المقالات

الباقيات الصالحات!..

1077 2021-09-16

  ا.د. جهاد العكيلي *||    مع أن الكثير من علماء الدين إختلفوا بتفسير معنى (الباقيات الصالحات) إلا إنهم لم يختلفوا بالمعنى العام ومفاده، أعمال الخير سواء بالقول أو الفعل التي يبقي ثوابها للإنسان .. كما أن القول الذي ينسب للأمام علي عليه السلام (إعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا) ضرب من ضروب الخيال يقود إلى حالة من حالات التعميم ..  وفي سياق هذا المفهوم نستطيع القول أن العمل وفق (أعمل لاخرتك كأنك تموت غدا) لا يمكن تعميمه طِبقا للواقع الذي نعيشه، وطبقا لظرف الناس، وتقلبات حياتهم المعيشية، ذلك أن الحياة الدنيا التي يعيشها الناس قد جردتهم من أشياء كثيرة حتى صارت مركزا للجذب والإستقطاب، فشغلتهم عن أمورٍ عديدة جعلت الكثير منهم يلهثون وراء كل شيء من أجل تحقيق حاجاتهم ورغباتهم وحتى أهوائهم في أحيان كثيرة لكن بعضهم صار مغرورا طامعا بدنياه ولا يكتف، بما هو ما بين يديه، متزينا بجمال الدنيا وما فيها من مباهج ومغريات غير آبهٍ لما يصيب الآخر من فقرٍ وعوز وحرمان جراء ذلك ..   وإذا ما وضعنا أصحاب الشأن السياسي في العراق بين هاتين الكفتين، كفة العمل الصالح والكسب المشروع وكفة الطمع والغرور، فأننا نجدهم في محل غير المعنيين لا بالباقيات الصالحات، ولا بـ (أعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)، والمقياس العقلي في هذا يفيد بأنهم قد تراجعوا تماما عن مفهوم الحياة والإنسانية وهم يتسترون بأغطية كثيرة كوسيلة من وسائل خداع الناس والكذب عليهم لكسب المزيد من المال الحرام بطرق غير مشروعة، والتجاوز على حرمات وممتلكات الدولة، وكسر هيبتها وهيبة الشعب بطرق تهدف إلى تفقيره والسيطرة على ثرواته وأمواله، وهو ما يعني في النهاية تهميشه وإستلاب حقوقه التي تضمن له العيش بالحياة بالعمل الصالح، وليحيا فيها حياة حرة وكريمة أسوة بالأمم الأخرى كون هذه الأمم قد آمنت إن الخالق خلق هذه الحياة وجعل لهم فيها جزء لا يتجزأ من طقوس العبادة والتقرب للخالق فضلا عن الواجب الوطني الذي تؤديه تجاه شعوبها مسترشدين بقانون السماء وقانون الأرض بخلاف أصحاب السياسة في بلدنا الذين نراهم يتحدثون عن العدل والمساواة لكنّهم يبتعدون كل البعد عن (الباقيات الصالحات) حتى وإن كانت حقّا يكفله الدستور والقانون، فقد شغلتهم الدنيا بزينة المال والبنون فما الدنيا عندهم إلا متاع لحين ..    */ كاتب عراقي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك