بريطانيا، بينما احتفظت الدول الاخرى بمواطنيها اليهود لحد الان من الدول غير العربية، فمثلا ايران لازال اليهود يعيشون في ايران ويعيشون بسلام كمواطنين إيرانيين ولهم حقوق وعليهم واجبات، ومنذ ذلك الوقت تم تدجين العرب بان اسرائيل عدوهم ولكن لا يمكن مواجهتها فأي حرب معها سيكون مصيرها الخسران والنكبة والخذلان، لان خلفها تقف دول عظمى وهي تمتلك الطاقة النووية والصواريخ ، وجهاز استخبارات الاقوى في العالم (الموساد) يستطيع اغتيال اي احد يقاومهم، وقد جرب العرب مواجهتهم عسكرياً فخسر الجيش العربي وترك سلاحه بيد الجيش الصهيوني وانسحب، وخلق قناعة بان اسرائيل دولة ديمقراطية في محيط كل انظمته دكتاتورية، وان الفلسطينيين هم من باعوا ارضهم لليهود .

اما اليوم وبعد ان وصل الظلم الى اقصى مرحلة ، اقتنع الفلسطينيون انفسهم بان التفاوض مع الكيان الصهيوني لا ينفع ولايمكن ان يعيد الحقوق، وان المقاومة هي السبيل الوحيد لذلك، وبعد 7 تشرين (اكتوبر) بعد ان طفح الكيل لدى رجال المقاومة بعد الاعتداءات المتكررة اليومية للفلسطينيين ، واعتقال الشباب وحتى الاطفال، فتم تحطيم الجدار العازل واختراق اراضي المستعمرات وجلب الاسرى منها ، جن جنون الكيان الصهيوني وصرح قادته بانهم يواجهون حيوانات بشرية، وانهم سوف ينتقمون ويقضون عليهم بنسائهم واطفالهم فهم هدف مشروع، وكالعادة هبت الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الغربيين لنصرة اسرائيل بالعتاد والرجال والمواقف ، والدعم في المنظمات الدولية والاعلام، بينما اخذ العرب باللوم على المقاومين من حماس بانهم ورطوا الشعب الفلسطيني بحرب لا قبل لهم فيها ، وانهم سوف لن يدعمونهم وان ايران والروافض سوف يتركونهم ، بل بعض الدول العربية تدعم اسرائيل بالوقود والغذاء والاعلام ، الذي يشيطن الفلسطينيين ، مقابل ملائكية الصهاينة، وفي المقابل تحرك محور المقاومة بقيادة ايران وحزب الله لبنان الذي يواجه اسرائيل في الجزء الشمالي، وانصار الله في اليمن استهدفوا السفن المتجهة الى اسرائيل التي تزودهم بالوقود والغذاء ، فيما هناك دول عربية ترسل لهم ما يحتاجونه من بضائع!، وفصائل المقاومة في العراق تستهدف مقرات القوات الامريكية حليفتها في الحرب ، وبعد ان وصل عدد الشهداء في غزة (24) الف شهيد فاصبح المسلم العربي مجرد رقم و(62) الف جريح، وهناك مفقودين تحت الانقاض لا يعرف عددهم ، نهضت الشعوب الغربية وشعوب امريكا نفسها والجنوبية واسيا، وفي مقدمتهم جنوب افريقيا التي قدمت دعوى في محكمة العدل الدولية ضد اسرائيل، فيما بقت الدول العربية وشعوبها متفرجة وكانت مواقفها خجولة، واسرائيل تدفع الى ان توسع الحرب واشراك واشنطن بصورة مباشرة لمواجهة ايران، حتى يفك الضغط عليها، فتم انشاء حلف بقيادة امريكا ومشاركة بريطانيا والبحرين ودول اخرى ضد الحوثيين، لذلك فان محور المقاومة عليه مسؤولية واعباء كبيرة ، فهم يعيشون في دول محاصرة، فالعراق لازال تحت الاحتلال الامريكي وحكومته محرجة بين فصائل المقاومة التي تستهدف القوات الامريكية وبين حكومة الولايات المتحدة الامريكية التي تطالبه بالتصدي لهذه الاستهدافات والا فنها سوف تسحب شركاتها العاملة في العراق ، وتحجب الدولار عن البنك المركزي العراقي لان النفط يباع بالدولار ، وسوريا محتلة بعض اراضيها من قبل تركيا وجزء اخر من الولايات المتحدة الامريكية ، وهي مستهدفة من الارهاب واسرائيل وحصار غربي امريكي عربي ، والدول الكبرى وخاصة التي لديها عداء لأمريكا ، كالصين وروسيا لازالت مواقفها غير واضحة، وكل ما تفعله هو التصريح الاعلامي بان العالم متجه لعالم متعدد الاقطاب، اما الكتاب واصحاب المنابر العرب مع الاسف فان القليل منهم من يقف مع محور المقاومة، لكن الحقيقة اليوم اصبحت واضحة لجميع شعوب العالم، بان اسرائيل قاتلة ومحتلة وان الولايات المتحدة الامريكية حليفتها في القتل والتدمير، وان كل وسائل التجميل ورمي اللوم للطرف الاخر لم تنفع ، لذلك بدأت تلك الدول تنادي بحل الدولتين ، وان دولة فلسطين تكون منزوعة السلاح، واغلب المتحمسين لهذا الامر هم العرب المطبعين، والمستغرب ان حكومة اسرائيل نفسها ترفض القبول بحل الدولتين، فعلى الجميع الوقوف مع هذا المحور ففيه عزة الامة ونصرة المستضعفين وسلامة الدين وراحة الضمير في الدنيا بالابتعاد عن الظالمين، ورضا الله في الاخرة ، وعدم الاعتماد على دور العرب فان دورهم سلبي مع القضية الفلسطينية والمقاومة بالذات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك