المقالات

من واقعة بدر الكبرى الى فتوى الجهاد الكفائي

1639 2022-04-19

د.عطور الموسوي ||

 

الإيمان والعقيدة مفتاح النصر

في السابع عشر من شهر الله الفضيل للسنة الثالثة للهجرة المباركة، وقعت أول معركة في الإسلام وقد تجسّد نصر الله للمسلمين وهم قلة مستضعفة اجتماعيا واقتصاديا على جيش الكثرة ذي العدة والعدد، جيش جرار نتاج  تحالف الشرك والكفر وخونة كتاب الله من اليهود مع أصحاب الثروات الذين وجدوا في الاسلام تهديدا اقتصاديا لهم، فلم يكن في تلك المعادلة أي معايير لتوازن القوى.

واقعة بدر الكبرى هي أول وأكبر انتصار في تاريخ الاسلام، وحري بنا أن لا تمر ذكراها الا ونتزود منها عزيمة تعيننا على تكالب أعدائنا علينا وشدة الفتن بنا، وما أشبه اليوم بالأمس، وقد عاد الاسلام محاربا من عتاة خلق الله والمستكبرين وقد حشدوا أهل النفاق ظهيرا لهم.

في واقعة بدر قاتل المسلمون  والإيمان يملأ الصدور ويعمر القلوب، ويشعرون بالقوة وهم يرون بينهم خاتم النبيين قائدهم وهو يتقدم الصفوف ويبث في رجاله الحماس ويشحذ هممهم ميدانيا، يرتدي درعه ويتقدمهم باثّا فيهم الحماسة وهو يردد: "سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ".

في واقعة بدر شعر المسلمون بتحدٍ كبير وهو الوجود أو عدم الوجود، إذ قرر أعداؤهم القضاء عليهم وقرروا هم أن يغلبوهم إنه اليقين بأن الله معهم، وعقيدة راسخة بأنهم على حق.

في واقعة بدر تساوى السادة والعبيد والعرب والأعاجم بنسيج اجتماعي وليد اسمه المجتمع المسلم حيث لا فرق لعربي ولا لأعجمي ولا أبيض ولا لأسود الا بالتقوى إنها المساواة التي تعزز المعنويات وتصنع النصر.

في واقعة بدر علم الله ما في قلوب المسلمين فأيدهم بغيبيات تمثلت بملائكة مسومين، وببث الرعب في قلوب جيش الكفر ليحيل غرورهم  الى هزيمة ولم تنفعهم كثرة عددهم وعدتهم.

في واقعة بدر كان المسلم يقاتل وهو يتوق للشهادة وهو يرى الجنة بين عينيه، بينما خشية الموت هزت معنويات جيش الشرك والكفار.

في واقعة بدر انتصر الايمان والتواضع لله على التكبر والعنت والاستعلاء على الخَلق، وها هو سيف فتى الاسلام علي يشطر رمز الشرك وعنوان الحقد الاموي الى شطرين، وسيف حمزة يثّني عليه بقتل عتل من عتاتهم، وها هو بلال العبد المعذّب يقاتل سيده الظالم المتعجرف ويرديه صريعا.

واقعة بدر الكبرى قرأناها ونحن صغارا ونظرنا اليها أنها حدث نادر لن يتكرر، وإذا بفتوى الجهاد الكفائي لسماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله) تعيد علينا ملاحم انتصار تلك الفئة القليلة التي غلبت فئة كثيرة بإذن الله.. نعم أذن الله بعد قرون عديدة أن تبث روح الايمان بنصره من جديد في قلوب آمنت بعقيدة حقة وقررت أن تحمي الأرض والعرض، وتنصر دينه وتنتصر على جيش الضلالة والاستكبار العالمي.

انتصر أبطال الحشد القادمين من ربوع الجنوب المعبّق بعطر شهداء قارعوا طاغوت ما شابهه أحد، وحملوا في جيناتهم رفضٌ لكل ظالم ومتكبر متسلّحين بعقيدة الولاء لأهل البيت عليهم السلام، وهبوا ملبين نداء المرجع الزاهد في دنيانا الدنية، والمنبعث من ذلك الزقاق العتيق المجاور لمرقد بطل الاسلام الامام علي عليه السلام الذي قام الاسلام بذي فقاره البتّار .

في سنوات قليلة مضت كان نصر الله مؤزرا لقلة محاصرة وممنوعة من كل دعم، وموجهة لها سهام النفاق العربي المتحالفة مع الكيان الصهيوني ودول الاستكبار العالمي ودليلهم شراذم العراقيين الذين باعوا وطنهم وعرضهم حقدا على العراق الجديد وتباكيا على طاغوته المقبور، انتصر متطوعو الحشد لإيمانهم بعقيدتهم ولوجود قادتهم معهم يتقدمون خطوط الهجوم بصدور عارية الا من قلب مؤمن بأحقية قضيته، ويجدون مرّ كأس الحمام شهداً مادام في عين الله وبابا للشهادة، فعادت مواقف واقعة بدر وانتصاراتها من عمق التاريخ لتكتحل بها عيون العراقيين وتعيد لهم أملا كاد أن يميته أعداءهم يوم دنست أرضهم تلك العصابات الضالة الهمجية.

 وتلك هي قصة بدر التي نصر الله فيها عباده وهم أذلّة، وتلك هي قصة النصر في كل زمانٍ ومكان، أن نستحضر في أنفسنا نصرة الله وإعلاء كلمته فإن الله ينصرنا ووعده حق وصدق : " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، إنها مواجهة الباطل بقوّة الحق، والحق منتصر مهما تعاضدت قوى الباطل .

 17 رمضان 1443

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك