المقالات

المسيح وسقراط وجورج قرداحي 

1346 2021-11-01

  ا.د جهاد كاظم العكيلي ||   مُنذ العصور الغابرة، كانت الحقيقة هي الشُغل الشاغل للأنبياء والفلاسفة ورجال الفكر، وقد تعذَّب بسببها الكثير من إجل ترسيخ مفاهيم العدالة والمساواة بين  أجناس البشر ..  وهذا يعني أن الأنبياء والفلاسفة ورجال الفكر، كانوا قد خالفوا ما كان قائما من تقاليد عبثية بخلاف الحقيقة من إجل أن تُخلد الحقيقة لإنقاذ البشرية، فالفيلسوف الإغريقي سقراط (399) قبل الميلاد، والسيد المسيح عليه السلام، جاء مخلصا للبشرية من الظلم والإستبداد، وكان كل منهما يحمل رسالة للخلاص من الواقع السيء الذي كان الناس يعيشونه، وإنتقدا بشدة الظلم وغياب العدالة وإساءة إستعمال الحاكم للسلطة المطلقة، وبسبب ذلك واجها الموت بشجاعة وكرامة من إجل نشر الحقيقة، وكان لكل منهما رسالة يؤديها تجاه البشرية جمعاء، وهما يواجهان عبيثة الحياة التي كان يسودها الظلم وإنكار حياة البشر آنذاك، ولم يعتذرا أو يطلبا العفو لإنقاذ حياتهم وهما يواجهون الإعدام، إنطلاقا من إيمانهما الراسخ بأنهما أصحاب رسالة لم يخوناها أبدا ..  هذه هي فلسفة الحياة وهذه هي حقيقتها التي يتوسمها الرجال عندما تتساقط القيّم السامية النبيلة على أيدي حُكام الأمة، فمنذ قرون لا زالت هذه الأمة غارقه في العتمة لا تُحب أحدا أن يجهارها بقول الحقيقة، أو أن يلسعها أحدا كي يوقضها من نومها العميق وهي، غائصة في ممارسة الظلم والإستبداد ومنها عبثية الحروب، فعبثية الحروب لم يكن ينطقها القرداحي إلا بعد أن تعكز على شعوره ووجدانه وصوت الحق والحرية الذي إنبعث من موقع المسؤولية الإنسانية تجاه أمة العرب المغلوبة على أمرها منذ سنين طوال مضت، فعبيثة هذه الحروب لم ينطقها أصحاب الجلالة والرفعة والسمو عندما سخروا شعوب بأكملها لهذا الغرض من إجل أن يبقوا على عروشهم قائمة ..  لقد مزقت الحروب العبثية، العراق ولبنان وسوريا واليمن، ودمرت البنيان ورملت النساء وشردت الرجال وذهبت ثروات الشعوب لأصحاب شركات السلاح في الغرب، فيما بقيَ الإنسان العربي ولا يزال حتى اللحظة يبحث عن أمل مفقود، مهاجرا مدفونا بين آثار الحروب، ولا زلنا ندفع الثمن وسنظل ندفعه طالما هناك من يستشيط غضبا من قول الحقيقة، وطالما هناك مهللين لذلك عبر المذياع وشاشات التلفزة، وهم تجار الحروب المنتهزين لأي فرصة عبثية، ليسوقوا شعاراتهم عليها ببصمات الدولار التي أخفت الحقيقة عن الملايين من الشعب العربي ..   سيظل جورج قرداحي ذلك الصوت اللبناني المُهم الذي نطق بالحقيقة وسط تداعيات الذل والمهانة التي تتعرض لها الأمة وهو، يحذوا حذو سقراط، والسيد المسيح عليه السلام في قولهما الحقيقة لأن فيها خلاص الأمة من واقع ظالم يغطي سماء الأمة العربية والإسلامية جمعاء، وما قول الحقيقة التي نطق بها القرداحي وبصوت عال إلا وسام شرف تتوشح به سماء لبنان وأهل لبنان وهي الشجاعة بعينها، فلا تقنط وتمسك بشجاعة سقراط، والسيد المسيح عليه السلام من إجل قول الحقيقة كما هي لا غير ذلك ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك