المقالات

طقوس الظهيرة مع الشيخ  الوائلي

888 2023-02-21

د.أمل الأسدي ||

 

حين كانت الجدران تتجسس علينا،تراقب أنفاسنا،كُنّا نرادوها عن عاداتها،فتسلّم نفسها لمشيئة الظهيرة،مختمرةً،طريةً، طيّعةً!!

هناك حيث كانت الحياة بقيادة أمهات( معدلات يسون من الماكو اكو) فلابد أن تدبر الأم حالها وتنظم أمور المنزل،وريثما يعود الأبناء من مدارسهم أوكلياتهم،يكون الغداء قد نضج(والجدورة فارن،وريحة العنبر ترست البيت) وبعد أن يُرفع أذان الظهر الذي كُنا نعصر أسماعنا كي يصل الصوت إليها،فتلتقطه أرواحنا وهي تتمنی يوما ما أن تسمعه مدويا،أو أن تراه علی شاشة التلفزيون  متزينا باسم الأمير علي(ع)!!

و بعد الصلاة والدعاء بصوت(المعدله) سيدة المنزل:(چفينا شر بني ادام وطفي عيونهم عن وليداتي وويليدات امة محمد،بحق محمد وال محمد) تقف  من جديد قرب الطباخ،ويقف الأطفال حولها( فرگعت للتمن) وامتزجت رائحة العنبر  بالدهن بـ(رائحة اللمپة) هنا شعرت أنها تملك الدنيا،وشعرنا نحن بأن الحياة جميلة وبسيطة، ونسينا تماما الجدران التي تراقبنا!!

 أو لنقل: تناست الجدران مهمتها واستسلمت لمشيئة الظهيرة!! فتقول الأم:

ـ  شغلي الراديو  راح يطلع الوائلي

ـ يمه،شغلته بس صوته مو واضح يوشوش

ـ يلة هسة يجي أبوچ وهو  يعرف يضبطه

وسرعان ما عمّ الهدوء اللذيذ الشهي،فصمتَ الجميع وبقي صوت الوائلي!

صمت الجميع وبقي الوائلي  يربي ويعلم ويؤدب!

... بقي الوائلي ينشر بذور العقيدة،فتنبت فورا مستبشرة مفتخرة!

ومازالت  أمي تسكب الطعام من دون صوتٍ يقاطع الوائلي! لكنها تردد: نصوا الراديو لايچفتون علينا!!

ويخفَّض والدي الصوت قليلا، وتبحر الأسرة بين جمالين: جمال عالَم الشيخ الوائلي ورحابته،وإسناده ودعمه لنا نحن ـ المستضعفين- الذين  نخفي هواياتنا مقابل أنفاسنا!!

وجمال عالَم الأم(المعدله) وأطباقها المطبوخة بمحبة وقدرة تحمل عجيبة،وقدرة إدارة  فطرية!!

شكرا لأمهاتنا،شكرا لكل أمٍّ عراقية كانت تقاوم بصوت الوائلي!!

وشكرا لكَ، أيها الطقس الخالد، طقس  الظهيرة الممزوج بالعنبر!!

مرةً أخری أقولها: وحدكَ أنتَ كنتَ ظاهرةً ممزوجة بالعنبر!!

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك