المقالات

من الطّفِ الى الحَشدِ صادقٌ بَعد صادِقٍ !

1345 2022-08-14

  حسين فلسطين ||       يَتجاوز مدى تأثير واقعةِ الطّفِ مسائل البُعد العقائدي والسياسي و يَتخطى هذا التأثير بكلِ ما للتغيرِ من معنىٍ خالد تجسد في كلِ حدثٍ من احداثهِ اسمى صور تغيير الواقع المفروض من السلطةِ بقوةِ السيف و الحديد والنار في وقتٍ لم يكن للأنسانِ الاّ الخضوع سبيلاً فكل شيئ للحاكمِ مُباح دمه وعرِضهِ وَ ماله وكرامته! اذ لم يكن الطف مجرد انتقالة نوعية فريدة من ملامحِ الذُل والخنوع لتحل محلها إشراقات نصرًا خالدة رُسِمت  بدماءِ ال بيت الحسين (عليه السلام) وصحبه ومن والاه , بل ان واقعة كربلاء تشمل كل أبعاد الحياة و بإدق تفاصيلها ،فهي ذلك الحدّث الكوّني الغير قابل للزوالِ بل تَتزايد مديات التأثير فيها كلما تقدم الزمن. وكأي بحثٍ تبقى نتائج التجربةِ خير البراهين واقواها فهي دون أدنى شكّ تساعد كثيرًا في ترجمةِ أحداثٍ مهما كانت تأثيراتها لن ولم تجعلنا بصورة كاملة لاعتبارات كثيرة لا تقلل من قوة البراهين،ولا أعتقد أن غير (الحشد) يرتقي لان يكون صورة من صورِ عاشوراء والطّف تحديدًا خصوصا مع التشابه الكبير والقريب بين مجريات الأحداث التي سبقت وتزامنت مع الواقعتين من حيث نوع المواجهةِ وايلدلوجية العدو واهدافه يقابلها مشتركات (الطف و الحشد) ! فمن وحيّ عاشوراء الحسين وصحبه الاخيار وبعد أكثر من أربعة عشر قرن  من الزمن عادّت ملامح الطفّ ورجاله الأنصار بوجهٍ محمديّ آخر أسمه (الحشد الشعبي المقدس) بعد إعلان فتوى الجهاد الكفائي في 14 شعبان من قبلٍ المرجعية العليا عقب أحداث إعلان تنظيم داعش السعودي واحتجازه الوهابية ( ثوار العشائر السنية وفصائل بعثوهابية اخرى ) الولاية على مدن الموصل وصلاح الدين والانبار ،إذ شهدت تلك المعارك عناوين وتفاصيل متشابهة حتى في مسألة قيادات والأفراد وما تميزوا به من تباين الاعتقاد والانتماء واختلاف الاعرّاق والمستويات الاجتماعية والاقتصادية للمشاركين في الواقعتين ( بأستثناء ما نعتقد به من فوارق العصمة الإلهية وما خص به ال البيت عليهم السلام ) ،فمن غير المسلمين والتائبين والنساء والشباب ..الخ كان تحت لواء ابي عبد الله الحسين وهذا ما رأيناه مع من حظر تحت لواء المرجعية ،فما قادة النصر شهداء الإسلام (الحاج قاسم سليماني) و ( الحاج أبو مهدي المهندس ) إلا تعبير صادق عن الامتداد الطبيعي لوجودِ من على شاكلة (حبيب) و (زهير) وهو اصدق ما يؤكد حضور كربلاء في الحشد الشعبي. وترسخت صور التشابه حتى في مسألة التعامل مع قادة الواقعتين وما تعرض له اهليهم وذويهم ومتعلقيهم من مظلومية وارهاب لم ترّه عين ولم تسمع به أذنّ، فعلى الرغمِ من وجودِ الصفات الذاتية والمكتسبة اضافة للتضحيات التي توجب تقديسهم ، لم يقابلوا إلاّ بكل دنيء، وهو عكس ما كان حريّ بالأُمّة أن تقدمه فبعد صالحيّ الطفّ الخالد كان الحشد مثالاً ومتدادًا حقيقياً لان يكون صالحاً حسينياً و سبيلا بعد سبيل عاشوراء والنجم الزاهر وإن شهدائه إعلام الدين و قواعد العلم وشموسّ طالعة لم يُختتم فيه طريق الحق سلسلة مشاهد التضحية والآباء فكان الطفّ طريقاً للحشد المقدس وتجسيدًا لصادقٍ بعد صادقّ ..!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك