المقالات

القياس المنصوص..العلة إستدلال صائب..!

1219 2022-04-24

حسن المياح ||

 

في علم الأصول يستخدم القياس المنصوص العلة (يعني المعلومها والمحددها) كنوع وشكل أسلوب إستدلال، للوصول الى إستنباط حكم . وهذا الإستدلال هو إستدلال صائب منتج مثمر، يتعامله، ويتداوله الأصوليون ( علماء الأصول ) في عملية الإستدلال والإستنتاج . وفي مقالنا هذا نريد أن نستخدم هذا القياس لكي نتوصل الى النتيجة التي ترام، والتي يريدها من يعمل عليها.

وزارة التجارة في الحكومة العراقية قررت أن توزع سلة غذائية (حصة تموينية شهرية) مضاعفة في شهر رمضان الذي هو شهر الله سبحانه وتعالى الفضيل الكريم هذا العام ٢٠٢٢م، وأراد المسؤول تأسيآ، وإقتفاءآ، وإقتداءآ، بهذا الشهر العظيم أن يكون فاضلآ كريمآ، وإن إختلفت المسؤولية في الملكية حيث أن الله سبحانه وتعالى هو المالك الحقيقي لما ينعم ويكرم ويفيض عطاءه بلا مقابل، وحيث أن المسؤول هو الموظف الذي لا يملك، ولكنه يؤدي تكليفه المسؤول عنه.

فقامت وزارة التجارة بتوزيع سلة الشهر الثاني من هذه السنة ٢٠٢٢م ناقصة، وبالتقسيط في توزيع المفردات، ولم تكتمل كل مفردات السلة الغذائية توزيعآ، وإعتبرتها هي سلة رمضانية أولى، تتبعها سلة ثانية . ونفس الشيء حدث لسلة الشهر الثالث، وكانت سلته الغذائية هي لحد الآن الذي نتحدث فيه مقتصرة فقط على قطع مادة الطحين، وباقي المفردات علمها عند ربي، ووزارة التجارة راسخة الدراية في التوزيع والحجب، وهذه هي السلة الثانية (المضاعفة) التي تحدثت عنها وزارة توزيعآ لشهر رمضان الكريم .

فهل هاتان السلتان الناقصتان المنكمشتان المتبعضتان، هما لشهري الثاني والثالث لسنة ٢٠٢٢م، وأن السلة الرمضانية المضاعفة قد نهبت .. أو أنهما السلة المضاعفة لشهر رمضان المقتصرة توزيعآ على بعض المفردات التموينية الغذائية، وأن سلتي الشهر الثاني والثالث قد أنزلتا في ظلمات جيب وزارة التجارة، ولا، ولم، وربما لن، يعلم مصيريهم!

وإذا أردنا أن نطبق القياس كإستدلال أصولي ينتج ثمرة للبحث --- لا بد من وجود حالتين، أو ظاهرتين، أو حادثتين، ليتحقق الإستدلال القياسي، ولنستعجل لمعرفة العلة المنصوصة في مثال توزيع السلة الغذائية الرمضانية المضاعفة، وذلك بالإعتماد على ما شاهدناه من سوء تصرف كمحاولة أحتيال ، وغارة صعلكة، وأسلوب قرصنة --- ليكون إستدلالنا صائبآ صحيحآ، صالحآ منتجآ للثمرة، فنسأل ونقول : ما هي العلة، والسبب، والغاية التي حصحصت وظهرت وبرزت، في مثالنا في توزيع السلة الغذائية الرمضانية المضاعفة من قبل وزارة التجارة المكلفة بتوزيع الحصة المضاعفة، لمعالجة إرتفاع الأسعار العالمي الجهنمي الفاحش، ومحاولة توفير المواد الغذائية التي إعتاد عليها قوتآ أكثرية الشعب العراقي أن يتناولها غذاءآ يوميآ له ..

العلة ظاهرها معالجة للأزمات، وباطنها وحقيقتها هي السرقة والنهب..وعملية فذلكة التوزيع للسلة الغذائية هذه، هي ظاهرة، لونها الشكلي الظاهر أنه محاولة ممارسة علاج إقتصادية لحل وتطبيب أزمة إقتصادية مر بها العراق ( وهي أزمة موجة إرتفاع الأسعار المفاجيء، وربما المتدرج الذي لم يلتفت اليه، وشحة المواد الغذائية وجودآ في الأسواق )، وباقي دول العالم، مارستها وزارة التجارة .

ونحن الى هنا لم نستفد من القياس إستدلالآ ؛ وإنما أبرزناه كمفهوم، وأسلوب ممارسة إستدلال . وإنه يكون إستدلالآ، لما نقيس عليه ظاهرة أخرى ( كما ذكرنا قبل قليل ) تشترك مع الظاهرة الأولى التي تشابهها، في نفس العلة، وهي السرقة والنهب.. والظاهرة الثانية المراد قياسها على أساس تشابه العلة مع الظاهرة الأولى المقاس عليها (وهي ظاهرة توزيع السلة الرمضانية المضاعفة) من خلال وحدة الإشتراك التي هي السرقة والنهب، هي ظاهرة《قانون الدعم الطاريء للأمن الغذائي، فهل تستويان مثلآ، وممارسة، وأسلوبآ هدفآ، وغاية مرتجاة.

وأنها فذلكة إحتيال ونصب، وغش وخداع، ومحاولة صعلكة من أجل السرقة والنهب، بيافطة وشعار، وممارسة دعم المواطن معاشيآ ليتخطى مرحلة الأزمة الإقتصاية الهالكة التي هو يعيشها، كما تعيشها شعوب العالم الأخرى.

وهل أن العقل الإقتصادي للمسؤول العراقي الجهبذ النحرير قد تفجر إبداعآ --- سيودع ذكره تاريخآ مدونآ في موسوعة جنيس على أساس أنه إبداع إختراع، ومهارة إكتشاف في علم الإقتصاد عجز عن الوصول اليه علماء الإقتصاد في كل أنحاء دول العالم .

أو أنه ممارسة شيطانية إبليسية يحسن صنعها اللصوص والمافيات، لما يتخذوها وسيلة نهب وسرقات، وإستحواذات وإستئثارات، من خلال قنص الفرص التي تتاح، وخصوصآ في حلوك فترة الأزمات، وتسجل في《موسوعة ال ٥٦》المعروفة المشهورة في العراق، لما يمارسها النصابون، والحرامية، والمسؤولون المجرمون اللصوص المتصعلكون مفهومآ إجتماعيآ جاهليآ للصعلكة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك