المقالات

شكرا خانقين..الفيليون يؤبنون شهدائهم..!


 

عمار محمد طيب العراقي ||

 

أول أمس أقام سكان مدينة خانقين الباسلة، حفلا تأبينيا في الذكرى السنوية لعروج قادة الإنتصار الى ملكوت عالم الغيب والشهادة..

هذا الحفل كان له طعم خاص، ووقع مميز في الأنفس، وسيسجل بأقلام الفخار لأهل خانقين البطولة والتضحية والفداء، خانقين التي بقيت عصية على القهر الصدامي المجرم، مقدمة خيرة رجالها، وزهور شبابها، قوافل تترى قوافل، على مذبح كرامتها، ولهذا لم تٌسسلِم عذريتها للصداميين الأراذل، وبقيت أنوف الخانقيين، بجميع مكوناتهم وعشائرهم مرفوعة تلامس الغيوم.

هي ليست مصادفة بل توافق وتوفيق إلهي، أن يكون هذا الحفل، خاتم الإستذكارات الغاضبة لهذه الذكرى التي تُعتصر القلوب عند إستذكارها، غير ان التوفيق الأكثر إلحاحا على العقل، هو أن الإحتفال أقيم بعد يوم واحد فقط؛ من إستشهاد ثلة من أسود لواء 22 حشد شعبي أبناء بدر الجهاد، وهم يصدون تعرضا داعشيا نذلا غادرا، لكن كانت حصيلة هذا الغدر، أن بقيت مواقع البدريين عصية على الدواعش الذين خسروا الموقعة، وتناثرت جثثهم على سواتر الحشد، إذ رحلوا الى قعر جهنم وبئس المصير..

شيخ المجاهدين، أبو البدريين الحاج ابو حسن العامري، كان صبيحة يوم الإحتفال الخانقيني، في ساحة معركة الحشد على تخوم سامراء، يتفقد مواضع مقاتليه الأشاوس شرق دجلة، يرصن السواتر، ويشحذ الهمم ويشد العزائم، ويعطي توجيهاته بحكمة القائد المجاهد المجرب..

كانت عيناه ترقبان الأفق متيقنة من الإنتصار، فلا ثمن لدماء أحد عشر شهيدا بدريا إلا الأنتصار الناجز، والهزيمة المنكرة لإعداء الإنسانية والوجود من الدواعش الأشرار، وللأمريكي الذي أحياهم بعد موتهم، ولمن يدعمهم ويقف خلفهم من دواعش السياسة، الذين تسللوا الى العملية السياسية، بثياب الديمقراطية الواسعة عليهم.

من صلاح الدين شرق دجلة الى خانقين الطريق طويل، طويل جدا، ولكن شيخ المجاهدين ، ابو البدريين قطعها بثبات ليشارك الخانقيين إستذكارهم الكبير لشهداء الإنتصار، وهناك وضع نقاطا على حروف معجمة قائلا:

ان ارض خانقين التي انطلقت منها عمليات وخطط تحرير السعدية وجلولاء امتدادا لجميع مناطق ديالى كانت بدماء وتضحيات ابناء الحشد الشعبي الذين ضحوا من اجل العراق واستحقوا كل الاحترام والتقدير من قبل العراقيين،  مؤكدا ان وجود الحشد يعني لا طائفية في العراق، الذي يعد مفتاح النصر الى جانب القوات الامنية للحفاظ على امن واستقرار العراق. مشيرا إلى دور الشهيد الحاج قاسم سليماني بتلك العمليات، وقال "سليماني لم يفتح تلك المناطق عسكرياً، إنما دخل قلوب الناس، بل كل العراقيين.

ومع ان العامري جاء الى خانقين من أرض ارتوت بدماء أبناءه البدريين، إلا أنه كان يقف برباطة جأش عجيبة، مؤكدا على "أن وحدة العراق خط احمر لا يسمح المساس بها، وعلينا ان نبذل كل الجهود في معالجة الامور في الماضي، والتاكيد على المصالحة المجتمعية في كل قرية ومنطقة لتوحيد الصفوف، مطالبا بابعاد ملف النازحين عن الابعاد السياسية وعدم المتاجرة بها".

العامري قال في كلمته التي ستبقى عالقة في أذهان كل من سمعها، سواء تلك الآلاف الغفيرة التي حضرت الحفل التأبيني الذي أصبح  حفلا تابينيا لاستذكار الشهيدين القائدين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني، وشهداء ساحة الطيران والحشد الشعبي في صلاح الدين.. "ان الارهاب يعود علينا بمجرد الغفلة عنه ما يتطلب من الاجهزة الامنية والاستخباراتية  ان تكون على علم ودراية لكشف خلايا داعش الارهابي. مجددا دعوته الى خروج القوات الاجنبية وتحقيق السيادة ولا يمكن ان يكون هناك استقرار مع وجود القوات الاجنبية" .

شكرا لخانقين وأهلها بيضتم وجوهنا ..

شكرا للحاج العامري فقد كان لحضورك معنى خاص..

26،1/2021

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك