المقالات

العراق ضحية الصراع الدولي


المحامي /عبد الحسين الظالمي ||

 

تتابع الاحداث  على الساحة الدولية تشير بوصلة احداثه ان العالم سائر اتجاه مغادرة القطبية الاحادية نحو عودة القطبان اللذان حكما العالم لقرن كامل ، اذ عاد الشرق هذه المرة بقوة بفعل بروز الصين وروسيا وتنامي قدرة ايران امام تراجع وضعف الهيمنة الامريكية الاوربية على العالم  نتيجة الظلم وازدواجية المعايير التي تتصف بها راعية هذا القطب (امريكا ) وما خلفته هذه العنجهية من دمار في العالم حتى على الداخل ا  حسن حال من غيره ، هذا التحول يترك اثار تتطلب معالجات  من قبل الدول التي وقعت ضحية لهذا التحول لهذا  اصبحنا

  نشاهد ان قسم من الدول التي كانت منذ اكثر من قرن تابعة للمحور الامريكي وسائرة في قطبه نراها وقد حزمة حقائب المغادرة والاستعداد للتحول ومن اكثر هذه الدول هي دول الخليج وخصوصا  العربية السعودية التي سمئت الاملاءات الامريكية التي فاقت حدودها المعتادة خصوصا في زمن الرئيس  ترامب ولحقة بايدن نتيجة تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية  مما حدى بالسعودية و معها بعض من دول الخليج وبعض من الدول العربية ان تدعو الى عقد قمم استراتيجية مع غريم امريكا الصاعد بقوة ( التنين الصيني )والذي يسعى  لقيادة القطب الاخر  ومن هنا جاءت محنة العراق

  فقد وضع الساسة امام خيارين احلاهما مر  خيار يحقق مصالح العراق ويؤمن له متطلبات التطور وهو التوجه نحو الصين 

  وبين واقع فرضه الاحتلال وافرازات  تغير النظام واستحقاقاته  فهم ليس مختارين مطلق الاختيار في عملية الاختيار  رغم وضوح الصورة لدى اغلب العراقين ان مصلحة العراق تتطلب مغادرة الخيمة الامريكية عاجلا ام اجلا ولكن هيمنة امريكا على الوضع في العراق جعلت ذلك انتحار سياسي  وقد جرب مره ( حكومة عادل عبد المهدي)  ولم يصمد خصوصا وان هناك من العراقين من يريد بقاء امريكا سواء من الاكراد الذين يرون في امريكا حامي الحمى او بعض من  العرب الذين يشاركون الاكراد في هذا المطلب  وبين الذين يرون ان البقاء مع امريكا ايضا انتحار وموت بطيىء للعراق  ، وهذه عقدة العراق منذ عام 2003 الى اليوم  ، عقدة الانقسام الوطني حول الملفات المهمة والتي تقرر مصير ه لذلك وضع العراق وشعبه في محنة فلا هو موحد اتجاه ملف التواجد الامريكي ليخوض عملية الخلاص من هذه الهيمنة ولا هو قادر على توظيف هذه الهيمنة لخدمة مصالحة وبالتالي فهو بحكم الواقع غير قادر على الاختيار اين يذهب ؟ ومع من يكون وايضا غير قادر حتى على  الحياد او التوفيق بين القطبين نتيجة

   تضاد المواقف والاستراتيجيات ولا هو قادر الانحياز وفق ما تقرره مصالحه الكبرى نتيجة  الاختلاف بين مكوناته على هذا الملف الحساس  . صحيح ان التميز واضح بين من يخدم العراق وبين من لا يخدمه  ولكن الكلام والتشخيص شىء والتطبيق على الارض شىء اخر ، لذلك ليس غريبا ان نرى بوادر الاختلاف بالموقف والراي بين الحكومة الحالية ورئيسها

   محمد شياع السوداني الذي يتعامل مع واقع الاحداث والذي يريد لحكومته ان تستمر بعيدا عن العبث الامريكي  وخصوصا  بعد ان قرء وفهم مغزى رسالة الدولار جيدا  وبين الاطار الذي يرى في وجود امريكا هو السبب لكل ما يحدث للعراق ، وطبعا هناك من يشارك الحكومة موقفها بضرورة عدم الذهاب بعيدا في أستفزاز امريكا  وقد انسحب هذا الموقف حتى على النخب والاعلام بل حتى  على الطبقات الشعبية وكلا يدعي ان موقفه هو الاصوب والاصح لمصلحة العراق او لمصحة مكونه او كيانه او مصالحة الشخصية .

  من وجهة نظري ان العراق يحتاج الى مزيد  من وحدة الصف امام هذا المفترق رغم اني استبعد ذلك  ولكن على الاقل  بين الحكومة والاطار ويحتاج الى مزيد من الصمود على ضبط التوازن بين الخيارين  لتلافي تداعيات مدمره غير مستعد الان لتحملها  لحين انجلاء الموقف الاقليمي والدولي ، القضية ليست مزاجية ولا تمنيات بل واقع يفرض احكامه وانقسام وطني يفرض  نفسه على واقع الاحداث وصراع دولي يحتم وجود ضحايا والعراق واحد منهم .

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك