المقالات

الوطنية أم التخاذل والخيانة


التعدي على أرض العراق تعدي على سيادته واستقلاله وهذا يرفضه كل إنسان وطني وشريف يحب بلده ويضحي بالغالي والنفيس من أجله ، ولكن علينا مناقشة الأسباب والعوامل التي أدت الى انتهاك سيادة العراق من قبل دول الجوار.

هناك سببان رئيسيان هيئا الأجواء والظروف لهذه الانتهاكات للسيادة :

الأول : التواجد العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية .

الثاني : استقلال حكومة كردستان في قراراتها ومواقفها وتحركاتها وعلاقاتها عن الحكومة المركزية.

السبب الأول : القوات الأمريكية تتنقل وتتحرك بكل حرية واستقلالية على أرض العراق وتبني القواعد وتدرب المجاميع الإرهابية في قواعدها ومعسكراتها والحكومة العراقية ليس عندها أي علم عن أي تحرك او عمل تقوم به القوات الأمريكية واستخبارات هذه القوات مكاتبها تخطط وتتآمر على البلدان الجارة كإيران وسوريا ، وتتدخل السفارة الأمريكية في شون العراق الداخلية بشكل علني فهي تقف أمام اي تحرك حكومي من أجل تقديم خدمات افضل كتجميد الاتفاقية الصينية العراقية وكذلك الالمانية العراقية وإخراج العراق من مشروع طريق الحرير وغيرها كثير بالإضافة الى أعمال السفارة والقنصليات الأمريكية العدائية للعراق وشعبه ودول الجوار وخصوصاً إيران وسوريا ، هتك السيادة العراقية من قبل الأمريكان بصورة علنية واستفزازية ألم يقتلوا قادة النصر الحاج سليماني وأبي مهدي المهندس على أرض عاصمة العراق بغداد ؟؟؟ ألم يزور الرئيس الأمريكي قواعده العسكرية بدون علم الحكومة المركزية ؟؟؟ ألم تتخذ الاستخبارات الأمريكية أرض العراق وخصوصاً كردستان كقاعدة لنشر الإرهاب في المنطقة وخصوصاً سوريا وإيران ، ألم تقدم القوات الأمريكية كل الدعم والمساندة للصهاينة في قتل الفلسطينيين وتدمير غزة وتعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية للعراقيين ألا يعتبر هذا الدعم استفزازاً للشعب العراقي ويعارض مواقف الحكومة العراقية الثابتة ؟؟؟.

السبب الثاني : استقلال حكومة كردستان في جميع قراراتها ومواقفها عن الحكومة المركزية ، فقد اصبح اقليم كردستان العراق الأرض التي تحتضن مكاتب الموساد الصهيوني والاستخبارات الأمريكية بالإضافة الى معسكرات التنظيمات الإرهابية ، هذه المكاتب والمعسكرات عملها الأساسي زعزعت استقرار وامن دول الجوار وخصوصاً ايران وتركيا ، ويعتبر شمال العراق منطلقاً للعمليات الإرهابية التي تقتل شعبيّ ايران وتركيا ، وقد حذرت الدولتان حكومة العراق مراراً ولكن الحكومة المركزية ليس عندها القرار ولا القوة في منع أو انهاء هذه العمليات وغلق جميع مكاتب الصهاينة والأمريكان بالإضافة الى معسكرات تدريب التنظيمات الإرهابية .

هذان السببان اكبر وأخطر العوامل التي تؤدي الى إنتهاك سيادة العراق ، فإذا كانت الحكومة العراقية حريصة على صيانة السيادة العراقية وإجبار حكومات دول الجوار على احترامها عليها إخراج القوات الأمريكية من العراق وإجبار حكومة اقليم كردستان على الالتزام بدستور العراق واحترام وتنفيذ قرارات الحكومة العراقية وغلق مكاتب الموساد الصهيوني وكذلك الاستخبارات الأمريكية ومنع اي تحرك ترفضه الحكومة المركزية مع طرد التنظيمات الإرهابية من ارض كردستان العراق وغلق جميع معسكراتها وعلى حكومة كردستان العراق عدم التدخل بالشؤون الداخلية لدول الجوار .

فمن يريد التحدث عن الوطنية عليه ان يحمي سيادة العراق وصيانة استقلاله من خلال رفض ومنع الانتهاك نفسه وكل سبب او ظرف يشجع دول الجوار على انتهاك هذه السيادة ، ومع عدم القضاء على هذين السببين سيجعلان سيادة العراق معرضة في كل يوم الى الانتهاك والذي يقف متفرج وصامت ويغطي على وجود هذين السببين التواجد الأمريكي واستقلال قرار حكومة كردستان عن الحكومة المركزية فهو اما متخاذل او خائن لأنه يهيئ الاسباب والظروف التي تؤدي الى انتهاك سيادة العراق واستقلاله وضرب استقراره وأمنه .

خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك