المقالات

السلاح ذو الحد الواحد

949 2021-08-16

  حمزة مصطفى ||   لم يكن مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء قاسيا إنسانا أو حاكما, لكن من "حرقة قلبه" وقلوبنا معه واجه قاتل الشهيد  عبير الخفاجي مدير بلدية كربلاء قائلا له "انت مجرم". لا أحد يعرف كم كانت ذاكرة القاتل تنزف في تلك اللحظات طبقا للوصف  المذهل الذي عبر عنه الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي "من يوقف النزيف  من ذاكرة المحكوم بالإعدام قبل الشنق". لم يشنق قاتل عبير بعد, لكن كل المؤشرات تدل إنه في طريقه ليس الى الشنق فقط بل أن يكون التنفيذ في مكان وقوع الجريمة. لحظات قاسية على الجميع كانت تلك التي شاهدها العالم والقاتل يشهر سلاحه ذو الحد الواحد ليوجهه صوب موظف يقوم  بعمله الطبيعي في بلد لايراد لأحد أن يؤدي فيه عمله طبقا للقانون. ولحظات مرعبة على القاتل وهو يسمع  "ترس إذنه" مفردة   أنت "مجرم" يصوبها نحوه رئيس الوزراء. صحيح أن  ذاكرته كانت تنزف لحظتها لكن ربما طرق له نزيف "صفح" بشأن مدلول مفردة "مجرم"  كونها الأكثر قسوة بين مفردات اللغة.  لكن لماذا هذا الذي حصل؟ لأننا مهووسون بالسلاح من "قالوا بلى". حين نريد الإتيان بمثل نلجأ الى السلاح قائلين .. هذا سلاح ذو حدين. وحين نريد إطلاق وصف على أحد بلغ من  الكبر عتيا نقول "عمر تفكة". وحين نريد المفاضلة بين السلاح وبين أي شئ آخر حتى لو كان أعز  الناس نقول له "بيع أمك وإشري البارودة". وحين جاء أبنها ملفوفا براية العشيرة في ثورة العشرين قبل علم الدولة المختلف عليه منذ مائة عام قالت أم الشهيد "إبني المضغته البارود مفطوم على سركيها". أشهد أن هذا موقف بطولي عظيم جرى التعبير عنه ببيت شعر يهز قارئه وسامعه من الأعماق لكن في النهاية القاسم المشترك هو البندقية أي السلاح.  لحظة مشاهدتي القاتل أمام رئيس الوزراء في مشهد سيبقى عالقا في ذهن أطفال أطفاله  على مدى عقود إن لم أقل قرون قادمة تساءلت مع نفسي .. لو لم يكن هذا الرجل يحمل سلاحا ماذا كان يحصل؟ أقصى ماكان يمكن حصوله هو "عركة" بالأيدي سرعان مايتدخل فيها طبابو الخير وتفض بأية طريقة غير القاتل والمقتول. لكن هذه هي مصيبة السلاح حين يكون .. ذا حد واحد. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك