المقالات

عذراً أيها الطيبون إنه الأول من تموز..!

1134 2022-07-01

أمل هاني الياسري ||   موروث متجذر، وخزين مواليد أشرق صوت بكائها، لحظة خروجها من رحم الحياة، التي كانت تعني اللهاث وراء لقمة العيش، في زمن التخلف والأمية والجهل، المقبع على ريفنا الصابر، فلم يكن ولي أمر العائلة العراقية آنذاك، يكترث بأية بيانات أو أوراق رسمية تخص ولادة أبناءه، لذا ظهر تأريخ مميز لكثير من آبائنا وأجدادنا، بعد إقرار قانون تنظيم هوية الأحوال المدنية، وهذا التأريخ هو الأول من تموز.  رحلة عسيرة وشاقة، يتوزع عليها العذاب والحزن والأسى، فتندهش الحكايات من سيف الكلام، الذي خاصم أفواه المساكين والفقراء، الذين لم يطالبوا بحقوقهم، في زمن العقم الفكري والثقافي، وبالتالي فقد سكنت هذه المواليد، بشيوخها، ورجالها، ونسائها، بغنيها، وفقيرها، الضفاف السعيدة، وبكفن موحد أبيض، في تجمع أبدي سرمدي، من طراز خاص، بفقدانهم سجلت الحياة خسائر كبيرة، فتركوا لنا أفراحاً قليلة، إنهم ممَنْ ولد في الأول من تموز.  للكلام خطورة اللهب، حيث خريف الأجداد برائحة الفطرة، وبنكهة الطين الحر المحمل بالدفء، ورغم أن الموت قد أخفى ملامحهم، لكن الوطن ينمو بعطر أنفاسهم وشجونهم، فعندما تلد العظمة من رحم الخوف، يصبح لها سطوة غريبة، ويصير المولود ملكاً بكل المقاييس، وهذا ما أجده في جدي وأبي وعمي، إنهم مواليد لعالم متفرد، لا يمكن إختزاله في كلمات قليلة، فعرس الشمس الفقيرة بدأ في الأول من تموز.  الهياكل العظمية تبتسم، لأن حكاياتها تعلمنا كيفية الحياة والإنتماء، وما أرتضوا لكرامتهم، أن تباع في سوق المنافع الخاصة، فهم أناس مجنحون بالعقيدة في حقول القمح، حيث السنابل تشيخ كالذهب النقي، عندها يعلن موسم الحصاد، بعدما أخذ النوم والبرد، والحر والدم، من قلوبهم الشيء العجاب، حتى أنهم يكتبون أزمنة، تغسل بصراخها المتوسل، عيون أيتام الحروب والمجازر، فجددوا ميلادهم مرتين، لندرك ماذا يعني الأول من تموز؟  كثير من الناس يتذكر يوم ميلاده المدون، في هوية الأحوال المدنية، بيد أن دهاليز الموت حصدت أرواحاً، لا يعلم عددها إلا خالقها، وهم سبب وجودنا جيلاً بعد جيل، ففرسان الأحلام الحالمة، تنادي مغتسل الأموات: أن أكتب يا تأريخ معاناة الفقراء والأغنياء، ممَنْ نسيهم الدهر، فلا حجر ينزف، ولم نجد يوماً مناسباً نخرج فيه، للإحتجاج بصرخة مدوية، خارج طوفان الحياة الملتهبة، سوى يوم الأول من تموز.   عذراً أيها الطيبون الدافئون، في مقابر الشوق الحاد للحياة، حين تستشعرون حالنا، وأنتم داخل مفاهيم السكون والجمود، فكان لزاماً علينا التعلق بكم، ولا نقطع الجسور بيننا وبينكم، كي لا نحيا بلا جذور، فلقد كتبتم للأجيال تأريخاً لا يضاهى، لتنتصر الحقيقة بكم، فتقبلوا إعتذاري ونسياني، فقد أدركت أن التحالف معكم، مبدأ يقودني الى الخلود، ويدفعني لأن أقرأ سورة الفاتحة، على أرواح مَنْ غادرنا، وتأريخ مولده الأول من تموز.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك