المقالات

عندما لا تقبل الحوراء زينب عزاءكم.!

1043 2021-03-01

 

حسين فلسطين ||

 

لم تكن أحداث سوريا غامضة في بدايتها فالاهداف واضحة وضوح الشمس وإن فضيحة ما اراد البعض إخفائه كشف نتانة الطائفيين الذين منذ يومهم الأول اعلنوا و أمام العالم شعار " لا شيعة بعد اليوم " وتجرؤا كأسلافهم الأمويين فخطوا عبارة ( سترحلين برحيل الأسد ) على جدار ضريح الشهيدة الثائرة السيدة زينب الحوراء عليها السلام وهو ما أكد أن الحرب في سوريا كانت ومنذ ساعاتها الأولى حرباً عقائدية تستهدف الوجود الشيعي والعلوي في الشام كجزء من استراتيجية ( صهيونية_وهابية ) هدفها إخلاء وتغيير ديمغرافي ينتهي بوجود جار يحمي مصالح الكيانين الإسرائيلي والسعودي الوهابي في المنطقة والعالم .

وفي خضم الأحداث التي عاشها شيعة العراق وما انتابهم من شعور آثار أمامهم مشاهد من سيرة الطف وثورة الإمام الحسين عليه السلام والدور الريادي الجبار للحوراء زينب عليها السلام  وما عاشته تلك السيدة من ظلم واضطهاد من قبل بنو أمية لم يبخل اغلبهم نصرتها والوقوف من أجل تجديد الولاء العقائدي والإنساني خصوصاً وإن بغداد التقطت انفاسها الشيعية لأول مرة منذ اكثر من ثلاثة عشر قرناً ، فما كان على بغداد الاّ ترك الخلافات مع النظام السوري وإعداد العدة لتسخير ما يمكن تسخيره من أجل الدفاع عن المراقد المقدسة في دمشق وريفها في موقف اسلامي وعقائدي نبيل سجل بأسم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الذي كان يعيش خلافات حادة مع خصومه  السياسيين الذين اجتمعوا من أجل اقصائه تناغماً مع رغبة أمريكية و سعودية ارادت إسقاط العملية السياسية بأكملها .

أن ما أثار الصدمة والاستغراب عدم تراجع الخصوم آنذاك فأستمرت حالة نصب العداء لموقف الحكومة على الرغم من مئات التقارير الأمنية المحلية والإقليمية وحتى الدولية أشارت إلى أن العراق سيكون محطة التنظيمات الإرهابية الاهم حتى من سوريا غير مكترثين بالتهديد الذي طال المقدسات الإسلامية التي تمثل رمزية أكبر وأوسع من أي خلاف سياسي بل عارضوا وقوفها مع المراقد بحجج واهية رخيصة وبل أن بعضهم اعتبر فتاوى المراجع غير ملزمة وإن عروج مقاتلي فصائل المقاومة لا يستوفي شروط الشهادة كونه خارج الحدود الجغرافية للعراق ببدعة مخلة ارادوا من خلالها إقناع الجماهير الغاضبة التي رأت في تلك المواقف خروجاً عن نصرة التشيع والدين كون الإسلام وسائر الأديان لا تؤمن بحدود ولا تختزل بدول  فذهبوا لما هو أبعد من ذلك عندما جيشوا الإعلام من أجل إسقاط تجربة فصائل المقاومة التي تدافع عن الإسلام ولعل ما تعرضت له فصائل وتشكيلات كحزب الله والعصائب وبدر والنجباء وغيرها من حملات تسقيط لم تتعرض لها حتى قوات الاحتلال . 

حقيقة الأمر أن أغلب من عاصروا تلك الأحداث والمواقف التي أنتجت جزء من الطبقة سياسية الشيعية تتخلى عن عقائدها ارضاءاً لمواقف معادية للإسلام والمسلمين والمذهب الشيعي وعقائده على وجه الخصوص ، لذلك فلا غرابة من أن يتبادر إلى أذهان الشيعة سؤال عن عذر القوى التي رفضت الدفاع عن مرقدي السيديتين زينب ورقية عليهما السلام خصوصا واننا سبق وأن شهدنا احداث اقرحت الجفون واغاضت القلوب عندما تعرض التحالف البعثي الوهابي لمراقد الإئمة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة اضافة الى تفجير الأضرحة في سامراء .

نعم لن تقبل الحوراء عزائكم ودموعكم طالما كنتم عوناً للظلمة الذين انتهكوا حرمة ال بيت الرسول الأكرم (صلى الله عليه وواله سلم) و واستبدلتم رضا قوى الإرهاب والتطرف والقتل بموقف الدفاع عن الكيان الإسلامي المقدس فأصبحتم كالذي هام بملك الريّ خسر حياته بسراب العروش الزائلة واخرته بقيادته لجيش يزيد عليهم لعائن الله .

انا هنا لا أتحدث عن السياسة ولا اريد الغوص في مناكفات تختزل قضايا الأمة والمكون الشيعي المظلوم ولا اريد الدفاع عن أسماء او جهات وردت او لم ترد لي شخصياً كم هائل من الملاحظات على أدائها ومواقفها لكن وفي نفس الوقت علينا أن نتحدث بالإيجاب كما نتحدث عن السلبيات والاخطاء خصوصا فيما يتعلق بالدفاع عن نهج اهل البيت (عليهم السلام) .

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك