المقالات

بمناسبة عاشوراء..الاصلاح ليس له موسم


سامي جواد كاظم||

 

المبادئ والعقائد ليس لها موسم او حقبة زمنية معينة فمن يؤمن بها يعمل عليها طوال حياته ، هذا جانب والجانب الاخر الذكرى لحدث معين سعيد او حزين دائما يكون لها يوم محدد تتجدد الذكرى مع ذلك اليوم .

لدينا واقعة الطف وماساة الحسين واصلاح الحسين عليه السلام وبينهما الفلاسفة والمعتدلين والمتبجحين ، وهنا يجب ان نميز بين الذكرى والمبادئ ، فمبادئ الحسين عليه السلام لا تحيا في عاشوراء فقط بل  طوال العام وطوال حياتنا عندما نؤمن بها وبصدق ، اما ذكرى الماساة فلها طقوسها وتوقيتها وهي ايام محرم العشرة الاولى ، واما الشعائر فاني اطوي دونها كشحا ولا ادخل في مناقشاتها فلكل محب اسلوبه في التعبير عن ولائه للحسين عليه السلام ، ولكن اجمع عليه كل الائمة عليهم السلام والفقهاء ان اهم هذه الشعائر هي البكاء ولبس السواد وزيارة الحسين بقراءة زيارة عاشوراء ، اما بقية الطقوس فهي محل نقاش ومن لايرغب باقامة بعضها فلا ينتقدها ، ومسالة التشابيه انا ممن يؤيدها بشدة فانها مسرح متنقل يرسخ المعلومة بقوة عندما تكون صحيحة ، نعم يجب تطوير هذه الشعيرة ، ركضة طويريج رائعة الشعائر التي اعتبرها الاولى في كل شيء وافضل من اي تجمع مهما يكن صنفه في العالم .

الان بدا الفلاسفة والمعتدلون والمتبجحون يدلون بدلوهم بخصوص هذه الشعائر نعم هنالك من يريد ان نرتقي بالشعائر مع احياء ذكر الحسين عليه السلام دون افساح المجال للمتقولين للطعن بالعقيدة ، واما الفلاسفة فهؤلاء بفلسفتهم اراهم يشتتون الافكار ويقولون دون ان يفعلوا شيء،  ومسالة القيام باعمال اخرى مستحدثة تخدم المجتمع او شريحة معينة امر حسن ولكن الذي يجب من وجهة نظري ان ايام عاشوراء هي ايام مواساة اي كيف تحزن على الامام الحسين عليه السلام في هذه الايام هو وعياله وقد قطعت رؤوسهم وسبيت نسائهم واطفالهم وتركوا في العراء هذه ماساة يجب التعاطف معها ، اما مبادئ الحسين عليه السلام فهي يجب ان تكون طوال العام وليس بمناسبة .

ومن يحاول ان يستبدل شعيرة ما بحجة الارتقاء بالشعائر فكانها كلمة حق يراد بها باطل ، نعم مسالة التطبير والضرب بالسلاسل المشفرة وغيرها اثارت الجدل ولكن مسالة التبرع بالدم وغير ذلك فهذا لا يعبر عن حزننا على الحسين عليه السلام بالرغم من ايجابيتها، اكرر الحزن الحقيقي احياء المجالس الحسينية ولبس السواد ورفع الرايات السوداء وزيارة عاشوراء .

سرد القصص الخيالية لاثارة عواطف الناس فيها الكثير من الاشكالات لانها اصبحت تاريخ ومحل نقد لاذع ، ماساة الحسين لا تحتاج الى قصص خيالية ، على سبيل المثال انا اعتقد بانه لم يتجرا اي اموي التجاوز على سيدتنا زينب عليها السلام فيما يخص حجابها فهيهات لهم ان يتجراوا على ذلك وهم الذين انفرجوا لها سماطين عندما خرجت لتلقي نظرة على جسد اخيها المقتول وقالت قولتها الشهيرة (اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ منا حتى ترضى....) ، واما معاملتها بشدة خلال رحلة السبي هي وعيال الحسين عليه السلام نعم هذا حدث ولكن هيهات لهم ان ينالوا من شخصيتها فهي التي وقفت بخطابتها التي زلزلت قصر ابن زياد ويزيد  ولازالت كل كتب التاريخ تتحدث عنها وعن بلاغتها وجراتها .

 نعم  الحسين عِبرة بكسر العين وعَبرة بفتح العين ، الحسين عبرة وعبرة عبرة مدى الحياة ، عبرة في عاشوراء بشكل مميز ومتى ما ذكر الحسين فالدمعة رفيقة ذكراه حتى بعد عاشوراء ولكن افضل تجسيد للعِبرة هي تجسيد صلابة موقف الحسين عليه السلام يوم عاشوراء بصلابتنا في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمضي قدما في طريق الاصلاح طوال حياتنا.

العاطفة الجامحة لربما يخرج منها شطط غير مرغوب به مع حسن نوايا صاحب العاطفة ونوايانا في ذكر مثال على هذا الشطط ، مثلا هنالك قصيدة يرددها بعض الرواديد بلسان زينب عليها السلام وهي تخاطب وتعاتب العباس عليهما السلام :

انا اتبعتك على ريحة الخوة    ذبيتني عل العدو ياخوية گوة

شوف الشمر بي شسوة         ياخوية وين العهد وين 

لا اعتقد ان هذا امر صحيح، والشيء بالشيء يذكر كان لي لقاء مع رادود مشهور وسالته عن ما يقرا من قصائد هل يعرضها على مؤرخين او يدقق هو في معناها ... حقيقة صدمني بالجواب

ولكن الحق يقال ان الرواديد والشعراء والشعائر بعمومها على مر السنين هي من ابقت ذكر الحسين عليه السلام في نفوس الاحرار والشرفاء بل استبصر الكثير بسبب الشعائر لانهم يسالون عن سببها لا عن كيفيتها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك