المقالات

العراق بحاجة الى نقابة للطائفيين!

1439 2021-02-28

 

قيس النجم ||

 

هدف الدين هو الإستقامة الأخلاقية، فجميع الأديان تدعو لعبودية للرب الواحد، والتعامل بمكارم الأخلاق، وهي تشترك في المبدأ، والهدف، والمصير، وإذا ما إلتزمنا بالمبادئ السامية، والأحكام التي جاء بها ديننا الحنيف، لكنا قد تقدمنا بقرون على بقية الأمم، التي إستلهمت حضارتها وتطورها، من خلال علوم العرب الأولى.

المسلمون أو المتأسلمون في عراقنا، من دون بقية أديان الدنيا كلها، جعلوا من التناحر، والفرقة، والفوضى عنواناً بارزاً لهم، وحولوا الإختلاف البسيط الى خلاف كبير، فالمشتركات بين الشيعة والسنة لا يمكن إحصاؤها، والخلافات قليلة، ولكن البسطاء أو السذج، يتحدثون بالخلافات ويتركون المشتركات.

تجار السياسة، وأصحاب السحت، والقتلة الطائفيون، هم الذين يتغذون على النعرات الطائفية، من أجل المحافظة على مكاسبهم ووجودهم، وبحجج زائفة حين يتلاعبون بعقول الناس، ليجعلوا من أنفسهم حماة الدين والمذهب، في الوقت الذي يكون فيه الدين بحاجة الى مَنْ يحميه منهم!

 سؤال يدور في خاطر كل العراقيون، كيف يكون مَنْ يحكم شعباً كشعب العراق، المتعدد الأعراق، والمذاهب، والأديان، والطوائف؟ الجواب سهل جدا عليه أن يكون بعيداً عن الحزب، والطائفة، ليكون جامعاً للكلمة، وموحداً للصف، وصماماً لمواجهة التحديات والأزمات، ولكن هل صعب واستعصى على العراق، من ان يأتي برجل يحكم بضميره الانساني، وحسه العراقي؟

نحن بحاجة ماسة الى سياسي، يكون محارباً للأفكار الباطلة، والثقافات المنحرفة، والبدع الزائفة، ويمتلك القدرة على إقناع المقابل، بأن الدين الإسلامي خيمة تجمع العراقيين بكافة مذاهبهم، فالباري عز وجل يقول:(يا أيها الناس إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم) صدق الله العلي العظيم، لذا تحدثوا بالمشتركات، وإتركوا الخلافات، لكونها ستبيد شعباً بريئاً، طالما كان يعيش بتآلف رغم تعدده الديني.

العراق بحاجة الى وقفة حقيقية، لإعادة الإستقرار الأمني، والإجتماعي، والفكري، بما يحقق الوحدة والوئام، أما التعصب الأعمى فلا يجلب لنا إلا الدمار والشحن الطائفي، وسيكون عالماً تمزقه الحيل والخدع من جهة، وجهل الناس بالدين من جهة أخرى، لذا على الطبقة المثقفة والسياسيين، أن يكونوا مؤمنين بدورهم الذي يقومون به للصالح العام، ويمتازون بالفطنة والذكاء، ليتفهموا المواقف والرؤى المختلفة، وكيفية التعامل معها بصورة المتعقل المتفهم، لا بطريقة المتعصب المتخندق.

ختاماً: خلل كبير أصاب عقول أغلب المتأزمين، المتصدرين للمشهد السياسي، الذين يعتاشون على النعرات الطائفية، فهم لا يملكون الحكمة في أبسط الأمور، التي يجب أن تتوفر بمَنْ يتصدى، ليقود بلداً مثل العراق، أو يحشر أنفه بدهاليز السياسة، فهو سياسي في النهار وطائفي في المساء، حتى أمسوا تجاراً، بسوق الطائفية.                           

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك