المقالات

تراجيديا "منصور عباس"

1560 2021-06-07

 

حمزة مصطفى ||

 

يجسد "منصور عباس" الذي لايعرفه أحد حتى قبل إسبوعين التراجيديا الفلسطينية بكامل أبعادها. فعلى مدى سبعة عقود من النضال الفلسطيني يجد مواطن مما يسمى عرب الداخل نفسه بيضة قبان لكن في معادلة إسرائيلية ـ إسرائيلية بحتة. هذا الرجل الذي أكاد أجزم إنكم لاتعرفونه وشخصيا سمعت به هذه الأيام  يترأس القائمة العربية في "الكنسيت الإسرائيلي". منصور عباس الذي لايكاد يعرفه 9 من كل 10  عراقيين يعرف 9 منهم من كل 10  محمود  عباس وياسر عرفات وعباس هنية وخالد مشعل ومحمود درويش وفدوى طوقان ونايف حواتمة سيتحول من الآن  فصاعدا الى قضية تثير الجدل بشأن مفهوم الوطن المحتل مرتين, من الخارج ومن الداخل.

 مأساة منصور عباس مركبة لأنه يعيش كلا الإحتلالين . فهو من جهة لم يخرج  من أرضه التي إحتلها الصهاينة بالمؤامرة المعروفة التي كان لبريطانيا الدور الأبرز فيها سواء قبل وعد بلفور عام 1917 أم بعده. بقاؤه في داخل مابات يسمى  الخط الأخضر جعله يمارس حياته الطبيعية في ظل الإحتلال لأرضه المحتلة سواء تلك التي إكتسب جنسية الدولة التي إحتلتها أو تلك التي لاتزال محتلة خارج الخط الأخضر وماقبل حدود 4 حزيران. ربما لايختلف منصور عباس عن مواطنه الفلسطيني الآخر الراحل محمود درويش. فدرويش الذي حمل لقب "شاعر المقاومة الفلسطينية" بلا منازع وكاتب خطابات عرفات الأكثر ثورية, كان في الوقت نفسه عضوا  في الحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح" ويساريا للعظم. وقبل أن يخرج من أرضه المحتلة حاملا إياها بوصفها جواز سفره الوحيد كان يوقع يوميا أمام المخفر الإسرائيلي مخاطبا مأمور المخفر غاضبا "سجل أنا عربي".  

 بقي درويش منتميا لفلسطين أكثر من إنتمائه لحزب عابر للأوطان وهو ماجعله يكتب القصيدة الأكثر رفضا للصهاينة في الوجدان  الفلسطيني  والأكثر تجسيدا للتراجيدا الفلسطينية "عابرون في كلام  عابر". بقيت المسافة بالنسبة لمحمود درويش عن فلسطين  مسافة حلم. ومن أجل الحلم لم يضطر محمود درويش أن يكون بيضة قبان في معادلة لا وزن له فيها. لكن في مقابل ذلك هل نملك الحق في توصيف حالة منصور عباس.. أهو خائن أم واقعي أم مضطر أم بطل؟

توضيح خارج النص: منصور عباس هو الذي رجح كفة لابيد بينيت الأكثر تطرفا في تشكيل  الحكومة  الإسرائيلية على حساب نتنياهو المتطرف.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك