المقالات

إضاءات..!

1647 2021-03-17

 

ضحى الخالدي ||

 

🔸 إن الأداء الهزيل للكتل السياسية الشيعية وتشرذمها وانقسامها أدى الى تفرد المعسكر الداعم والموجّه لحكومة الكاظمي بالسلطة، وهو بكل تأكيد عامل مهم أدى الى تقوية التشرينيين، وتغوّلهم وتحولهم من تظاهرات الشارع الى مفاصل الدولة، واقصد بالتشرينيين الجهات التي تقف خلف حراك تشرين والمستفيدة منه.

🔸 نجحت الظاهرة الطحنونية في التغلغل في العراق كما فعلت في السعودية، والتغييرات الإدارية والأمنية تمثل انقلاباً ناعماً أبيض نجح فيما فشلت فيه سياسة السحل وحرق الإسعاف والصلب

🔸 إن الهدف من كل هذه المعاناة التي نعيشها على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي والثقافي هو لمصادرة عقيدتنا واجتثاثها، والتأسيس لمجتمع إلحادي فشلوا في تصديره المباشر فابتدعوا لنا ديانةً مخترعة هي الديانة الإبراهيمية التي تمكنهم من السيطرة على عقولنا أولاً، ومن ثم أرضنا ومقدّراتنا، والقضاء على ديننا، فمهما كانت أطماعهم مادية اقتصادية، فإن صراعنا معهم عقائدي وجودي مهما أنكره الباحثون في الشأن السياسي  بحجة أن الخطاب السياسي يخلو من الموروث الديني، فقد تبدّى من خلال إعلان قائد جيش العدو أڤيڤ كوخافي عن إقامة حلف صهيوني-سني (عربي وخليجي) ضد المحور الشيعي.

إن مخططاً بهذه الخطورة تأباه أبسط قواعد ديننا الحنيف، فالإسلام لدينا دين ودنيا، الإسلام يقود الحياة في كل تفصيلة شخصية، اجتماعية، سياسية...إلى آخره.

🔸 تسلل الخليجيون الى مجتمعنا العراقي (الشيعي)بطريقة مغايرة عن تغلغلهم في المجتمع العراقي السني، ففي الأخير اعتمدوا على الروابط المذهبية وتغذية الإرهاب الطائفي بالمال والرجال والفتاوى، أما في المجتمع الشيعي فقد اعتمدوا المال السياسي، والشراكات الاقتصادية المشبوهة (غسيل الأموال)، وغسيل العقول والدعوة الى اختلاق روابط شراكة مفتعلة غير الموجودة أصلاً، فبدلاً عن الإسلام والعروبة والجغرافيا، اعتمدوا التوجه نحو العلمانية والمدنية والإلحاد وزرع هذه الأفكار داخل عقول شبابنا، ولما فشلوا يعمدون الآن الى الإبراهيمية، واستخدموا الآلة الإعلامية الشرسة في تسقيط رموزنا، وتصيّد أخطاء ساستنا التي لا تقل كارثية عن خطط الخليجيين، وصدّروا لنا انموذج دبي وجدة وأبها والدوحة بإزاء حي طارق!!!!!!

ولم نفلح بمواجهة كل هذه الضخ المالي والإعلامي، ولو بالتركيز على وجود نسب الفقر والإهمال المتعمد والتمييز الطائفي داخل المجتمعات الخليجية.

🔸 الحكومة التي لدينا لا يفلح التحاور معها، والصبر عليها حتى موعد انتخابات قد لا تأتي هو كإلقاء العنق على سيف السيّاف، فهي حكومة تنفذ أجندا، ولا تمتلك رفاهية القرار.

هذا ليس صبراً إستراتيجياً، ما دام دون أوراق ضغط.

🔸 يمضي المخطط قدماً نحو التمزيق، قد لا نشهد دويلات، أو أقاليم فيدرالية، لكن نشهد وسنشهد شعباً ممزقاً.

🔸 إن الاعتماد على ردات الفعل هو ما أوقعنا في شرَك الاستسلام لكل هذه التخبطات، وإن كان لهذا الاستسلام من فضل، فهو كشف زيف الادعاءات بأن حكومة علمانية قادرة على انتشال العراق من وضعه الملئ بالفساد الإداري والمالي وووو...

🔸 يدخل الإصرار على علمانية الدولة في صلب الأهداف الأساسية التي أشرت إليها آنفاً، ورغم أن الواقع والتأريخ يؤكدان الهوية الإسلامية للعراق، فإن الدستور لا يشير إلا الى أن الإسلام دين الدولة، وأنه مصدر أساسي للتشريع، وليس المصدر الوحيد.

وهذا يعني أن لفظ دين الدولة يمكن تفسيره بأنه دين أغلبية الشعب العراقي (باعتبار الدولة مؤلفة من أرض وشعب ومؤسسات) والذي يمكن لهم ممارسة طقوسه بحُرّية دون أن يكون له سطوة على القوانين، ورغم المادة التي تتحدث عن منع سنّ القوانين التي تتعارض مع أحكام الإسلام، فلا زلنا نتعاطى بالقوانين الوضعية من قوانين مجلس قيادة الثورة المنحل ومدرسة السنهوري المشتقة من قوانين الثورة الفرنسية، وإن الساسة المعممين، وأولئك المنتمين الى أحزاب إسلامية في أدبياتها الفكرية (الشيعية)لم يطبقوا الشريعة الإسلامية في حكم العراق، وهم لم يشكلوا أكثر من ٤٥٪ من السلطة التنفيذية منذ ٢٠٠٣ وحتى الآن بإزاء السنة والكرد والعلمانيين، رغم أن الشيعة يمثلون ٦٥٪ من الشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك