المقالات

العشق العلوي


  عباس قاسم المرياني||

ليس كل عشقٌ حرام، وليس كل معشوقٌ غريب، وهل سمعت او رأيت يوماً طفلةً رضيعةً تعشق وترتبط بعلاقة لا تنفصم مع معشوقِها، فلا تهدأ ولا تنام الا في احضانهِ وتشم عطره، هكذا كانت السيدة زينب (عليها السلام) وهي رضيعة لا تهدأ ولا تكف عن البكاء بين ذراعي السيدة الزهراء (عليها السلام)، لكنها تهدأ فقط عندما يمسكها شقيقها الحسين (عليه السلام)، فتحدق في وجهه وتنام بسكون وطمأنينة.    عاشت معه كأمةٍ بين يدي مولاها تخدمه بعينيها، تزوره دائمة ويزورها، ذات يوم لم تأتي السيدة زينب لزيارة الحسين (عليه السلام) سأل: ما بال زينب لم تأتِ، فذهب إلى دارها، ودخل إلى حجرتها وإذا بها نائمة من شدة المرض، والشمس نالتها بأشعتها ولا غطاء عليها، وقف (عليه السلام) عند رأسها وفتح عباءته لكي يظللها من الشمس، فلما أحست بالظل فتحت عينيها فأذا عينها في عين محبوبها الحسين (عليه السلام) قالت: اخي حسین ماذا تفعل؟ أانت تأتي لزيارتي وتظللني من الشمس؟ فضلاً عن ذلك السيدة زينب هي التي قررت الخروج مع أخيها الحسين (عليه السلام) في ثورته، رغم أنها من الناحية الدينية والاجتماعية في عهدة زوجها عبدالله بن جعفر والذي كان مكفوف البصر ، وهي من كانت تدير اموره وتقضي حوائجه الا ان ذلك لم يمنعها من مرافقة أخيها الحسين (عليه السلام)فقررت تجاوز كل العوائق واستأذنته في الخروج، فأذن لها وبعث معها ولديه عون ومحمد. ولما اعترض كبار بني هاشم الامام الحسين (عليه السلام) ورفضهم اصطحاب النساء والاطفال، لكن السيدة زينب رفضت ترك حبيبها واخيها دون المشاركة في مسيرته المقدسة.    هكذا هو العشق العلوي عشقاً احلهُ الله، لما فيه من الروح الاخوية التي قل نظيرها الا في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) لنستلهم منها معنى الاخوة الحقة والصادقة.    من هذا كله تصور كيف كان حالها بفراقه وهي التي كانت لا تفارقه تمسي وتصبح عليه كل يوم، وتصور ما موقفها وهي ترى جسدهُ المهشم بلا رأس على غبراء كربلاء، وكيف كان صبرها وهي تسير مع رأسه الشريف على الرمح الى الشام فتنظر لهُ وينظر لها لكن لا يحدثها ولا تحدثه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك