المقالات

حقائق دفينة ورسالة مباشرة


 

مرتضى مجيد الزبيدي ll

 

تدور الأيام وتختلف المواقف، والشجاع حقا هو من يبقى متمسكا بمبادئه رغم اختلاف الزمن ومهما بلغت الخطورة، كثيرة هي التقلبات التي جرت منذ الشهر السادس عام الفين وأربعة عشر والى الآن، منعطفات كبيرة واحداث كثيرة وخطيرة، بعض تلك الاحداث والمنعطفات اثبتت مدى صلابة وشجاعة أصحاب الموقف والمبدأ، والبعض الأخر يكشف زيف المتلونين ونفاقهم،

حتى في الحرب اخلاقيات ومواثيق، وهناك من يحارب بشرف وشجاعة، افضل بكثير من أولئك المتلونين الذين لا يعرفون عن شرف الحرب وقواعدها شيئا، في الحرب التي خاضها العراق مؤخرا مع عصابات داعش الإرهابية لم تلتزم تلك العصابات باي من قواعد الحرب او مواثيقها فهي عصابات همجية جبانة، عمدت الى التدمير وهتك الحرمات، وبعد شوطا بطوليا كبير انتصر فيه ابطال العراق على اعتى قوة همجية في التاريخ المعاصر وسطرو ملاحم بطولية قد يقف الوصف عاجزا امامها، ذلك بفضل العمق العقائدي للقوة التي تشكلت بفتوى مرجع حكيم عرف خطورة المرحلة وأعطى الحل الأنسب والأسرع  لدريء الخطر عن البلاد وصيانة حرمته ومقدساته، بعد كل تلك البطولات والانتصارات والملاحم يبدو ان هناك من تأثر بأسلوب عصابات داعش الفاقد للشرف والمبدأ، شخصيات تلونت بالوطنية وحين ناداها الوطن خنعت، ولما هب رجال الوطن وشجعانه تراها أظهرت رأسها من جديد مدعية النصر والشجاعة، وفيما بعد كشفت عن وجهها الأصلي المناهض للوطنيين الشجعان الذين دافعوا عن الوطن بالدماء والأرواح باذلين الغالي والنفيس، ان تدعي تلك الشخصيات البطولة والشجاعة قد ينطوي هذا الأمر او يسير دون تفنيد او كلام مضاد، لكن ان تأتي نفس تلك الشخصيات المدعية بتصريحات بالضد من الأبطال المضحين، فهذا كذب مكشوف، يدل على الكراهية المبطنة والحقد الدفين، ويكشف ان أصحاب الادعاء والتصريح شخصيات غير موضوعية تتلون مع الوقت والمصلحة،

الاصوات النشاز التي أعلنت بغضها لأصحاب المبدأ والقضية لا نتفق معها بل على العكس تماما من توجهاتها، إلا انها في الواقع اكثر شجاعة من تلك الشخصيات التي اظهرت التأييد في وقت سابق وقلوبها مليئة بالغل العداوة، يذكرنا ذلك بالآية الكريمة ((يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ، فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) ( سورة البقرة الآية 9_10 ) وحسب ما ذكر من  تفسير للآيتين في تفسير الأمثل للعلامة المفسر أية الله الشيخ ناصر مكار الشيرازي ان هؤلاء المخادعين لا يشعرون انهم يسيئون بعملهم الى أنفسهم، ويبددون بانحرافهم هذا طاقتهم، ولا يجنون من ذلك الا الخسران والعذاب، ويبين ان النفاق هو نوع من المرض فالإنسان السالم له وجه واحد فقط، وفي ذاته انسجام تام بين الروح والجسد، وان تكريس أعمال الإنسان وأفكاره في خط معين، تدفعه نحو الانغماس والثبات، في ذلك ولذلك تذكر الآية ((فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا )) ورأس مال هؤلاء هو الكذب والافتراء،

فهو عدو غادر جبان يفتقر لشجاعة المواجهة، خسروا بصراعين مهمين الاول مع انفسهم فلم يحققوا ذاتهم وهزمتهم انفسهم، عديمي الإرادة لأنهم لم يحققوا ما يصبو اليه، والخسارة الثانية بالصراع مع رجال الوطن، كون المؤمنين لا غالب لهم وذكر القرآن الكريم ذلك ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ))، فالدين ليس الإيمان بالله فقط  فحب الوطن دليل على الإيمان لما روي  في مستدرك سفينة البحار ج 1 ص 27 حب الوطن من الإيمان، 

رسالتنا الى المتلونين والاعداء وحلفاءهم ومن يقف خلفهم كرسالة إعلام الإمام الحسين عليه السلام، لأقوى طاغية في عصره، كد كيدك واسعى سعيك وناصب جهدك فما سعيك إلا بدد وما رأيك إلا فند (خطبة السيدة زينب ابنة الإمام علي عليهم السلام امام يزيد ابن معاوية قاتل اخيها الإمام الحسين واصحابه عليهم السلام، والتي مثلت بدورها إعلام الثورة الحسينية الخالدة)

شكرأ لمن كشف عن نواياه وتوجهاته التي اخفاها لسنين ولم يتحمل إخاءها اكثر من ذلك، لانه لا يمتلك الشجاعة الكافية لإظهارها منذ البداية، ولا يصبر على إخفاءها في نفسه لما يعترضه من ضيم عندما يرى الانتصارات والنجاحات المستمرة، وويل للمنافقين المتلونين من الله والمؤمنين المتمكنين في الأرض والسلام على أهل السلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك