المقالات

عذراً يا هذا: كم سعر أختك!؟

1243 2021-07-30

 

قيس النجم ||

 

تعجبتُ كثيراً؛ لأني رأيتُ قبل أيام امرأة ميتة لكنها تتنفس مثلنا، فقدت الإبتسامة، وجهها شاحب، عيونها تدمع، لا تملك كبرياء، كأنها من شدة الصدمة أصابها الهذيان، أو أنها هربت من يدي الدفان، باكية شاكية الى الله لما أصابها .

عذراً أنا فضولي، فالمنظر يشدك، لأنْ تعرف ما السر وراء تلك المرأة، وذاك الوجه المخيف الخائف، تقدمتُ للمساعدة، فليس لدي افضل من هذه الحجة، لمعرفة ما أصابها وما يدور في رأسها المعذب.

فوها يُخرج كلمات غير واضحة ركيكة ومتشابكة، تارة ترفع يديها الى السماء، وتارة أخرى تمسح وجهها ودموعها، تقدمت اليها أكثر وسألتها:

عفوا أختي: هل أضعتِ نقودك؟

سكتتْ ولم ترد، نظرتْ الي لتتمعن بوجهي وقالت: ليتني أضعتُ كل ما أملك، ولم أكن بهذا الموقف الحقير من أنسان أحقر!

رفعت يديها الى السماء وبلسان المظلوم قالت : يا رب لقد أغُلِقت الأبواب أمامي، وبعضهم بائس حقير يساومني على شرفي، من أجل راتب قليل أسد به رمق ثنايا أرواح أطفالي، فأنا المعيلة الوحيدة لهم، مع الأسف البعض لا يحسب حساباته جيداً، في هذه الدائرة اللعينة اللهم أخزهم في الدنيا والآخرة.

هنا سكت الكلام، لم أستطع ان أتفوه بكلمة، لقد فقدتُ حجتي وإنعقد لساني، الا من سؤال واحد ظل يدور في خاطري، هل يوافق هذا الحيوان المريض على أن تلقى أخته، أو زوجته، أو إبنته، مثل هذه المساومة الرخيصة!؟

أذكرك أيها الموظف، إن الله بالمرصاد، وكما تدين تدان، حين تحاول العبث مع النساء الضعيفات، اللاتي يفدنَ على مؤسستكَ لتقدم لهن الخدمة، حتى يستطعنَ مواجهة الحياة بعفة وشرف، وتبدع في استخدام اساليبك الخبيثة، لتجعلها تيأس لكثرة الروتين، وتتعمد الى إطالة أوقات مراجعتها، كي تكون صيداً سهلاً لك، وتطالبها بوسائل قذرة مقابل تمرير معاملتها.

ختاماً: عندما تنزع إنسانيتك، وتقودك رغبتك وشهوتك، سوف تصبح كالحيوان بلا رحمة، وأخص الموظف القبيح الذي يتصيد بأعراض الناس، من أجل إشباع غريزته، وستكون كضبع مفترس، عذراً يا هذا كم هو سعر أختك!؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك