المقالات

(خيبر شكن) والمفاوضون الكبار..!

1082 2022-02-09

 

حازم أحمد فضالة ||

 

    أزاح حرس الثورة الإسلامية، اليوم الستار عن صاروخ (خيبر شكن) الإستراتيجي الدقيق بعيد المدى، الذي يعمل بالوقود الصلب، ولديه القدرة في مرحلة الهبوط على المناورة لاختراق الدرع الصاروخي، وتصميمه الأمثل قلل من وزنه موازنة بالنماذج المماثلة بمقدار الثلث، واخترال وقت إعداده وإطلاقه إلى السدس.

    وهذا التوقيت في الكشف يتعلق بفلسفة المفاوضات التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية، ولنا هذه القراءة للإيضاح:

1- الفكرة أنهم كشفوا عنه مع وصول مفاوضات فيينا حول الملف النووي إلى نهايتها، وهذا يؤكد سياسة محور المقاومة الناجحة بالمفاوضات مع الأعداء والخصوم وهي لَيّ ذراع العدو أو الخصم، وقص مخالبه وخلع أنيابه؛ حتى يجيء خاضعًا ناعمًا، منزوعًا من أدوات الضغط وأوراق القوة التي يناور بها في المفاوضات!

2- هذه الآلية، جرب طحنون بن زايد (مستشار الأمن الوطني الإماراتي) العمل بها يوم زار الجمهورية الإسلامية بتاريخ: 6-كانون الأول-2021، والتقى المسؤولين الكبار فيها، وسلم السيد إبراهيم رئيسي دعوة لزيارة الإمارات، في أثناء ذلك عادت الإمارات لتتورط ثانية بمشاركتها بحرب اليمن، ووجهت قواتها لمواجهة أنصار الله في (مأرب وشبوة)؛ لمنعهم من تطهيرها من مرتزقة الخليج… ما الذي حدث؟

الذي حدث هو أنَّ أنصار الله وجهوا ضربة قاسية بالمُسيَّرات والصواريخ الباليستية إلى عاصمة الإمارات (أبوظبي) لأول مرة من بدء تاريخ الحرب الظالمة سنة 2015، إذ كانت هذه الضربة بعنوان (عملية إعصار اليمن الأولى) بتاريخ: 17-كانون الثاني-2022 أي بعد مرور (أكثر من شهر) على زيارة طحنون للجمهورية الإسلامية، ونتائج ذلك هي:

أولًا: الإمارات تصورت أنها ستلوي ذراع إيران بإغرائها بزيارة طحنون، والدعوة لزيارة الإمارات، وتشتري الإماراتُ بذلك صمتَ إيران عن عودة الإمارات للحرب ضد اليمن.

ثانيًا: إيران لم تشترِ ذلك العرض، وضربته عرض الجدار، وفهَّمَت الإمارات أنَّ إيران جمهورية إسلامية عقائدية أخلاقية، وليست جمهورية موز!

ثالثًا: قُلِبَت الطاولة على رأس الإمارات، ونُقِلَت من موقع المهاجم المتقدم إلى المدافع المتصدِّع، وجرَّت خسارتها في أكثر من ميدان؛ إذ خسرت في اليمن والعراق وهلُمّ جرًّا، وما زالت تُستنزف، وصارت الشروط بقبضة اليمن.

3- سبقَ أن جرَّبَت أميركا آلية ثانية: (لَيُّ الذراع ما بعد المفاوضات) مع إيران، بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول (5+1) بتاريخ: 14-تموز-2015؛ إذ إحتجزت القوة البحرية للحرس الثوري؛ زورقين أميركيين بعد أن دخلا دخولًا غير قانوني إلى المياه الإقليمية الإيرانية بالخليج الفارسي.

أوقفت القوات البحرية للحرس الثوري (10) عسكريين بينهم امراة، كانوا على متن الزورقين قرب (جزيرة فارسي) داخل المياه الإقليمية الإيرانية، لم تكتفِ إيران بذلك، بل صوَّرتهم في وضع المعتقلين الأذلاء، وبثت التصوير للعالم، وقراءتنا لذلك الحدث هي:

أولًا: حاولت أميركا الزحف على السيادة الإيرانية، ظنًّا منها أنَّ إيران تتنازل عن جزء من سيادتها بسبب (طمعها) في الاتفاق النووي.

ثانيًا: أخفقت أميركا في ذلك، واكتشفت أنَّ إيران لا تشتري هذه الصفقات، ولا تبلع الطعم، ولا تسمح لأميركا أن تخرق سيادتها؛ مستغلةً الملف النووي.

ثالثًا: كانت إيران مستعدة للذهاب إلى الحرب ضد أميركا باعتقالها الجنودَ الأميركيين، لكن أميركا غير مستعدة لذلك.

النتائج:

1- المفاوضات فنٌّ لا يجيده إلا الكبار، والتعلم من الكبار واجب لأجل نجاح المفاوضات لمصلحة الشعب والدولة.

2- الذهاب إلى المفاوضات وأنت تحسن الظن بالطرف الآخر، وتذهب بنية حسنة بريئة؛ فهذا لا يقدم لك سوى الخسارة في المفاوضات.

3- الصواب في المفاوضات، أن تذهب إليها مع الإصرار على عدم التنازل عن مبادئ شعبك، وقيمه الصالحة العليا، وسيادته، ولا تنظر إلى رغبتك الشخصية ومزاجك!

4- الذهاب إلى المفاوضات بعد امتلاك أوراق القوة والضغط وليس قبلها، وبعد تجريد خصمك من أوراق الضغط، أو إضعاف مركز قوته وليس قبلها.

5- الحفاظ على المخرجات النهائية للمفاوضات، أصعب من الموافقة عليها ولحظة التوقيع عليها، لأنك ستكون تحت ضغط الإغراءات لتقديم التنازلات.

والحمد لله ربِّ العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك