المقالات

مجرد تشابه..!


مازن الولائي ||

 

لادين طالبة جامعية من أسرة غنية وسيارتها تتحدث مع الموديل الحديث، علاقاتها مع من يشبهها من البنات وملبسها الفاخر والانيق الملفت علامة على ثرائها! في المرحلة الثالثة من الجامعة، زهراء الطالبة التي تنحدر من قرية ريفية وتقيم في القسم الداخلي مع مجموعة من البنات من بعض المحافظات البعيدة، زهراء متكلمة متعلمة أكملت بعض الدروس المهمة في قريتها التي تعتبر الدراسة الحوزوية شيء مكمل للبنت في أدبيات تلك القرية المطلة على جبال جميلة وشجر كثيف ساحرة الأجواء والهواء النقي، عرف عن زهراء أنها مواظبة على الصلاة في مسجد القسم الداخلي، ولها محاضرة من دقائق مع من يرغب بأسلوبها الجميل وهي تروي قصص الولاء والعشق الثوري الذي عاشته رجالات وشباب وشهداء تلك القرية الخُمينية ضاربة الغرام في فداء الثورة .. كل يوم يزداد عدد البنات الملتحقات في ركب زهراء ذات الحجاب الدقيق والجميل والكامل، والحذرة في تصرفاتها في باحة الجامعة ومرافقها، وهي ومجموعة من بنات الكلية يشتركن في إحياء المناسبات المركزية والمعروفة في البلد ومنها إحياء أيام عاشوراء فطلبت من رئاسة الجامعة عرض مسرحية شهادة أبي عبد الله الحسين عليه السلام في مسرح الجامعة الكبير، وفعلا وافقت الجامعة وأخذت تدرّب مع مختصين على عرض المسرحية والتي يطلق عليها ( التشابيه ) وحل محرم ولبست الجامعة السواد والإعلام والعبارات الجميلة والمؤثرة، وبدأ الاعلان عن موعد العرض المسرحي، ومن خلال الاعلان عرف البعض قوة ذلك العرض وكيف سيكون، ومن ضمن الداخلات إلى صالة المسرح صديقة للطالبة لادين لكن من دونها، وعندما شاهدت عدد الحضور الكبير اتصلت بلادين وطلبت منها المجيء ولا تفوتها الفرصة! فردت لادين انني غير مستعدة خاصة ملابسي لازالت بالألوان! ومع ذلك الحت عليها صديقتها وجاءت على استحياء فهي كأنها مخالفة لما سيسود وما عليه الحضور من لبس السواد! وبدأ العرض وكان مبهرا وحزين ومؤثر وهو يترجم النساء حين أحرقت عليهن الخيام وفررن من خباء الى خباء ومن خيمة إلى أخرى والعدو يركض خلف من يمسكها ليأخذ منها ما يأخذ! ضج الجالسون بالبكاء والعويل وتعالت الأصوات ورافقت العرض موسيقا حزينة مؤثرة زادت من شجن الحاضرين، تقول صديقة لادين نظرت إليها وجدتها تجهش بالبكاء عن صمت في البداية وقد اسدلت على وجهها بقطعة من شال ورئيتها تحاول الصبر والصمود! لكن لم يطيل المشهد وما أن وصلت المسرحية إلى وداع زينب عليها السلام الى أخيها الحسين عليه السلام وهي تندهه وتصيح من خلفه يا حسين قف لي هنيئة وبقية المشهد المعروف والوداع الأخير والحسرات والنساء هنا سقطت لادين مغشيا عليها وارتبك الوضع وهرعت زهراء وصديقاتها الى نجدتها واخذها الى طبابة الجامعة وهي باللاوعي تصرخ وتبكي عذرا يا زينب عذرا يا زهراء أنا مقصرة! أنا كافرة! أنا مسلوبة التوفيق! وكلمات تدل على تأثر تلك البنت التي لم تتعرض إلى صدمة من قبل! وزهراء تهمس باذنها يا لادين هنيئا لك العزاء والجزع فهذه علامة القبول بإذن الله تعالى وبعد جهد طبي استعادت وعيها وفتحت عينها فرأت زهراء وصديقتها وبعض الطالبات يحطن بها والدموع تنزل من عيون لادين دنت منها زهراء وهمست باذنها يا لادين هذه مجرد تشابيه فلو كشف عن عقلك وروحك الطف الحقيقي ماذا ستفعلين؟! نظرت والدموع تملأ عيونها سأجعلها توبة ومن هذه اللحظة فتعالت الأصوات بالصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام ..

 

·        القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع مازن الولائي..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك