المقالات

نعمة مفاجئة وخسارة تاريخية


 

مرتضى مجيد الزبيدي  ||

 

دول الهيمنة تخطط، وقوى الشر تنفذ، والجميع تكالب على بلدنا، إلا ما رحم ربي، الإرادة الإلهية في هذه المرة تجلت بصورة مختلفة، تجلت على هيأة رحمة، بصورة فتوى مذهلة، اطلقها رجل اقل ما يقال عنه عظيم ومبارك، (ذلك ذكر بتصريحات شخصيات عديدة زارت المرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني واخيرها تصريح رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس بعد زياته له) قلب بفتواه الموازين، واختلت معادلة الشر، تلك الفتوى هي بمثابة نور بزغ من النجف الاشرف، وانطلق من الصحن الحسيني المقدس، فاجأت الجميع، واحرجت مراكز التحليل والدراسات التابعة لدول الشر والهيمنة، لأنها لم تتوقع ابدا صدور فتوى كهذه.

 وللرئيس الأميركي الأسبق (باراك ابوما) تصريح معروف بهذا الشأن عندما ذكر ان الحرب في العراق خطط لها ان تستمر ثلاثين عاما، وانصدمت ايضا بالاستجابة الفورية والعاجلة، من شعب عاش التقشف، وتردي الاقتصاد، وتمت مهاجمته فكريا وثقافيا، إلا انها الفطرة السليمة والإرادة القوية.

 نعم والعقيدة الراسخة، خرج الملبيين بكل شجاعة، من جميع الشرائح والمستويات، ومن مختلف المناطق، يحملون ارواحهم ليقدموها فداء للوطن، نبخس حقهم ان قلنا ابطال، فالبطولة تعجز عن وصفهم، وتقف مدهوشة من بطولاتهم وقصصهم، حتى انطبق عليهم شعر الإمام الحسين عليه السلام، الذي روي انه وصف فيه أصحابه يوم كربلاء، (قوم اذا نودوا لدفع ملمة، والحرب بين مدعس ومكردس، لبسوا القلوب على الدروع واقبلوا، يتهافتون على ذهاب الأنفس) قد يستغرب البعض!

 لكنها فعلا كانت ولا زالت كملحمة كربلاء، لكنها بأدوات جديدة وبالعصر الحديث،  أسست تلك الفتوى جيش عقائدي رصين، (وقد صرحت صحيفة لوموند الفرنسية حينها، ان آية الله السيستاني استطاع تكوين جيش في غضون 48 ساعة فقط) واصبح هذا الجيش تعتمد عليه الدولة في كل ملمة، عسكرية او أمنية كانت وحتى الخدمية والإنسانية، فهو جيش تأسس لخدمة المجتمع، وحماية الشعب والحفاظ، على أمن العراق من أي اعتداء.

 ومنذ تأسيسه والى الآن، تسعى تلك الدول ذاتها التي خططت لإغراق العراق بحرب لسنوات وفشلت، ضرب هذا الجيش بالسر والعلن، محاولة بشتى الطرق ان تهدم ذلك الصرح، الذي أسس بفتوى او تقلل من عزيمة مقاتليه، إلا أنهم خسئوا وخسروا مرار وتكرار، بفضل تدابير قادة عشوا هذا النهج، وبحكمة مرجع تهفوا اليه القبول وتستنير به العقول.

  ونستذكر الآية المباركة ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)) (الآية 5 سورة القصص) نعم فقد منَ الله جل ذكره علينا بنعمة المرجعية والفتوى، ونعمة الحشد والقادة، بعد ان ارادت لنا قوى الظلام الذل والهوان، واستضعفت هذا الشعب، من خلال المؤامرات والحروب، وعصابات الإرهاب، وبث الفتنة وتقييد النخب، ففتح لنا باب الجهاد والدفاع، ليرفع مقامنا ويزيد من شموخنا، نتبختر على كبار الدول وصغارها، كوننا انتصرنا على اعتى قوة شريرة في العالم، تخشاها جميع الدول حتى الدول الداعمة لها، والصانعة، لأنها قوة وحشية ليس لها صديق، تستبيح وتقتل حسب مزاجها، كل من خالفها بالأمور الصغرى والكبرى.

 أبناء فتوى الجهاد الكفائي (أولاد القائد المهندس) وقفوا بوجههم غير مبالين للخطر والمؤامرات يتصيدون بالأعداء ويأنسون بالجهاد، لم يسجل في سجلهم أي هزيمة، ولم تسقط أي منطقة بعد ان دخلوا هم الميدان، وفيما بعد فحق لنا ان نفخر بهم، وان يرفع العراق رأسه شامخا بهم، وبجهادهم وانتصارهم، ومع الذكرى السابعة لانطلاق فتوى الجهاد الكفائي، سيدخل الحشد عام عطاء جديد وتضحيات وتحديات جديدة.

 ومن الانصاف ان يشكر ابطال الحشد من القلب، بعد ان حولوا كل الأزمات التي مرت في تاريخهم، الى نعم وفرص، بالعطاء تلو العطاء، ولا نحتاج لشاهد او دليل فالواقع خير شاهد، اذا ما نظرنا بحيادية وموضوعية وانصفنا تلك الأدوار والتضحيات، جيش جاء بعقيدة وفتوى بدافع الحرص والشعور بالمسؤولية اعطى اكثر مما يستطيع وقدم فوق المتوقع، الى اليوم تحاول بعض القوى محاربته، ولا شك أنها ستخسر كخساراتها السابقة، وسيبقى سجلها التاريخي، يسجل تلك الخسارات، فيما قد ازدحمت الانتصارات في سجل تاريخ العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك