المقالات

العيشة والناس..!

1058 2021-04-17

 

ضحى الخالدي ||

 

- لا أعتقد أن وزارة المالية والحكومة من ورائها،  تأبهان لرد فعل الشارع، أو رد فعل البرلمان، فهي مستمرة في منهج ثابت ومحدد لمحاربة المواطنين في قوتهم ومعيشتهم دون الخوف من أن تشتعل شرارة التظاهرات التسقيطية ضدها كما في حكومة عبد المهدي، لأنها تعلم أن تظاهرات تشرين هي تظاهرات مسيّسة غير شعبية، وهي التي أتت به، فجاء محمولاً على أكتاف المتظاهرين والناشطين، كما يعيّر التشرينيون غيرهم بأنهم جاؤا على ظهر الدبابة الاميركية، وشيء آخر يدعو لاطمئنان حكومة الكاظمي هو أن البرلمان لا يقوم بدوره الرقابي والتشريعي إلا في الإعلام، والكتل السياسية متفقة معه في كثير من القرارات إن لم يكن جميعها ما دامت مصالحها مضمونة حسب الاتفاق، فإذا ما انخرم الاتفاق علت الأصوات بنبرة الوطن والمواطن والمواطَنة، وأما التظاهرات الشعبية المطلبية فهي تُجابَه بالماء الحار والعِصِيّ، هذا إذا اعتبرنا أن هناك تظاهرات مطلبية شعبية في العراق من الأصل؛ كلها مُسيّسة واستعراضات لجماهير انتخابية.

- المادة ٣٤ التي يدّعي وزير المالية الاستناد إليها، لها علاقة بالاستقطاعات الجمركية والضريبية على الاستيراد، وليس ضريبة الدخل.

- عشرات القرارات التي مُرّرت من قبل حكومة الكاظمي خلال سنة تقريباً، لم نشهد إرادةً جادةً لمحاسبته ومساءلته، وما تحت الطاولة، ليس كما فوقها. كل هم الكتل السياسية هو كيفية الفوز بأكبر عدد من المقاعد النيابية، بغضّ النظر عن كون الانتخابات ستُجرى أم لا، والمفارقة أنهم لا يديرون آلياتهم الانتخابية بالشكل الصحيح، ولا يوجّهونها الوجهة الصحيحة.

- لا توجد ثقة لدى المواطن بأن المبالغ المستقطَعة ستُستَثمَر في خدمته، وأنا من هؤلاء المواطنين.

- هذا الضغط هدفه واضح، وهو تركيع الشعب العراقي ليقبل بالتطبيع، كما فعل الحصار فعلته ليتقبّل الشعب الخلاص من المقبور صدام بأي طريقة، ولو بالغزو. لا تعدو الانتخابات كونها طُعماً للكتل السياسية كي تنشغل بالمغانم والمكاسب، وتسكت عن توجهات الحكومة الحالية والمقبلة المرتمية في الحضن الصهيوني.

- تصريح وزير المالية (بامكان مجلس الوزراء رفض القرار) هل سيفعلها؟ هو تصريح حمّال أوجه:

فتارةً يراد منه تحدي الوزراء الذين يمثلون كتلهم في معارضة القرار بالتصويت في المجلس، إذا كانت هذه رغبة رئيس الحكومة، على اعتبار أن هذا القرار مثل قرار رفع سعر صرف الدولار ، متفقٌ عليه.

وتارةً يكون قرار وزارة المالية دعائي أصلاً، يراد منه أن يعارضه رئيس مجلس الوزراء، ليتحول الى بطل انتخابي.

عموماً فإن هكذا قرارات (تخفيض قيمة العُملة المحلية، زيادة الضرائب، الاستقطاعات...إلخ.) كلها من إملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وقد تحدثت عن ذلك في تقرير مفصّل مُسهَب، يمكنكم الرجوع إليه.

- لا أعتقد أن هناك تظاهرات حقيقية ستندلع ضد هذا القرار إن طُبِّقَ فعلاً، بل فوضى، وربما (فرهود) مُسيّس أيضاً كغلق المدارس، وهو ما تريده أميركا.

- الجهة المستفيدة داخلياً هي الأحزاب التي تزمع تمويل حملاتها الانتخابية من لقمة الفقير، بما فيها حزب المرحلة، وخارجياً هي أميركا وإسرائيل، والدول العربية والغربية في معسكرهما.

- حكومة الكاظمي تسير وفق أجندا مرسومة بعناية، والرجل مدعوم خارجياً من أميركا والعمق العربي الداعشي، وداخلياً من تحالف عراقيون، وسائرون تدعم كل قراراته وتلوّح بالعصى لِمَن عصى، وكل ذلك يمثل بُعبُع سياسي وأمني للكتل المناوئة، وأسلوب ترغيب وترهيب للكتل البراغماتية.

- هل سيحمل المستقبل المزيد من الصدمات؟ بكل تأكيد هناك المزيد، لكنها لم تعد صدمات، اعتدنا منذ ثمانية عشر عاماً على تصريحات السياسيين عن الخروج من عنق الزجاجة، والتخوّف من الدخول في نفق مظلم، ولا أدري هل خرجنا يوماً من عنق الزجاجة؟ أَلَمْ ندخل النفق المظلم بعد؟!

لَعَمْري إنه نفق مظلم، وخاص بالمترو، وإن عنق الزجاجة الذي علقنا فيه، ويعتصرنا بشدة... مكسور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك