المقالات

الإعتدالُ والوسطيةُ الفكريةُ سفينةُ النجاةِ ..

1070 2021-05-09

    عهود الإسدي      لكلِّ فردٍ قناعاتُه الخاصةِ به، والتي تُعتَبَرُ من الثوابتِ لديه لا تقبلُ التغييرَ، والتي بُنيَت على أسسٍ خاصةٍ كالتجربةِ أو إستقراءٍ للقرائنِ المحيطةِ بذاتِ الشخصِ، والتي تشكلُ دائرةً  مغلقةً لامنفذَ فيها، فيتقوقعُ الفكرُ داخلَها ويحيطُها بالمعطياتِ الدفاعيةِ لتمنعَ كلَّ فكرٍ دخيلٍ او شبهةٍ أو حتى فسحةٍ استطلاعيةٍ مغايرةٍ ليكونَ بذلك شخصيةً قويةً تملكُ شيئا يستحقُّ الأقتتالَ من إجلِه فيبرزُ صاحبُها على إنه البطلُ الذي لا يُهزمُ وكلُّ ذلك بتصورِه هو، بينما الحقيقةُ هي عكسُ ذلك. فالقاعدةُ تقولُ لا تكنْ يابسا فتُكسَر ولا ليّنا فتُعصرُ ، المرونةُ بالاخذِ والعطاءِ خيرُ دليلٍ على قوةِ المعتَقَدِ ، لأنه مبنيٌّ على أسسٍ علميةٍ وأبحاثٍ وأختباراتٍ وأنفتاحٍ وقبولٍ لما يطرحُه الآخرونَ من شبهاتٍ وتساؤلاتٍ تَزيده رصانةً وقوةً وتجعلُه متماسكا مرنا مسالما محبا للجميعِ واثقاً من نفسِه مهما إزدادَ الرفضُ لفكرتِه لأنه القادرُ على ردِّ الشبهاتِ مهما كان الطعنُ مفرِطا لإمتلاكِه الادلةَ الدامغةَ في الردِّ ليكونَ المنتصرَ في كل منازلةٍ فكريةٍ ، التطرفُ والتشددُ الفكريُّ والعقائديُّ بُنيَ على إسسٍ عاطفيةٍ واهواءٍ ورغباتٍ نفسيةٍ دنيويةٍ لذلك هو منغلقٌ على نفسِه لا يقبلُ التشكيكَ أو الحوارَ المختلفَ ويحاولُ فرضَ الأنا والسيادةَ على الآخرينَ بالعنفِ والترهيبِ والاحتيالِ أحيانا، هو الخاسرُ في كلِّ نزالٍ فكريٍّ يخرجُ غاضبا حاقدا فاقدا السيطرةَ على إعصابِه وعقلِه مهما حاولَ التصنعَ بالهدوءِ والوعي ، وهذا دليلُ ضَعفهِ وعدمِ مقاومتِه ، ليس شرطاُ إن يكونَ المعتَقَدُ دينيا لا بل أحيانا هو دنيويٌّ كما هو الحالُ عند بعض الحركات السياسية . فرغم شعاراتِهِمُ الداعمةِ لممارسةِ الحرياتِ الشخصيةِ إلا أنهم يتهجمونَ على حرياتِ الآخرين ليكونَ لهمُ الهيمنةُ الفكريةُ المجتمعيةُ، وهذا تطرفٌ مدنيٌّ دنيويٌّ مبنيٌّ على الرغباتِ والاهواءِ النفسيةِ، وقد يصلُ أحيانا إلى العنفِ والإرهابِ والإحتيالِ بأستغلالِ طموحاتِ الشبابِ وميولاتِهمُ النفسيةِ وأندفاعِهمُ الشبابيُّ المتحمسُ لتحقيقِ ماتصبو اليه أنفسُهم بإغراءاتٍ وهميةٍ وشعاراتٍ كاذبةٍ لا تطبقُ على أرضُ الواقعِ ، التشددُ قاتلٌ لصاحبِه سواء كان قتلا معنوياً أو مادياً، أو أنه بأرادتِه أو رغماً عنه، وذلك للتصرفاتِ اللامدروسةِ التي يقومُ بها المتشددُ المندفعُ، إما الوسطيةُ والإعتدالُ في القناعاتِ فهي التي تنتهي بالنصرِ والنجاةِ لصاحبِها .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك