المقالات

كلمة (في) و (ل) الناصرية..!

1199 2021-01-13

 

نعمه العبادي ||

 

- لا يحتاج الى مزيد من التدليل الجزم بأن الناصرية واهلها مفطورون على السياسية والشغف بها، والرغبة في ممارستها على مختلف الاصعدة، ومن مختلف المواقع، ويسري هذا الحكم في المركز والاطراف على حد سواء.

- طبع المزاج اليساري الرافض والمعارض معظم النشاط السياسي للناصرية، وكلفتها مواقفها المناهضة من الحكومات والانظمة الكثير الكثير، وانعكس ذلك جليا على اوضاعها العامة والخاصة.

- يربط وعيها السياسي العام، ونخبوية تفكيرها الى جذور حضارية تمثل مرتكز حضارة وادي الرافدين، وفي ذات الوقت، يمدها حاضر منشغل حد الاستغراق في جدل الوعي والفكر والادب والفن، ويسري هذا حتى على منظومتها العشائرية والتي تتميز بلونها الخاص.

- من المفارقات، ان المدينة مدت معظم الانظمة على طول تاريخ العراق المعاصر بشخصيات ونماذج تسيد الكثير منها مراتب متقدمة في السلطة إلا ان ذلك لم ينعكس بشكل جوهري وعملي على واقع المدينة وحياتها.

- على الرغم من الامتداد الحضاري العميق للمدينة، وتراكم الوعي التاريخي فيها، وحجم المنجز الادبي والفني لها، إلا ان ثقافة حب الحياة والفرح لم تجد لها سبيلاً ميسراً في المزاج العام، وظلت نوائحية التهميش السياسي، وقهر الانظمة، وجور الطبيعة، وموروث الحزن من السلف الحضاري، تطبع الحالة العامة للمدينة وأهلها، ويمكن تلمس ذلك بوضوح في منجزها الشعري والغنائي، بل وحتى في النسخة الدينية الخاصة بها.

- انعكست الخصوصية العشائرية والثقافية للمدينة على كافة النشاطات فيها، بما في ذلك فروع الاحزاب والتشكيلات السياسية وجماعات النشاط السياسي في الفضاء العام التي تنشط في المحافظة، وقد اثر ذلك على خارطة تدافع القوى فيها، وانتج انموذجاً يختلف عن كل المحافظات.

- على مر التاريخ العراقي المعاصر، لم يقدم اي نظام او حكومة مقاربة تعاطي سياسي او امني او حتى ثقافي، تراعي هذه الخصوصية، وتوظف الجانب الايجابي فيها، بل كانت في معظم الاوقات في آخر قائمة الاهتمام.

- يوجد استياء عام من سوء الاوضاع المعيشية وطبيعة الخدمات في المدينة التي تسجل تراجعا في كل شيء، ويظهر السخط من هذه الاوضاع في الحديث العام إلا ان التظاهرات التي تشهدها المحافظة منذ سنوات كحراك متصل بتظاهرات المحافظات الاخرى او منفصلاً عنها، لا يكاد يعبر بشكل متطابق او حتى متقارب مع صورة المشهد العام الرافض، بحيث صارت في بعض الاحيان جزءاً من معاناة المدينة نفسها، جراء تداخل العناوين والاطراف، وصراع الارادات، وتغالب المواقع.

- يلعب كل المستثمرين في الصراع الذيقاري على حالة انسداد الافق، والتي تكرست بشكل كبير جراء الفشل في تقديم مقاربات حلول عميقة تأخذ خصوصية المدينة واوضاعها بعين الاعتبار، وقد غذى (انسداد الافق) حالة العنف في كل مرة، ودفع المعظم الى النهايات المسدودة مما خلق يأساً من الحلول، ورغبة في راديكالية اكبر.

- يمثل التحدي الاكبر امام الحكومة وامام جميع الاطراف القلقة والمحبة للناصرية في كسر جمود اليأس، وفتح افق لتسوية الامور بشكل عملي، ان تصل الاطراف المفجوعة اشارات صادقة، تتراكم لتخليق قناعة بأن هناك رغبة حقيقة لاصلاح اوضاع المدينة، وتغيير صورة العيش البائسة فيها، وان يكون كل ذلك ملتفتاً الى خصوصية المدينة وعمقها.

- ان التهاون او اهمال الاوضاع في المدينة، والمراهنة على الحلول المسكنة، سيبقي اوضاع المدينة قابلة للانفجار دائما.

- مهما كانت الجهود الحكومية جادة وصادقة ومؤثرة فإنها لن تبلغ المهمة التي اشرنا إليها ما لم (تشارك كل الاطراف الايجابية في المحافظة وخارجها في الانجاز، ويتم توزيع منطقي للمسؤوليات والتكاليف، ويقرر الشعب الذيقاري تجاوز نوائحية الشجن  واستبدالها بحب الحياة، وان يجري تفكيك مخالب التغالب المغروسة في جسد المدينة وقلبها).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك