المقالات

السوداني وتوازن العلاقات!..


ا.د جهاد كاظم العكيلي ||

 

العلاقات الخارجية للدول، لطالما شكلت الوجه الحقيقي لسياستها في بناء الصورة الحقيقة لطبيعة النظام السياسي السائد عند تلك الدول، وقد تكون هذه السياسات مصدر قوة الدول واستمرارها في تعزيز علاقتها مع محيطها الخارجي التي تنعكس من خلالها على طبيعة نطام الحكم في أي بلد ..

ولنا شواهد كثيرة في الأنظمة السياسية لهذه الدول، إذ تجد دول صغيرة في إمكانتها الإقتصادية والبشرية، لكنها تميزت بعلاقات خارجية ومدت جسور الثقة والتفاهم والتعاون مع محيطها الخارجي مما ساعدت على دعم بلادانها اقتصاديا وطورت من امكانتها المادية والخدمية، وانعكس ذلك على وضعها السياسبي الداخلي وحافظت من خلاله على استقرارها وإدامة وجودها لخدمة مصالح شعوبها ..

وبالمقابل كانت هناك دولا اخرى تأثر وضعها الداخلي وإنهار نظامها السياسي، بسب عدم قدرتها في الحفاظ او في بناء علاقات سليمة مع الدول المجاورة او البعيدة عنها، ففقدت من توازنها في بناء علاقات سليمة لتعزيز مكانتها السياسية بين الأنظمة السياسية السائدة في المنطقة العربية والدولية، ما تسبب لها مشاكل كثيرة سواء في وضعها الداخلي بادارة شؤون البلاد او فقدان الثقة في علاقتها مع دول المنطقة ..

وقد كان العراق في الفترات السابقة يدور في اطار هذه التجاذبات الخارجية وعدم الإستقرار على الرغم من قدراته وامكانته المادية والمعنوية، وحاجة الدول جميعا في بناء علاقات  مبنية على تبادل المصالح المختلفة، غير أن طبيعة سياسته الخارجية اوقعته في تشابكات معقدة مع محيطه الخارجي، وأوصلته الى حالة اثرت على استقراره ووضعه الداخلي واثرت على طبيعة وضعه الاقتصادي والخدمي .. إن دعوة السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وترأسه الحوارات المفتوحة مع اصحاب وخبراء في الشان السياسي والاقتصادي، تمثل جانبا مهما من الدراية والحكمة في توضيح وشرح منهج حكومتة لبناء البلد من الداخل واصلاح وضعه الاقتصادي والقضاء على الفساد، ومن جانب آخر توجيه رسالته والتي عمل بها مؤخرا في بناء علاقات متوازنة مع دول العالم ودول المنطقة تحديدا، ذلك لأنه أدرك أن التوازن في العلاقات في سياسته الخارجية منطلقة من المثل الذي يفيد : (الف صديق ولا عدو واحد) لا سيما وأن وضع العراق اليوم يتطلب هذا الحراك السياسي بسبب وضعه الداخلي غير المستقر نسبيا ، وهو انعكاس للوضع السياسي الخارجي  المرتبط بالمصالح الخارجية بشكل خاص ..

ومن هنا نقول أنه لابد من بناء علاقات توازن عراقية مع الدول الاخرى تخدم مصالحه بالدرجة الاولى والسعي لتحقيق الامن والاستقرار في داخله، وهي خطوات واراء جريئة، تفتح للعراق ابواب كثيرة مع العالم الخارجي ومفاتيحها هي الآن بيد السيد السوداني، وما عليه إلا أن يسعى الى الأمساك بها جيدا هو وحكومته للمضي قُدما لتفعيلها بشكل أكبر وأوسع من أجل تحقيق الأستقرار في العراق الذي عانى كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية ..

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك