المقالات

صراع وعقوبات يفرضها الكبار..!  


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

للأسف العالم تتحكم به خمسة دول كبرى، وهذه الدول العظمى الخمسة يتصارع بعضهم مع البعض الآخر على مناطق النفوذ، واسقاط الأنظمة الموالية للدول الكبرى، بل أصبحت طريقة تغيير الأنظمة من خلال دعم مجاميع ارهابية مجرمة واضحة لكل متابع، وفرض عقوبات اقتصادية جائزة لتجويع شعوب معينة في محاولة لاسقاط أنظمة لاتسير بفلك القوى العظمى، فرض العقوبات الجائرة جريمة إنسانية بحق الفقراء والأطفال والنساء.

رأينا فرض عقوبات ضد نظام صدام الجرذ، من دفع الثمن غالي أطفال ونساء العراق، بينما صدام وأبناء قومه يعيشون في ترف، بحقبة الحصار، صدام قام في بناء قصور رئاسية فخمة في بغداد وتكريت والموصل وفي مناطق عديدة أخرى كلفتها مليارات الدولارات، كل أموال البنك المركزي العراقي مسخرة إلى صدام وعائلته، أكبر عملية سرقة حدثت، عندما شنت أمريكا حرب احتلال العراق، عدي الكسيح ارسل شاحنات وسرق مليار دولار قيمة ماموجود في البنك المركزي العراقي، وسرق ودائع الذهب رغم أنف محافظ البنك المركزي العراقي.

فرض عقوبات اقتصادية جائرة مخالفة إلى بيان حقوق الإنسان العالمي في ميثاق الأمم المتحدة، تجويع الشعوب لم تكن موجودة بالحقبة السوفياتية، ولايمكن حل المشاكل السياسية بين الدول عن طريق فرض عقوبات اقتصادية تستهدف شعوب وتسبب كوارث اقتصادية وإنسانية ومن يدفع الثمن الغالي المواطن العادي الفقير، المعروف أن نظام العقوبات الاقتصادية تتم من خلال  منظَّمة الأمم المتحدة، من خلال مجلس الأمن بحق بعض الدول بسبب إخلالها بالشرعية الدولية والقانون الدولي، وتهديد السلم والأمن الدوليين، والغاية من فرض العقوبات ليس لتجويع أطفال ونساء بقدر التأثير علة  الدولة المدانة للتراجع عن مواقفها أو تصرفات حكومتها ضد الدول الأخرى، والهدف من العقوبات تجنب المواجهة العسكرية المباشرة،  وتشمل العقوبات الاقتصادية فرض قيود على التجارة الدولية مع الدولة المستهدفة، من حظر توريد الأسلحة والتكنولوجيا، وعدم التعامل مع موانئها أو مطاراتها، والحد من التصدير أو الاستيراد أو التعامل بالبورصة والعملات الدولية، كالدولار الأميركي الذي تعتمد عليه معظم دول العالم في مدفوعاتها، وتتم تلك الاجرائات من خلال بيان يصدر من مجلس الامن، لكن للأسف  نظام فرض العقوبات الاقتصادية اصبح خارج قرارات مجلس الأمن وأصبحت غالبية الدول تصدر قرارات محاصرة اقتصادية، نقل الأمور خارج مجلس الأمن يهدد السلم الدولي، وخاصة اذا كان الصراع بين دول كبرى نووية، قرارات مجلس الأمن الدولي تعتمد  المادتان 39 و41 من ميثاق الأمم المتحدة ويكون الإطار القانوني الذي تستند إليه الأمم المتحدة ومجلس الأمن في فرض العقوبات الاقتصادية.

اقرأ مقالات يكتبها مستكبين من دول البداوة الوهابية، يصبهم الفرح والسرور عندما يتم صدور قرارات من خارج مجلس الأمن في محاصرة بعض الشعوب وخاصة إذا كان سكان الشعب المحاصر من الشيعة، الاعلام البدوي رغم تصريح حلابهم ترامب أنه فرض عقوبات على فلان دولة لم تكن لها مثيل في كل قرارات الحصار، وتجد المستكتبين يقولون قرارات العقوبات ناقصة، عجيب أمر هؤلاء البدو المتخلفين.

رغم أن كل دول العالم من شعوب أوروبا وأمريكا يعلمون علم اليقين أن الإرهاب الذي طال شعب أمريكا في أحداث ١١ سبتمبر وهابي مصدره من الجزيرة العربية، ولازالت غزوات المجاميع الإرهابية تسفك بالدم البشري بكل قارات العالم وبشكل يومي، يفترض 

لو كان العالم حر ويحارب الإرهاب بشكل جدي وحقيقي لفرض عقوبات على دول الخليج الوهابي لاجبارهم على ترك هذا الفكر التكفيري، كل الحروب والصراعات المحتدمةِ سواء بالمواجهة المباشرة أو بحرب الوكالة من خلال دعم معارضات وعصابات ارهابية يتم شرعنة تلك الجرائم من خلال عناوين وطنية والدفاع عن الأوطان والحريات،  الشكلُ العلني للصراعات نشر الديمقراطية والدفاع عن الأوطان والخوف على الآخرين من أن تحتلهم فلان قوة عظمى وفي الحقيقة هو صراع للسيطرة الاقتصادية واستعباد الأمم الضعيفة وخاصة العرب، تم ارسال قوافل المفخخين إلى كابل بتمويل وهابي خليجي لمحاربة السوفيت في اسم الجهاد، وفي الحقيقة كانت حرب بتنفيذ من الأفغان وقطعان الوهابية وفي أموال بترول الخليج ضد السوفيت نيابة عن حلف الناتو، وفعلت دول الخليج بتمويل حرب الثمان سنوات بين صدام الجرذ وايران، وفعلتها دول الخليج مولت تحالف ثلاثيني لتدمير العراق بقضية احتلال الكويت، ونفس دول الخليج اافشلت انتفاضة اذار،في وسط وجنوب العراق لكون الانتفاضة يقودها الشيعة، نفس دول الخليج أصرت على محاصرة العراق، ونفس دول الخليج انطلقت منها قوات الغزو لاحتلال العراق في النهاية اذار عام ٢٠٠٣ وعندما يقرأ اعلامهم الطائفي يصرخون إيران إيران.

من المؤسف كل الدول تدعي محاربة الإرهاب والتطرف، والواقع العملي يقول حتى الدول الداعمة والناشرة للإرهاب باتت تضع على لوائحها كيانات ومنظمات توصفها بالإرهاب، بل القوى التي قاتلت الإرهاب الوهابي التكفيري بالعراق وسوريا تم تصنيفهم من قبل الدول الناشرة للتطرف والإرهاب الوهابي على أنهم منظمات ارهابية.

كل المشاكل والحروب التي تقع في دول الشرق وأفريقيا وغيرها، تقف وراء تاجيج الصراع والحروب قوى مستفيدة للهيمنة على البلدان التي تشتعل بها الحروب، ذكر أحد الكتاب متخصص في علم الاجتماع قصة لطيفة تنطبق على الواقع السياسي العربي بشكل خاص، القصة تقول، يحكى أن مهندساً زراعياً كان يعمل في إحدى قرى الصعيد في مصر، ركب القطار في طريقه إلى القاهرة، وجلس بجانبه فلاح مسن من أهالي القرية، لاحظ المهندس أن بين قدمي الفلاح كيسا (شوال)، وخلال الطريق كان الفلاح يقلب الكيس، ويخلط محتوياته كل ربع ساعة، ثم يعيد تثبيته بين قدميه، واستمر على هذا الحال طيلة الطريق.. 

‏استغرب المهندس الزراعي تصرف الفلاح، فسأله،  ما قصة هذا الكيس يا بيك، ‏قال الفلاح،  أنا أقوم باصطياد الجرذان والفئران وأبيعها وأوردها إلى المركز القومي للبحوث بالقاهرة،ليستخدموها في التجارب المخبرية، قال المهندس، ولماذا تقلب هذا الكيس وتهزه، قال الفلاح للمهندس يافندم، هذا الكيس فيه جرذان وفئران، ولو تركت الكيس من دون تقليب وهزّ لأكثر من ربع ساعة ستشعر الجرذان والفئران بالراحة والاستقرار،وسيتوقفون عن التوتر الغريزي، ولن يطول الوقت حتى يبدأ كل واحد منهم بقضم الشوال ومن ثم ثقبه، ‏لذلك أهزّه كل ربع ساعة كي أثير خوفهم وتوترهم، فتنشغل بالعراك مع بعضها منساقة بغرائزها وتنسى الشوال ريثما أصِل إلى مركز البحوث، ‏عقدت الدهشة لسان المهندس من طريقة تفكير الفلاح ومن (نظرية شوال الفئران)،  وسرح بأفكاره في سياسة الحكام والقادة وحتى الدول.

هذه القصة تنطبق بشكل كامل ودقيق على شعارات البعثيين كانوا يدعون في أنهم يحررون فلسطين من البحر إلى النهر، والنتيجة صدام الجرذ استعبد شعب العراق ودفع خمسين مليار دولار تعويض على صواريخ هاجم بها أراضي فارغة في فلسطين، دفع إليهم أموال بكذبة مهاجمتهم، وفعلتها الدول الوهابية بسبب بعبع إيران تم حلبهم وحتى اعلامهم برر التطبيع بسبب الخطر الإيراني، وهذا ادعاء كاذب، وثائق عبدالعزيز سعود بالخارجية البريطانية وقع وثيقة حول وعد بلفور يقول لا بأس في إعطاء كل فلسطين لليهود المساكين.

في الختام العالم يحتاج حوار ما بين الدول العظمى النووية الخمسة للاتفاق على تقاسم النفوذ وتجنيب البشرية كوارث حرب نووية لا تبقي ولا تذر أحد يفلت من شرها ودمارها.

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

26/1/2023

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك