المقالات

لحظة صفاء 


 

مازن الولائي 

 

ابو ياسر الشاب على أعتاب الثلاثين من العمر، وهو لم يلتفت إلى ربه ولم يكترث رغم الحاح زوجته الطيبة والمؤمنة عليه وتذكيره بما يجب عليه إلا أنه في غير عالم مع رفاق يشابهونه في التوجه والتصرف، ووفرة المال والسيارة وعدم العوز يشكل في الغالب مانع من الألتفات لله جل جلاله.. والزوجة تشعر بحرج شديد بينها وبين الله سبحانه وتعالى وتتوسل دائما بإصلاح زوجها التارك للصلاة والمتذبذب في التزامه! حتى حل شهر محرم الحرام وبدأت حيطان المدينة تلبس السواد وبدأ الشباب يزينون الحسينات بالعبارات الجميلة والعميقة، وبدأت المساجد تعلن عن برامجها ومن برامجها في حسينية الحاج العارف مشهدي الشيخ الكبير بروح الشباب وذي مسحة بهاء وسلوك يعرفه كل أهل المدينة، سارا ابنت الثمان أعوام عرفت من خلال صف مدرستها أن الحاج مشهدي قد دعى أغلب بنات المدينة لإحياء عاشوراء التي لها قيمة كبيرة في أعراف المدينة وتعد المدينة العدة لها بشكل مهيب وكبير، ومن شروط الحضور لبس السواد فصارت سارا تلح على امها أمي أريد الحضور مع بنات المنطقة إلى حسينية "خدا را شكر" ولابد من شراء ملابس السواد، قالت سوف أخبر والدك رغم عدم تفائلي يا بنتي! رجع الوالد عصرا ولكن على غير حاله ليس كما كل مرة وجهه يقول حصل شيء عنده! سلم وجلس ونظر الى ابنته وهي عليها آثار الحزن والبكاء فقال مابال سارا قالت دعها لا تشغل نفسك بها المهم انت ماذا ورائك حصل مكروه لك؟! أطرق وقال لا لاشيء حصل ماذا تريد سارا قالت بنات المنطقة يردن الذهاب لحسينة الحاج مشهدي هناك مراسيم لدخول محرم هذه الليلة، نظر متأثرا وعليه التأمل قال وما المانع قالت يريدون لها ملبس خاص أسود اللون! قال تعالي معي نذهب للسوق والمرأة لا تكاد تصدق ما ترى من أريحية زوجها بعيد الطبع عن هذه الأمور وفي قلبها تتوسل بالله تعالى أن لا يحدث مكروه ويعود من دون شراء الملابس! وفعلا اشترى لها من السوق ما تريد وحقيبة كتب عليها يا حسين يا مظلوم، وارسلها إلى مكان الحسينة وهو ينظر للآباء والأمهات كيف يتين ببناتهن بفرح وسرور ووقار، ركن السيارة جانبا وأخذ يتأمل أيعقل بنت صغيرة تدرك عشق الحسين عليه السلام وتبكي لتلبي جزء من فعالية حتى لا تفقه معناها الكلي وأنا ذي العمر الكبير بهذه الغفلة!؟ إذا ما حصل لي اليوم هو مقدمة لأعود من طريق ما كان يسلكه من عرف الحسين عليه السلام أو تأثر قلبه به ولو مقدار هذه الطفلة الباكية طوال يوم تريد التعازي بهذا القدر، والله لاجعلنها توبة من لحظتي وسأهجر طريق ما كان منه إلا بعدا وحسرات رغم سعادة موهومة ومظهر يخفي خلف اسواره حزن وعذاب ضمير.. عاد لزوجته وهو يقول أريد اغتسال التوبة وبعد المساء نذهب سوية إلى تعزية الحسين عليه السلام..

 

 

القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك