المقالات

ألواح طينية؛ تشرين؛ اقتداء كفيف بكفيف..!

1674 2020-10-26

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||

 

اربعون ملف فساد أحالها السيد عادل عبد المهدي، الى مجلس مكافحة الفساد، والى هيئة النزاهة، قبل أن يستقيل مطيعا لمن طالبه بالإستقالة، برسالته التي قدمها الى مجلس النواب، وقال فيها استجابة لخطبة المرجعية الدينية وبالنظر للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ولتوفير شروط افضل لتهدئة الاوضاع، ولفتح المجال امام مجلس النواب الموقر لدراسة خيارات جديدة، ارجو من مجلسكم الموقر قبول استقالتي من رئاسة مجلس الوزراء والتي تعني بالتالي استقالة الحكومة بمجملها".

إستقال عبد المهدي، فلا الأوضاع هدأت، ولا مجلس النواب وجد خيارات جديدة مقبولة شعبيا، ولم يحدث تقدم مهم في ملف مكافحة الفساد، ولا الذي "امر" عبد المهدي بالإستقالة إستطاع أن يترجم رؤيته لمستقبل العراق بشكل عملي..

تعليق الواقع الراهن بكل إسقاطاته؛ على مشجب المشكل الإقتصادي وعلى الأزمة المالية الناجمة عن الركود الإفتصادي الذي اصاب العالم كله، بما تبع ذلك من إنهيار لأسعار النفط، كان الوسيلة الوحيدة لحكومة ما بعد عبد المهدي، لتبرير الوقوف في نقطة الصفر..

عمليا لم يحدث تغيير إيجابي ملموس، نعم تغيرت وجوه كثيرة، لكن وجوها سيئة وربما اكثر منها سوءا حلت محلها، نسمع عن "نوايا طيبة" لدى الحكومة، لكن هذه النوايا؛ لم تبتعد كثيرا عن كونها تثقيف إعلامي، لعبور المرحلة، أو للتأسيس لوضع تشارك به الحكومة كحزب أو تيار سياسي في الإنتخابات المبكرة القادمة، التي ماتزال في ظهر الغيب، فإحتمال عدم إقامتها وارد جدا، خصوصا أن التشرينيين عازمون، على نسف العملية السياسية؛ بل الدولة برمتها، والعراق اليوم على كف عفريت، وخطأ صغير يمكن أن يجر البرد الى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر..

قصتنا مع المستقبل أشبه بمن يطارد قطارا بدراجة هوائية، فالدولة ضعيفة جدا، ضعيفة بحكومتها وبرلمانها وبأجهزتها الأمنية، وبقضائها المنخور بكل المساويء، فمن يطمح لأن يرأَبَ ما خلفته سبعة وخمسين عاما، أربعون حولاً مها تحت حكم الطغيان البعثي، الذي يحاول اليوم ان يطل بقرنه من جديد عبر بوابة تشرين، لا يمكنه أن يكون بهذا الضعف والخنوع،

الترويج بأن الفساد قلعة حصينة، لعبة إعلامية تخدم الفساد وتقويه، فالضرب على يد الفاسدين وهم موجودين عراة من أية فضيلة تقيهم، أسهل من فقس بيضة بحذاء رياضي، وكلما تأخر الوقت كلما كان الإجهاز عليهم أصعب، إذ سيمنحون وقتاً لترتيب أوراقهم، فيخفون مسروقاتهم، ويخططون على نار هادئة لقلب الأمور لصالحهم، فالفاسدون لن يستسلموا للأمر الواقع بسهولة، وكل الاحتمالات التي تمنحها إياهم ثرولتهم الطائلة مطروحة..

الفاسد شهير باستداراته السريعة الماكرة، لا تؤمن بوائقه، ولا تسدّ طرائقه..فهل سيظل الصالحين متسمرين، على رؤوسهم الطير، إلى أن تعاجلهم منه قاصمة الظهر؟!

الفاسد يتكلم غير هيّاب لخلفه، ممعنا في ازدرائه والاستخفاف به..فعلى أي عصا إذن يتوكأ في ذلك؟! ولماذا أيضا كل هذا الانتظار؟!

 الدولة عاجزة عن معاقبة من ثبت فسادهم في تقارير هيئة النزاهة؛ والغريب أن يثبت فسادهم بموجب تقارير رسمية ثم لا يعاقبون، بل أكثر من ذلك يبقون في مواقعهم، سواء الرسمية او السياسية، لا ينغص لهم عيش ولا يوقظ منهم نائم..

كلام قبل السلام: الواجم أمام الصعاب لم يستعن بجريء في اقتحامها، والوزراء والمسؤولين الجدد، لا يختلفون في بطئهم وتوانيهم عن أسلافهم، والواقع يمكن وصفه بأنه إستناد ضعيف على ضعيف، واقتداء كفيف بكفيف!

سلام..

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك