المقالات

غَفىَ الذئب داخل طالبان واستفاقت حمامة السلام


 

✍️ * د. إسماعيل النجار ||

 

🔰 مَتىَ يستفيق هذا الذئب مجدداََ ويقضم عنق الحمامة ويعود الأصيل إلى أصله والصنيع الى لحدِه؟الله أعلم.

**إنها حركة طالبان الإرهابية الأصولية ذات التوجه السلفي التَيمي التي ذبحَت وقتلت وأحرقت ولم تترك من الموبقات شيئاََ يُذكَر في هذه الحياة إلَّا وفعلته بشكلٍ يندىَ له جبين الإنسانية.

عشرين عام والحركة تخوض حرباََ بين الجبال وفي القرى النائية وحول المُدُن الكبرَىَ ضد الإحتلال الأميركي وفي العام ٢٠٢٠ وقعَت الحركة اتفاقاََ مع الأميركيين في الدوحة برعاية قطرية بعض بنوده تم الإعلان عنها والبعض الآخر بقيَ سرياََ حتى مطلع هذا الشهر حيث كشف عن نفسه من خلال ما حصل من إنسحابات مفاجئة للقوات الأميركية من كامل الأراضي الأفغانية ولا زالت قوة متوسطة الحجم داخل مطار كابول تؤمن الحماية لجلاء باقي الدبلوماسيين الأميركيين وعائلاتهم من البلاد تاركين خلفهم عشرات الألاف من المتعاونين الأفغان معهم خلال فترة الحرب سيكونون طعاماََ لذيذاََ لكلاب طالبان عند جلاء آخر جندي من مطار كابول.

**حركة طالبان التي ارتدت ثوب الحمامة وقررت الإنفتاح فجأة على محيطها والعالم فاجئت الجميع بجملة القرارات التي اتخذتها لكي تساعد نفسها بالتمكن من الاستيلاء على السلطة بشكل كامل قبل أن تبدأ بفتح دفاتر الحسابات لكل اللذين قاتلوا ضدها متعاونين مع الإحتلال الأميركي وغيرهم.

الرسالة الأولى التي ارسلتها طالبان الى طهران كانت عبر اعادة كل رايات الشيعه التي تم انزالها الى مكانها واصدار امراََ بعدم التعرض لهم والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية،

كما أعلن مسؤولون رفيعوا المستوى أن الحركة ستسمح للنساء بالعمل وتسمح لهم بحرية التعليم،

**لكن ما هي الرسائل التي ارسلتها طالبان لجارتها الصين وروسيا القلقتان من انقلاب الصورة بهذه السرعه مع الإحتفاظ بحق عدم اعلان الفرحة بالهزيمة الأميركية المذلَة والمهينة بعد ٢٠ عام على الاحتلال والحرب وذاك الكم الكبير من الخسائر البشرية والعسكرية والمادية؟

من المؤكد ان الحركة قررت الانخراط بالعمل السياسي وبناء افضل العلاقات مع دول الجوار بعد مراجعة سياسية كبيرة اجرتها داخل اروقتها ورسمت استراتيجية سياسية وثقافية جديدة بدأت العمل من خلالها على تطوير نفسها لتكون أحد اسرة المجتمع الدولي بصورة مغايرة للسابق،

ولكن هناك أمر جِد دقيق وحساس،، هوَ اعلان افغانستان إمارة إسلامية متطرفه على حدود جمهورية ولاية الفقيه الجعفرية المناقضة تماماََ لفكر طالبان. على حدود الصين الشيوعية والملحدة، وهذا الأمر يفرض تساؤلات كثيرة حول ما اذا كانت واشنطن خططت لهذا الانسحاب بالاتفاق مع الحركة وطلبت منها تغيير ثقافتها لكي تتمكن من السلطة تاركةََ لها مئات المستودعات الضخمة من الاسلحة المتطورة والذخائر والمواد التموينية والطبية واللوجستية من دون ان تقوم القوات الأميركية بإتلافها او تدميرها ناهيكَ عن مستودعات الجيش الأفغاني الضخمة التي تمتد على مساحة أرض البلاد شرقاََ وغرباََ شمالاََ وجنوباََ سيطرت عليها الحركة من دون قتال.

يبقى الخوف أن تقدم الحركة على ايواء عناصر ارهابية متطرفه تابعه لداعش والنصرة والقاعدة وغيرهم وتأمين حماية رسميه وغطاء لهم بهدف استعمالهم ضد دول الجوار وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كافة الدول التي تحيط بأفغانستان تراقب الوضع وخصوصاََ إيران ومن باب الإحتياط لكي لا ينام قادة طالبان على وسادة من حرير فإن بعض هذه الدوَل حركوا مجموعات عسكرية مناهضة للحركة اعلنت انطلاق العمليات العسكرية ضدها، وحركوا الشارع الافغاني في بعض المدن لأختبار صدقية تصريحات قادة الحركة من خلال مراقبة رد فعلهم على المظاهرات.

**افغانستان دولة مفخخة على الجميع مراقبتها ومتابعة سياساتها واخذ الحيطة والحذر من أي تقارب بينها وبين السعودية والامارات لكي لا تتحول الى بؤرة ارهاب رسميه يصعب معالجتها قد تشعل اسيا برمتها وتنهك ايران وروسيا والصين وتزرع البسمة على شفاه الصهاينة والأميركيين.

 

✍️ * د. إسماعيل النجار/لبنان ـ بيروت

 

   19/8/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك