المقالات

بين الحِبْر الأعظم والحَبْر الأعظم قداسة تأريخية....

1286 2021-03-07

 

أمل هاني الياسري ||

 

رحلة حج وسلام جاءت لتعلن للبشرية، أن العلي الأعلى والسلام البارئ (عز وجل) خلق الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، جاء البابا فرنسيس ليقول للعالم: إن العراق بلد الحضارات، ومهد الحرف والكلمة، والتآخي والتعايش، رغم أن هناك مَنْ حاول ويحاول هدم مروءته، وانتهاك حرمة ساكنيه، وكرامة أرضه وعرضه، لكن هذه الزيارة الكريمة أوضحت عمق الانتماء الوطني، لكل مكونات شعبنا في تلك اللحظات التأريخية، التي جمعت الحِبْر الأعظم وصمام الأمان (السيد السيستاني) والحَبْر الأعظم (البابا فرنسيس). 

لقد أوجدت هذه الزيارة، علامة فارقة في تأريخ العراق الحديث، فهي تعد جرعة إنسانية كبيرة، تؤشر محامد تنوعنا الديني، والمذهبي، والقومي، لا عكس ما يظنه المتصيدون في الماء العكر، بأنها نقطة خلاف وتصدع، ثم أن زيارة البابا فرنسيس لسماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) في بيته في النجف الأشرف، تدل على التأثير الإيجابي الذي صُنِعَ عند الآخرين، عن الإعتدال والتواضع، والمساواة والتسامح في الإسلام، وإشاعة الأمن والطمأنينة، عند العراقيين بكافة مكوناتهم.     

دعا النبي عيسى (عليه السلام)الى الرحمة والمحبة، ونصرة الفقير والمظلوم، والإرتباط بطريق الله (عز وجل)وأيضاً ما دعا إليه النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله) فهو رحمة للبشرية جمعاء، بكل طوائفهم، ومكوناتهم، وأعراقهم، وأديانهم، وعليه فالمنبع واحد والأهداف واحدة، بأن يعيش العالم سلاماً وأماناً دائمين، وألا يجعلوا للشيطان عليهم من سبيل، وذلك هو الإرث الإبراهيمي الموحد في الإيمان، بأن الدين يحفظ كرامة الإنسان،  وأن هناك فرقاً كبيراً بين مَنْ يدعو للإعتدال والتعايش وبين مَنْ يدعو للتطرف والتفرقة.

بين سفينة أماننا وسكينة زعيم مرجعيتنا، وبين الحبور والسرور للبابا، هناك مشاعر قداسة إنسانية، تتأجج في النفوس النقية والضمائر التقية، لتستشعر معها بأنك على طريق الصواب، وأن جلوس زعيم الطائفة الشيعية والطائفة المسيحية، ما هو إلا حلقة للتواصل الإنساني المعتدل، وهي دعوة لنبذ لغة الحرب، والعنف في عالمنا اليوم، وتغليب جانب الحكمة والعقل، والإستعداد العالمي للإصلاح، فطوبى للمتسامحين، والمعتدلين، والصابرين، حين يمنحون الإنسان حيوية وثباتاً، وصلابة وصبراً، ليعيش في الأرض بأمن وأمان وسلام.

*الحَبْر: المسرور والمكرم أما الحِبْر: ما يكتب به مِنْ علم عميق*

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك