المقالات

الثالوث يقتل العراقيين؟..

1013 2021-12-06

 

ا.د جهاد العكيلي/ كاتب وإعلامي عراقي ||

 

تطلعات الناس حق طبيعي في الحياة، وهي تُعد المؤشر الأساس لديمومة وجودهم وطموحاتهم لتحقيق حالة الإزدهار والنمو التي يصبون إليها ..

وقصة وحكاية ديمومة الشعوب المُتحضرة يُنظم شؤونها قانون ونظام  عمل، ويدبر شأنها حُكام أمناء يعملون على كسب رضا الشعب، وذلك عن طريق توفير أسس العيش السليم الذي يجعل الشعوب في أن تعيش بأمن وإستقرار، كتوفير رغيف الخبز والعِلم والصحة، ومن خلالها تنهض  الشعوب وتبنى الأوطان بناءً سليما مُعافى ..

أما حقيقة الواقع العربي فهي تختلف إختلافا كثيرا عن مثيلاتها في دول عدة، فحالة التراجع بطبيعة الحياة على سبيل المثال عند العراقيين، وفي مجالات شتى دفعتهم في أن يعيشوا تحت وطأة الفقر وإنعدام الخدمات الصحية وإزدياد الأمية بين  صفوفهم، فضلا عن إنحدار المستوى العلمي إلى أدنى مستوى ..

إن هذا الثالوث المُتمثل بتدهور الواقع الصحي وتفشي الجهل والجوع، إنما أخذ يُطبق على أنفاس العراقيين بعد عام الإحتلال الأمريكي للعراق  2003، ولم يترك لهم فسحة أمل في الحياة يتطلعون لها على الرغم من أن العراق عاش الحصار الأمريكي (1990 ــ 2003) لكن المؤشرات الحياتية الأخرى كانت غير معدومة بشكل كلي، لكن الأمل عند العراقيين صار مفقودا في وطننا حين تم تغيب الشرائع والقوانين التي تحميه وتضمن للعراقيين أبسط مستلزمات الحياة ومقوماتها، في حين أن هناك دولا أخرى لديها أقل الخيرات والثروات مقارنة بما يمتلكه العراق، لكن شعوب هذه الدول تعيش متنعمة بخيرات بلدانهم على قلتها بسب حنكة وإخلاص حكامها ..

أما في العراق فالشواهد والمؤشرات كثيرة تشير إلى أن صعوبات الحياة تضغط بقسوة على الشعب مع إتساع فجوة الفقر والجوع وتدهور الواقع الصحي بين صفوف أصحاب الدخول الواطئة أو بين صفوف الذين ليس لديهم فرصة عمل مع الغلاء المُتصاعد الذي صار يتحكم به سعر صرف الدولار، بمُقابل الفساد المُستشري في مفاصل الدولة العراقية ومنه  التعليم والتربية وإنعدام الخدمات الصحية، والتي أصبحت وسيلة من وسائل تدمير المواطن ليس إلا، فثالوث الموت وحده صار يفتك  بالعراقيين بعد أن عمَّ الجهل وتكاثر الأمراض الفتاكة التي صارت هي الأخرى أحد أهم أسباب الجوع وإستشراء الفقر مع فقدان الأسس السليمة لصحة الإنسان والحفاظ على بقائه ..

فهل يُدرك القائمين على السلطة خطورة الوضع القائم في العراق، وهل يدركون ما ستفعله قادم الأيام في حال بَقيَ الحال كما هو عليه الآن .. أم  أنهم سيظلون منشغلون بسياسة الأغلبية والتوافقية، وغيرها من المُسميات التي لا فائدة منها إذا لم تكن خدمة البلد والشعب هي الأعلى والأسمى والأغلى من كل شيئ؟ ..

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك