المقالات

معركة الإصلاح لم تنته بعد ..!  

1355 2020-05-12

حسين فرحان ||

 

بعد أشهر من التسويف والمماطلة وبعد المخاض العسير الذي خلف حكومة الكاظمي ينبغي أن نلتفت إلى معالي الأمور لا إلى سفاسفها ولا ننظر إلى ما ستقدمه الحكومة الجديدة على أنه نهاية المطاف فمعركة الإصلاح لم تنتهي بعد.

 معالي الامور في هذه المرحلة هي مطالب مرجعيتنا العليا التي تمثل إرادة الجماهير وهي أربعة مطالب اختزلت كل المشكلة العراقية بداخلها وقوضت جميع الأرادات السياسية المتصارعة لتظهر إرادة الحق والمنطق وما يتلائم وطبيعة وحاجة هذا المجتمع بجميع مكوناته وأطيافه وتوجهاته، وللتذكير فهي :

1 - قانون انتخابات عادل يرعى حرمة الأصوات ويبث في العملية السياسية روحا جديدة لا يستطيع قانون سانت ليغو ولا غيره من الحيل التي تستظل بالقانون الالتفاف عليها وتتلاعب بنتائجها .

٢ - قانون لمفوضية الانتخابات يراعي أن تكون مستقلة ونزيهة ولا تخضع لطرفي المعادلة البائسة ( أمزجة الكتل السياسية + التدخلات الخارجية ) .

٣ - حكومة غير جدلية تدير شؤون البلد وتجعل همتها على إجراء انتخابات مبكرة لا أن تماطل وتسوف وتستعرض مهاراتها في تجربة حكم نرجو ان لا تكون طويلة بل لا تتعدى أكثر من تهدئة الاوضاع واستعادة هيبة الدولة وإجراء الانتخابات، هذا ما أكدته المرجعية في خطبة الجمعة ٣١ / ١ / ٢٠٢٠ : " ويتعين أن تكون حكومة جديرة بثقة الشعب وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب فرصة ممكنة".

وأكدت في نفس الخطبة على أن تكون الانتخابات مبكرة بقولها : "  فيتحتم الاسراع في اجراء الانتخابات المبكرة ليقول الشعب كلمته "

٤ - إنتخابات تستند إلى ما سبق ذكره من قانون عادل ومفوضية مستقلة وتدار بإشراف حكومة غير جدلية لينبثق منها مجلس نواب هو نتاج اختيار إرادة حرة للشعب وهذا ما بينته المرجعية أيضا في الخطبة ذاتها : " ويكونَ مجلسُ النوّاب القادم المنبثق عن إرادته الحرّة هو المعنيّ باتّخاذ الخطوات الضروريّة للإصلاح وإصدار القرارات المصيريّة التي تحدّد مستقبل البلد، ولا سيّما فيما يخصّ المحافظة على سيادته واستقلال قراره السياسيّ ووحدته أرضاً وشعباً" .

هذا ما ينبغي الألتفات إليه دون أدنى أمل بأن يستمر هؤلاء بإدارة شؤون البلد فهم من انتفض الشعب عليهم فأيدته المرجعية بذلك ورسمت له خارطة الطريق ووجهته إلى سلوك افضل السبل للتغيير والإصلاح وإقتلاع الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد، تلك الوجوه التي حطمت أحلام شعب كان ينتظر منها الخير فإذا بها متسافلة متكالبة متصارعة لا تفيء إلى رشد ولا تحتكم إلى ضمير ولا يردعها دين أو مذهب أو مقدسات، تخضم مال الله خضم الأبل نبتة الربيع وتغتنم كل ما ينفعها ويديم سطوتها حتى فقدنا من أعمارنا مثل الذي فقدناه في زمن الطاغية ونحن ننتظر تمثيلا حقيقيا في حكم البلد يمنح للمحرومين فيما تبقى من أعمارهم ولو النزر اليسير من حقوقهم ويستبدل معاناتهم براحة لم يعهدوها من قبل .. مع مماطلات الساسة وتسويفهم وخزعبلاتهم وكذبهم واستهتارهم بدماء غالية ما زالت تنزف وتنزف دون انقضاء لأجلها .

لا أمل لنا سوى مرجعيتنا ومطالب مشروعة لشعب كريم تبنتها ووصفت المطالبة بها بأنها ( معركة الأصلاح ) فقالت :

"إنّ أمامكم اليوم معركة مصيرية أخرى، وهي (معركة الإصلاح) والعمل على إنهاء حقبة طويلة من الفساد والفشل في إدارة البلد". .. وهنا ينبغي الوقوف والتأمل طويلا في هذه العبارة : ( حقبة طويلة من الفساد والفشل في إدارة البلد ) لمعرفة أي أناس هؤلاء الذين يمارسون السلطة ومايزال البعض يمجدهم ويجعل منهم رموزا وطنية !

وسبق أن أكّدت المرجعية الدينية في خطبة النصر  أن : "هذه المعركة ـ التي تأخرت طويلا ً- لا تقلّ ضراوة عن معركة الارهاب إن لم تكن أشد وأقسى، والعراقيون الشرفاء الذين استبسلوا في معركة الإرهاب قادرون على خوض غمار هذه المعركة والانتصار فيها أيضاً إن أحسنوا ادارتها".

إن الهدف من معركة الأصلاح لم يتحقق كاملا ومازال الساسة وأصحاب النفوذ يعولون على المماطلة والتسويف وهم يخوضون في بحر متلاطم مظلم من الاوهام ويمنون النفس بأن يترك الشعب مطالبه او ينسى معركته أو يستسلم لهجمة إعلامية تشوه صورة انتفاضته ..

أختم بما قالته المرجعية العليا في خطبة الجمعة ١٥ / ١١ / ٢٠١٩ :

( واذا كان من بيدهم السلطة يظنون أنّ بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون، إذ لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا الى ذلك.) .

فلينتبهوا إلى ذلك .. فلينتبهوا إلى ذلك ..

..............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك