المقالات

أسئلة فيما جرى..تأملات فيما يجري..!


 

عمار محمد طيب العراقي ||

 

تدافعت الأحداث فيما مضى من أيام، لتلغي بعضها بعض، ولتعطينا مؤشرات عن أن الأحداث ليست منعزلة عن بعضها، وأننا نعيش في بالون مطاط، تبعجه من هنا، فيتضخم من هناك..

لكنها كلها كانت حصيلة الـ fatal error، الخطأ القاتل؛ الذي ارتكبه الذين دعوا الى إستقالة عبد المهدي، وهي دعوة نظرت الى الدواعي والأسباب، دون أن تتحسب لما هو ليس محسوبا من النتائج، التي كانت كارثية بكل المقاييس..

مضى عام كامل على قتل هشام الهاشمي، صمتت خلالها الأجهزة المختصة صمتا مريبا، وخلالها حدثت أحداث كثيرة، قتل خلالها عدد إضافي من الناشطين، وأعيدت الحياة الى داعش، وبدأت أبراج الكهرباء بالتساقط واحدا تلو الآخر، في ذروة الصيف، حيث تتصاعد إستهلاكات الطاقة الكهربائية، وجرى تأجيل أول وثان لمواعيد الأنتخابات النيابية.

الناصرية بقيت من دون سائر المحافظات بؤرة ملتهبة، وكان تبديل محافظي ومسؤولي دوائر ومؤسسات الدولة في الجنوب، يجري كل صباح ومساء كتبديل الجوارب..

خلال أكثر من عام بقليل، وبدون مبررات مقنعة، جرى رفع سعر صرف الدولار، في محاولة غبية أو خبيثة لا فرق لمواجهة العجز المالي، وجرى إقرار موازنة لا شيء فيها في مصلحة المواطن، فأزداد الفقراء فقرا، وأتخمت جيوب اللجان الأقتصادية للأحزاب، وكوفئت كوردستان على نهبها المنظم، ومنحت قبل أيام 200 مليار دينار دون أن تعطي شيئا للموازنة الإتحادية، وذلك كي توقف فيامها بتفجير ابراج نقل الطاقة الكهربائية (صورة وصوت)!

ويممت الحكومة وجهها صوب دول عربية ذات إقتصاديات متهرئة، الأردن التي تستجدي موازنتها السنوية منذ إنشائها، ومصر الغارقة بالديون وبمشكلة سد النهضة الأثيوبي على النيل، ليتضح لاحقا أن هذا التوجه جزء من عملية التطبيع العراقي الصهيوني، ولكن عبر بوابات غير مباشرة..لدينا نحن مشكلة سد اليسو التركي على الفرات وساكتيييين..!

خلال هذا العام، هجم التحالف الأمريكي الصهيوني الوهابي على العراق بقوة، وبدأت مفردة الديانة الإبراهيمية تسمع في أوساط شيعة الجنوب، وجرى الترويج لها بخبث، عبر بوابة صبي معمم ينتمي الى أسرة السيد الخوئي العظيم..وفي ذروة الترويج جائنا نبي الإبراهيمية المعتمد من الصهيونية، حبر الفاتيكان الأعظم، ويدلف الى النجف دون أن يلتفت الى ضريح الإمام علي عليه السلام، وخرج من زقاق السيد السيستاني خائبا، بعد أن حظي بإستقبال جاف، احبط المخطط الإبراهيمي برمته.

خلال هذا العام جرت أحداث غريبة، فقد أتسعت ظاهرة حرق وليس إحتراق المؤسسات الصحية، وتبرير التماس الكهربائي بات مزحة، والغريب أن الحرائق كانت تطول مستشفيات عزل مرضى الكورونا، الذين إستجاروا بالموت من الموت!

خلال هذا العام تنمرت الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، ورسخت أقدام قواتها ولم تستجب لإرادة الشعب العراقي وتخرج معززة مكرمة، بدلا من أن تخرجها ركلات الترجيح  في مباراتها الخاسرة مع أهل الأرض، ابناء محور المقاومة، الذين تبنوا خيار القوة بعد أن فشلت المناورات السياسية في إخراج الأمريكان.

الطرف السياسي الحكومي والقوى الساندة له، لم يكونوا نزيهين في تعاطيهم مع موضوع خروج الإحتلال الأمريكي، وبدت الصورة وكأن كتلا سياسية كبرى، تدعم الحكومة في عدم إخراج الأمريكان بسرعة.

حريق مستشفى الناصرية كان يتوقع أن يكون القشة التي تقصم ظهر البعير، وفعلا وفي محاولة للتنصل من أعباء الكارثة واسبابها، حصلت مناورات سياسية مكشوفة، كان من بين أهدافها تعطيل إجراء الأنتخابات ،لأن أصحاب المناورة أكتشفوا أنهم باتوا في قعر قائمة نتائج الأنتخابات.

الحكومة على طريقة مداراة الأزمة بحدث كبير، أعلنت أنها القت القبض على قاتل هشام الهاشمي، وقالت أنه ضابط في الشرطة، وأن قاتلي الهاشمي اربعة اشخاص، ينتمون الى مجموعة ضالة، دون أن تسميها، ليبقى باب توزيع الإتهامات مشرعا، ذات اليمين وذات الشمال، خصوصا أن أعترافه المتلفز المقتضب (تجمعنا في منطقة البو عيثة وذهبنا بدراجتين وعجلة نوع كورلا لتنفيذ عملية الاغتيال) أمر له دلالته في تأشير الإتهام بإتجاه جهة بعينها.

·        اكتشفنا أن جميع الخروقات الأمنية قام بها عناصر ينتمون الى الأجهزة الأمنية!

·        كل ما يحدث في مناطق مختلفة شيعية من أجل خلق تشرين جديدة بعد فشل تظاهرات تشرين الاولى هذا ارهاب من نوع آخر والضحية هذا الشعب المسكين

·        لعبة تشرين شرعها الشيطان واصبحت على مقاس المجتمع الجنوبي ذات الغالبية العظمى من مراهقي الوسط والجنوب.فلن يتركوها حتى تقضى على اخر العقلاء في هذا المجتمع البائس

·        قائمة المقتولين غدرا طويلةً وليس فقط الهاشمي..ماذا بخصوصها؟!

·        الطريقة الخجولة التي أظهرت فيها الحكومة، حسبما قالت بإنه قاتل الهاشمي، ستفتح أبواب النقد على مصراعيها بضمنها الغموض الذي لف طريقة العرض والنص الركيك الذي كُتب على عُجالة مع عملية مونتاج سريعة "تلصيقية"، تقرير لم يستطع أن يكسب ثقة الغالبية المطلقة من الشعب العراقي، معتبرينه مسرحية ودعاية إنتخابية مبكرة ولفت أنظار الناس عن فواجع أخرى مثل فاجعة مستشفى ذي قار ولم يكشف عن الجهات الحقيقية التي دفعت مرتكب الجريمة إلى أرتكابها، هذا إن كان فعلاً هو مرتكب الجريمة.

شكرا

17/تموز/ 2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك