المقالات

سقوط ترمب بين الانتصار والانكسار والرابح الأكبر "

1298 2021-01-09

 

حسين فلسطين ||

 

شكّل رحيل الرئيس الأمريكي( دونالد ترمب ) عن دفة قيادة الولايات المتحدة الأمريكية تناقضات كبيرة بالنسبة لكثير من الأنظمة في العالم، ويعد الشرق الأوسط الأكثر تأثراً بخلع دكتاتور البيت الأبيض، فمن بين تلك الأنظمة تعد هزيمته انتصاراً قد لا يتكرر في الوقت الذي يرى الفريق الآخر أنها تهديداً لأنظمتهم المبنية على أساس التوارث العائلي .

أبرز الدول التي رفعت راية الانتصار دون التعويل على من يخلف (ترامب) هي الجمهورية الإسلامية في إيران ودول الممانعة والمقاومة للمشروع الصهيوهابي ، إذ شكلت فترة تولي الرئيس السابق لأمريكا تحدياً تأريخياً كبيراً اقترب إلى مرحلة وجود أو  اللاوجود !!

 فما بدأ به (ترامب) أولى أيام ولايته المشؤومة شكل تهديداً واضحاً لأمن وسلامة شعوب بأكملها،ففرض الحصار الاقتصادي وشن الضربات العسكرية ودعم المنظمات الإرهابية والصهيونية كانت  من أبرز السياسات المتبعة من قبله مع دول المحور، ولعل خطوته الرعناء باستهداف قادة الانتصار الشهيدين سليماني والمهندس الخطوة الأخطر التي هددت كيان الولايات المتحدة ، إذ اعتبر اصحاب القرار الأمريكي أن هذه الخطوة جعلت من ايران وفصائل المقاومة أكثر قوةً من أي وقت مضى على الرغم من الخسارة المادية الكبيرة التي خلفها رحيل القائدين .

من هنا بدأ رهان  دول الممانعة وتحديها بسقوط (ترمب) أكثر قرباً للتحقق، فلم يفصل بين حادثة جريمة المطار  و اشتعال الوضع الداخلي  في كثير من الولايات الأمريكية  على خلفية قتل الشرطة (جورج فلويد)إلا أسابيع قليلة  ، إذ شكلت هذه الحادثة اضطرابات لم تشهدها أمريكا فأضرت كثيراً بالوضع الداخلي والخارجي لها رغم حملة الاسعافات التي قدمتها دول خليجية كانت ترى فيه أمل البقاء لأطول فترة ممكنة بعد أن أيقنوا خواء عروشهم.

الكيان السعودي والإمارات والبحرين وتركيا والكيان الصهيوني أبرز الأنظمة التي دعمت ترامب خلال فترة رئاسته؛ بل انها ذهبت إلی أبعد من ذلك إذ دعمت توجهاته الرامية للحصول على ولاية ثانية دعما ماديا ومعنويا.

 فمن مليارات محمد بن سلمان وآل زايد إلى تطبيعهم مع الكيان الإسرائيلي واعترافهم بالقدس المحتلة عاصمة لما تسمى بـ"دولة اسرائيل"كما الاعتراف أيضاً بسيادتها على مرتفعات الجولان السورية، ونقل السفارة الأمريكية في الكيان من تل أبيب إلى القدس، ودعم سياسة الضم والاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة.

مقابل كل الخدمات التي قدمتها تلك الأنظمة ظل العراق "صندوق" خراج" وساحة طموح جيوساسية تتمناه دول المحور  الأمريكي ، فمعالجة بعض الملفات داخل العراق كفيل بتأمين وتحقيق طموحات تلك الدول، إذ شكل ملف الحشد الشعبي أكثر الملفات الحساسة التي يجب أن تتولى أمرها واشنطن إذ لا يمكن القبول بغير حلّه وهيكلتهِ وتصفية قادته الذين قادوا معارك التحرير مع تنظيم "داعش السعودي" إضافة لممارسة الضغوط اتجاه العراق واستغلال التظاهرات للمجيء بحكومات ضعيفة ترضخ للأملاءات الخارجية تمهد لمرحلة تخلو من التمثيل الشيعي الحقيقي !

كل ما خططت له تلك الأنظمة لم ينته بهزيمة ( ترامب )؛ بل بخلعه واحتمالية ملاحقته قانونياً تتبناها جهات خارج وداخل امريكيا ،كذلك فإن فرصة استخدام الحكمة والتهدئة لمن يخلفه باتت فرض عين خصوصاً وان أي انتهاج لمثل سياسته يعني مواجهة  المصير نفسه، مما يعني مزيدا من الانكسار والهزائم لواشنطن. فتكرار استهداف القواعد الأمريكية أسهل من أي وقت مضى وربما سيكون الرد أقوى من الضربات المذلة التي تلقتها كبرى القواعد الأمريكية في عين الأسد.

نعم فإن سقوط طاغية البيت الأبيض انكسارٌ امريكي لم يسبق له مثيل ،وهو في الوقت نفسه  انتصار حققته دول المقاومة خُطَّ بدماء القادة الشهداء لتكون الشعوب المستضعفة هي الرابح الأكبر في هذه المرحلة وأية مرحلة ينتهج فيها الأمريكان والصهاينة وحلفاؤهم وأذرعهم من الوهابيين البعثيين  الأسلوب ذاته والسلوك "الترامبي" عينه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك