المقالات

إيران في الميزان..!

1093 2021-04-14

 

🖋 قاسم سلمان العبودي ||

 

أدركت دول العالم بأجمعها ، على أن الجمهورية الأسلامية الأيرانية تحيك قادتها ، مثلما تحوك  سجادها الذي أبهر العالم كله . هناك بناءاً يبتدأ بصناعة رجال دولة ، ولا ينتهي ،  وما النجاح المتسلسل ألا  دليل على مانقول . كان مخطط لهذه الدولة المحمدية الأصيلة ، أن تكون في قاع دول العالم الثالث أو حتى الرابع . لكن حنكة القائد المؤسس الذي أرسى دعائم الدولة ، ووضع حجر الزاوية في مكانه الصحيح ، لذا كان أنجاب القادة وصناعتهم  هو القاعدة وما عدا ذلك هو الأستثناء .

اليوم الجمهورية الأسلامية تضع نفسها بكل فخر وأعتزاز بمصاف الدول الكبرى . رغم الحصار الذي رسم على أنه يفتك بعضد الدولة والشعب ، نرى أن الدولة تزاداد سمواً وأرتفاعاً ، والشعب يندك في قيادته التي تسير به وسط طوفان هادر . في الأمس القريب كان رئيس أمريكا الخاسر ترامب يزبد ويرعد من أجل أذلال الشعب الأيراني في أكبر وأطول قرار حصار جماعي على الشعب والدولة ، نرى اليوم أن القيادة الأمريكية تستجدي اللقاء مع القادة الأيرانيين من أجل لملمة ماتبقى من الأتفاق النووي مع المجموعة الأوربية . يوماً بعد آخر ينكشف زيف الأستكبار الأمريكي ، ويقابله أرساء ثقه من قبل دول العالم مع  أيران التي تتسابق الدول الصناعية الكبرى من أجل أبرام الأتفاقيات الأقتصادية والأمنية والعسكرية معها وذلك لمصداقية الأدعاء و الثبات على الموقف ، بعكس الأدوات الخليجية التي تتحكم بها دوائر الأستكبار العالمي التي جعلت منها مصدراً للحلب المستمر والدائم .

هذا النجاح الكبير الذي تسطره الجمهورية في صناعة الهدف لم يأتي من فراغ . بل جاء من علم ودراية وتمسك بالثوابت الأسلامية التي جاء بها الخاتم صلوات الله عليه وآله الكرام . فعندما ذهب المفاوض الأيراني لتثبيت حقه في صناعة مشروع نووي لم يتعامل مع الآخر من منطلق الضعف والقوة ، او منطلق الكبير والصغير ، بل أنطلق من موضوع الأحقية البشرية في التمكن من الأرتقاء جنباً الى جنب الى  من تقدم في الصناعات الكبرى ومن سبقه في هذا المضمار . الكل يعلم أن الغرب يحترم الثابت ، ويستصغر المتحرك المتلون الذي يوهم نفسه قبل الآخرين ، بأنه شيء ذو قيمة . لذا جاء الأعتراف من قبل مجموعة خمسة زائد واحد مع الجانب الأيراني أنطلاقاً من الثقه الكبيرة التي أبداها المفاوض الأيراني والتي أنعكست حتى على من جاءاً ناكراً لتلك الأحقية في أمتلاك أيران لمشروعها النووي المخصص للأغراض السلمية والتي تتماشى مع تعاليم الأسلام وفكره .

لقد أوصل المفاوض الأيراني حثييات الأسلام الى دول الغرب وفق نظرية ولاية الفقيه المباركة التي تزن الأعمال بميزان التكليف الشرعي ، والذي هو بأصله أخلاقي في المقام الأول ، بالعكس من تلك الدول التي تدعي الأسلام ، وتسَير أمورها وفق نظرية المنشار وتقطيع الأوصال . نعتقد عندما توضع أيران في ميزان المقارنة مع مدعي الأسلام الآخرين ، نرى أن ترجيح الكفة ، وبحسب المنظور الغربي ، يميل للجانب الأيراني الذي سار واضحاً في منهاج محمد وآل محمد بأبهى صورة قدسية أسلامية عرفها التأريخ المعاصر . فلا غلو أن قلنا أن الأسلام اليوم يعاد الى الواجهة بصدقية القائد الذي عمل بدأب طوال سنين مضت من أجل أيصال رسالة الأسلام كما خطط خطط لها أن تكون بالضد من أدعى الأسلام بهتاناً وزورا .

عندما أستهدفت طائرات العدوان الأمريكي قادة النصر في بغداد ، أعلن قائد الثورة الأسلامية آية الله علي الخامنائي بأن الرد سيكون قاسيا . فهل أن قصف قواعد المحتل الأمريكي كانت تمثل ذلك الرد القاسي ؟ قطعاً لا . لأن الرد بأستهداف القواعد الأمريكية أنما كانت رسالة أيرانية ، بأنكم أيها الأمريكيون أرتكبتم حماقة كبرى ، وثمنها طردكم خارج بلدان الشرق الأقصى ، الذي تحاولون رسم مساراً أستكبارياً لأحتلاله ، بصنع أتفاقات مذلة بين دول المنطقة والكيان الصهيوني الغاصب . وربما نجح الأمر بتركيع بعض هذه الدول في أتفاق مخزي ، لكن الرسالة التي وصلت للجانب الأمريكي وقد قرأها بوضوح ، وأستشعر من خلالها قوة الجانب الأيراني وصلابته . الآن ومن خلال بعض الأدوات الأوربية ، تحاول واشنطن الضغط على الحكومة الأيرانية بأستقدامها مرغمة على التفاوض من خلال أصدار سلسلة عقوبات على بعض الشخصيات الأيرانية ، من قبل الأتحاد الأوربي ، في محاولة يائسة لجر الجانب الأيراني الى الأذعان . فما اللي حصل ؟ تم رفع نسبة التخصيب في المفاعلات النووية الأيرانية الى نسبة ٦٠ % ، مما أحرج الغرب كثيراً ، وجعل بلدان الشر تعيد القرار الى الخبراء الستراتيجيين لمعرفة آثار القرار الأيراني برفع تلك النسبة المرعبة للغرب . نقولها بضرس قاطع ، هذا هو الرد القاسي الذي قال عنه قائد الثورة والذي بدأ يتحقق شيئاً فشيئا برغم كل المؤامرات التي تحاك في دول الخليج للنيل من الشعب والدولة الأيرانية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك