المقالات

الانهيار الحضاري في العراق

1231 2022-02-12

 

قاسم الغراوي *||

 

بعد سقوط النظام السابق بدات اخطر ظواهر الانهيار الحضاري الذي يعتبر نظام البعث ومابعده هو المسبب الاول لبداية هذة المأساة ،  التي الحقت بالمجتمع العراقي والدولة العراقية ضررا بالغاً .

 القاعدة والطائفية وداعش والتصفيات والاغتيالات والتفجيرات والسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والابادة الجماعية والسرقة والنهب وتبديد الاموال والاختلاسات والرشاوى وفساد اداري ومالي غير مسبوق ، والسبب هو غياب النظام والقانون الذي لم يكون صارماً طيلة تعاقب الحكومات المتوالية واستبداله بشريعة الغاب .

 ومن افرازات الواقع الجديد المسمى بالديمقراطية الخلاقة المرتبطة بالفوضى هو تنامي الروح العدوانية ، وتصاعد خطير في معدلات الجريمة والاغتيالات والنزاعات المسلحة بين العشائر ومافيات المخدرات وقيامها بعمليات قتل لقضاة وضباط نزيهين يحاولون محارية الفساد والجريمة ، وصلت حتى الى قلب العاصمة العراقية الذي يفترض انها تمثل المركز الحضاري الاول في العراق .

كثيرة هي الظواهر المدانة التي لا تعد ولاتحصى في المجتمع والتي تخص عمل الدولة على المستوى السياسي وادارة الدولة ، التقصير واضح من البنى التحتية الى المشاريع والاستثمار مرورا بالخدمات والاعمار والبناء وامكانية عودة المهجرين ، وفرص العمل ، وكذلك خلافات السياسيين التي اثرت على الواقع المجتمعي وقرارات الحكومة التي اسقطت اخطاء سياساتها على الواقع الحياتي للمواطنين .

 ان ظهور هذه الظاهر وتناميها في المجتمع العراقي يعود الى سبب رئيسي هو ضعف السلطة المركزية وفساد اجهزتها التنفيذية وخوفها وعدم قدرتها في حماية المواطنين وتطبيق القانون والنظام ومعاقبة المسيئين والفاسدين وتقديمهم للقضاء بعيدا عن المحسوبيات والمجاملات .

 بسبب ضعف الدولة وعدم بسط الامن وحماية  الناس يلتجأ المواطن للمنظومة المجتمعية لحمايته ؛   العشيرة ، المافيات  والعصابات ، المجموعات المسلحة ، ميليشيا الاحزاب .

 ومع مرور عقدين من الزمن لازال العراق من كارثة الى اخرى ومن مصيبة الى ثانية ، والذي يزيد الامور تعقيداً  هي عدم شعور الطبقة السياسية بالمسؤولية في ظل ظروف معقدة وتحديات يمر بها البلد .

 واما اوضاع السلطة والدولة والعملية السياسية  فهي من سيء الى اسوأ ولايوجد من يتحمل المسؤولية الاخلاقية والشرعية والمهنية بعد تعاظم الخلافات السياسية  وسيطرة مافيات الفساد وتغولها في مفاصل الدولة فالكل في السلطة والكل معارض والكل مسؤول عن النجاح ان وجد وغير مسؤول عن الفشل ان حصل  يتحدثون عن الفساد وهم اصل الفساد ، لا قانون يردعهم ولامحكمة تحاسبهم وتصدر العقوبات بحقهم ولا حكومة توقفهم .

ولانملك الا الدعاء والتوجه الى الله ان يرفع هذة الغمة عن هذة الامة ، فقد فاض صبر الشعب ولم يعد يحتمل هذه الترهات .

 

*كاتب /محلل سياسي

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك