المقالات

طريق معالجة جراح القدس واحد


حينما  ترى  مريضاً  وتذهب  إليه  وأنت  تحمل  فاكهة  وتجلس  معه وتسامره،  فإنك  قد  تدخل  السرور  على  قلبه  ولكنك  لا  تعالجه  من الأزمة  التي  وقع  فيها،  إذ  سرعان  ما  سينتهي  شعور  السرور  ليحلّ  نداء الألم  بدلاً عنه.

وحينما  يذهب  الدكتور  له  ويعطيه  مسكّناً  فإنه  يعطيه  راحة  وقتية  من الألم،  سرعان  ما  ستزول  ليتغلّب  عليها  واقع  الألم وعذابه.

وحده  الذي  يقدم  علاجاً  يستأصل  به  الداء  وإن  كان  مؤلماً  هو  الذي يقدّم  البرّ  لهذا المريض...

لقد  اجتهدت  الحكومات  في  الغالب  وفي  أحسن  الأحوال  على لعب دور  من  يجلب الفواكه  لهذا  المريض  أو  الذي  يقدم  مسكّناً وقتياً حينما  تحاول  لعب  دور التضامن  مع  الشعب  الفلسطيني  وقضيته،  ولم  تفكر  في  مرة  أن  تقدم له  العلاج  الناجع  الذي  يستأصل  آلامه  ومعاناته  هذا  إن  لم  تتآمر  عليه وتشطبه  من  لائحة  اهتمامها  كما  يفعل  بعضها  الآن،  لا  بل  نرى  بعضها اهتمت  بالسعي  للتربيت  على  أكتاف  قاتلي  هذا  الشعب  ومصدر  آلامه معتذرة  عن  معاكسة  وإزعاج  هذا  الشعب  للقاتل  الذي  بدءوا يطلقون  عليه  ابن  العم  الذي  عاد  لدياره  بعد  غربة  ليستقبل بالأحضان…

لا  حلّ  لآلام  فلسطين  ولا  لصراخات  أطفالها  وصرخات  المثكولات  من نسائها  إلّا  بإزالة  مصدر  الأوجاع  ومسبّب  هذه  الصرخات،  بدلا ً من  أن ترسلوا  لهم  أكياس  الطحين  لتمنّوا  به  عليهم!  أرسلوا  لهم  سلاحاً يردعون  به  عدوهم،  وإن  كانت  لكم  متبقى  كرامة  أعينوهم  سياسياً  … لا  أقول  افتحوا  الباب  لشعوبكم  كي  تهب  لتقدم  لهم  الوقفة  المنشودة على  سواتر  العز  والكرامة  فهذا  سيحرجكم  إلى  حد  الموت  أمام أسيادكم  الذين  نصّبوكم  حكاما ً عليهم،  ولكن  أين  شعارات  النفط سلاح  المعركة  فاقطعوا  النفط  عن  العدو  الذي  يتغذّى  به  لكي  ينتهش لحومهم،  وإن  لم  تستطيعوا  أوقفوا  التطبيع  الذي  يريد  أن  ينسي الأجيال  القادمة  مجازرهم وجرائمهم.

وإن  لم  تستطيعوا  كل  ذلك  وأنتم  لن  تفعلوه  فلا  أقل  افسحوا  المجال لثقافة  الجهاد  والشهادة  ضد  الصهاينة  في  أن  تتربى  عليها الأمة  التي  تتحكمون بها  عوضا  من  ثقافات  الميوعة  والانعزال والعدمية  والسعي  وراء  التفاهة  التي تحيطونهم بها…

كاذب  من  يدعي  الوصل  بفلسطين  من  دون  أن  يعمّد  وصله  بصاروخ يردع، أو مسيّرات تمنع،  أو  خبرة  لقتال،  أو  سياسة  لمناورة،  أو  معلومة  لأمن،  أو  قلم لوعي وبصيرة…

جميل  أن  تفكروا  بالنازحين  ولكن  قبيحا ً أن  تعملوا  على  نسيان الشعوب  لمن  تسبب بنزوحهم وظلمهم وقهرهم…

جميل  أن  تبكوا  على  الأبرياء  الذين  قتلوا  بأسلحة  الصهاينة والأمريكان  ومن  سواهم  من  حلفائهم  ولكن  قبيح  ان  لا  تبادرون  لردع القتلة  وأقبح  منه  أن  لا  تسمونهم بالقتلة…

جميل  أن  تخففوا  الآلام  بالمستطاع،  ولكن  قبيحاً  جداً أن  يلعب إعلامكم  ومنصاتكم  دور  المرجفين  العاملين  على  إحباط  مسعى الناهضين  ضد  الظلم  والمجاهدين  ضد  الطغيان …

سيكون  جميلاً  جدا ً أن  تكرموا  الشعوب  بسكوتكم  وتوقفوا  نفاقكم فهو  مكشوف  حتى  وإن  غطيتموه  بنشيد  زهرة  المدائن  أو  بنشيد: والله زمن  يا  سلاحي،  واتركوا  هذه  الأمة  فهي  كفوءة  بمداواة  جراحها  وعلى رأسها  جراح  القدس  التي  لا  تعني  الفلسطينيين  فحسب  بل  هي جراح  كل الأحرار  في  هذا  العالم  سيان  في  ذلك  المسلم  أو  المسيحي  بل  حتى  بعض اليهود  الأتقياء  الذين  تشرفوا  بالوقوف  ضد  الصهيونية  وكيانهم اللقيط…

واعلموا  أن  وعد  الله  آت  لا  محالة  فالله  لا  يخلف  وعده  ورجال  الآية الكريمة:  (فإذا  جاء  وعد  الآخرة  ليسوءوا  وجوهكم  وليدخلوا  المسجد كما  دخلوه  أول  مرة  وليتبروا  ما  علوا  تتبيرا)  سورة  الإسراء:  ٧  قد  غدوا على  مشارف  الفجر  القادم!

 

جلال الدين علي الصغير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك