المقالات

الاسلاميون والفرصة الأخيرة

1421 2021-11-04

 

حافظ ال بشارة ||

 

في المحيط الشيعي كان الناس لوقت طويل يعتقدون ان الاسلاميين هم المنقذون لهذا البلد، وفي تعريف الاسلامي يقال : ليس هو من يصلي ويصوم مادام سائر الناس يفعلون ذلك بل هو السياسي الذي لديه مشروع حكم اسلامي، كان الاسلاميون المعارضون في خطابهم يبشرون بنظام الحكم الاسلامي، وحين شاركوا في السلطة بوجود الاحتلال بدأت التراجعات السريعة في مسيرتهم حتى فقدوا مصداقيتهم على مراحل :

1- اتضح انهم لا يملكون مشروعا لإقامة نظام وطني او اسلامي او اي مشروع في العراق.

2- انخرطوا في نظام الحكم العلماني التقليدي الذي انشأه الاحتلال لحفظ مصالحه، وبذلك منحوه الشرعية.

3- لم يكتفوا بالانخراط في مشروع حكم علماني بل وافقوا على المحاصصة التي اوجدها الاحتلال لتعميق التقسيم واصبحوا جزء منها وبذلك منحوها الشرعية.

4- لم يكتفوا بالمحاصصة بل شاركوا في موجة الفساد الكبرى التي يدعمها الاحتلال قبل وبعد سقوط النظام السابق، واصبحوا من رموزها !

5- لم يكتفوا بالفساد والفشل بل دخلوا في صراع على المكاسب في ما بينهم داخل المكون الواحد، وتدرج هذا الصراع من التسقيط الاعلامي الى التهديد والوعيد.

وقد خرجت من دائرة الفتنة الثلة المؤمنة التي قاتلت الارهاب وواجهت داعش وانعشت اخلاقية الشجاعة والزهد والتضحية، لكنها بقيت اقلية وعجزت عن نقل هذا التألق الاخلاقي الى ساحة العمل السياسي.

6- الشعوب ذكية تتعامل بنفعية مشروعة وتعرف مصالحها، وتنتخب الرجال ليخدموها فان قصروا فالشعوب تحاكم وتعاقب، وقد حاكم الشعب الاسلاميين ووضع النقاط على الحروف، قال لهم : الحكومة من حصتكم، حكمتم 18 سنة ولم تقدموا شيئا لمحافظاتكم في الوسط والجنوب، كنتم تتنافسون على المكاسب الشخصية ولم تتذكروا شعبكم.

7- جاءت العقوبة لتشمل الجميع الاخيار منهم والفجار عبر الانتخابات، عزوف، لا أبالية، تجاهل، وعندما تتصرف شبكات التلاعب والتزوير فتبعد هذا وتقرب ذاك فلا يجد المبعدون والخاسرون من يدافع عنهم فهذه هي العقوبة .

الفرصة الاخيرة : هل يمكن للاسلاميين ان يصلحوا حالهم، ويتركوا خلافاتهم ويتوحدوا ويتداركوا ما فاتهم ويمسكوا بالفرصة الأخيرة ؟ الفرصة المتمثلة بمقاعدهم النيابية في الانتخابات الاخيرة وان كانت قليلة، وسواء كانوا يريدون السلطة او يريدون المثل العليا ففي كل الاحوال هم بحاجة الى مشروع وطني واضح وموحد، ووحدة الصف وتقديم الكفاءة والنزاهة، واعطاء الاولوية لخدمة الشعب وتحصيل حقوقه وتلبية مطالبه، هم ليسوا بحاجة الى خطاب جديد، هم بحاجة الى تطبيق خطابهم القديم، اولا عليهم ان يعترفوا بالتقصير، ثم يعلنوا توبتهم ثم يبدأوا العمل عبر تحالف قوي متماسك، الا يرون ان ضدهم النوعي حاضر وقد تأهب لمنازلتهم ؟ وان عدوهم سيقتلهم برصاص اخوانهم ؟ هل يستطيعون فعل ما عجزوا عنه طيلة عقدين، الا يجب ان تكون لهم صحوة في مواجهة المخاطر ام على قلوب اقفالها ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك