المقالات

"فلتة" وقى الله العراقيين شرها..!  


طيب العراقي ||

 

 ١٤وزارة تم التصويت عليها و 6 وزارات رفض التصويت على مرشحيها، ووزارتين تم تأجيل التصويت عليه،ا والكاظمي ووزرائه الذين مروا أدوا اليمين الدستوري ورفعت الجلسة

نعم حصل تغيير كبير في العراق، وأمس دخلنا في "وضع" جديد، مختلف كليا عن وضع ما قبل 6 ـ5،2020، ويتعين التعاطي مع "الوضع" الجديد بما نستحقه كعراقيين، وما يستحقه كبديل مناقض للوضع السابق، الذي ومن الإنصاف الإشارة الى أنه لا يتحمل أخطاء 17 عاما كلها، لكنه بالتاكيد يتحمل قسطه منها.

قبل أن يتم التصويت على التشكيلة الوزارية الجديدة، ألقى رئيسها الجديد السيد مصطفى الكاظمي؛ كلمة  حدد فيها ملامح وواجبات وإلتزامات حكومته، فقد التزم بالنقاط التالية:

•        أن حكومته هي حكومة حل لا حكومة ازمات.

•        أنها حكومة لمرحلة انتقالية,

•        أن مهام المرحلة الإنتقالية تتمثل بـ :

1ـ التحضير للانتخابات المبكرة.

2ـ تأكيد سيادة الدولة في كل المجالات وفقاً للدستور

3أ حصر السلاح بيد الدولة وقواتها المسلحة و بإمرة القائد العام للقوات المسلحة،

4ـ منع استخدام ارض العراق للاعتداء على الاخرين.

5ـ عدم تحويل البلاد الى ساحة لتصفية الحسابات

6ـ العمل على ايجاد الموارد المطلوبة كأولوية لمواجهة وباء كورونا

7ـ إبجاد موارد للتخفيف مما يعانيه المواطنون من بطالة ونقصٍ فاضح في الخدمات

8ـ إيجاد موارد تغطي رواتب العاملين والمتطلبات الضـرورية للدولة

9ـ مواجهة الفساد بحزم بكل الامكانات القانونية .

10ـ ترسيخ العلاقة والتعاون بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان وفقاً للدستور.

11ـ العمل على معافاة الحياة السياسية.

 12ـ ايجاد اطار يجمع جميع القوى والاحزاب والمنظمات المهنية والمتظاهرين والاتحادات النقابية والحركة النسائية.

13ـ تصفير الازمات التي تواجهها البلاد.

من الواضح أن هذه المهام ليست مهاما لحكومة إنتقالية، لأن تحقيقها يستلزم حكومة؛ باقية ليس لإتمام السنتين الباقيتين؛ من عمر الدورة الإنتخابية الحالية، بل بالحقيقة هي بحاجة الى دورتين إنتخابيتين قادمتين على الأقل لتنفيذ تلك المهام، ومعنى هذا أن الإنتخابات المبكرة باتت في خبر كان، بل سنتوصل أن ذلك ليس ممكنا بشكل عملي، ومن طرح فكرة الإنتخابات المبكرة، كان محلقا في أجواء أخرى غير أجواء العراق، بكل غيومها وأنوائها وعواصفها الترابية وحر سمومها!

صحيح أن المشروع الأمريكي حقق نقاطا مهمة في العراق، خصوصا بعد جريمة قتل قادة الإنتصار، لكن هذه النقاط المتحققة لا تشكل إنتصارا حاسما، كما أنها لا تمثل هزيمة أو إنكفاءا مبرما للقوى المقابلة للمشروع، فهذه القوى ما تزال ممسكة لمواضعها، وأنها تمتلك أوراقا قوية؛ لا يمتلكها المشروع المعادي، لكنها بحاجة عاجلة لترتيب تلك الأوراق، وبما يستوعب إنتقال السلطة الراهن، بكل إسقاطاته وتداعياته.

تهويل الأمر على أن التغيير؛ كان تتويجا لعملية إنقلاب ناعم؛ امر مبالغ به بالتأكيد، فعلى الرغم من جميع مساويء العملية السياسية، بوسائلها وأدواتها ومقوماتها ومخرجاتها، إلا أنها وفرت إنتقالا سلميا للسلطة، وجرى ذلك بلا أي مقدار من مظاهر العنف ونزول الدبابات الى الشوارع، أو إحتلال دار الإذاعة ليذاع البيان رقم واحد، ليعتلي بعدها جنرال منتفخ الأوداج ظهور العراقيين!

لقد مورس ضغط شديد ومن عدة إتجاهات، تعرضت له الفئة المخلصة في البرلمان، للتصويت على حكومة الكاظمي، وهو أمر ينبغي أخذه بالإعتبار، عند تناول موضوع تشكيل حكومة جديدة برأسها السيد مصطفى الكاظمي، وبتصويت البرلمان على الحكومة، نكتشف أن مطلب أن لا تكون الحكومة أو عناصرها "جدلية" قد تم تجاوزه، لأن ليس بالإمكان أحسن مما كان، وأن ليس باليد حيلة إلا ما هو موجود، بل ثمة من يعتقد أن مطلب "غير جدلي"، كان مطلبا غير عملي البتة، لأن الجميع بشر، يخطأون ويصيبون، وأن مفهوم "الجدلية" مفهوما غائما عائما، لا يمكن الوصول الى تعريف محدد  وواضح له!

ثمة نقطة مهمة جدا وهي أن تمرير الحكومة؛ لا يجب أن يجعلنا ننسى جريمة اغتيال القادة الشهداء ورفاقهم، وأن موضوع ملاحقة من تورط بهذه الجريمة من العراقيين والأجانب، يجب أن يكون حاضرا في تفكيرنا دوما، وأن يتم ترجمة هذا التفكير الى خطوات عملية وقانونية، ويجب أن تطال العقوبة المتورطين أيا كانوا أو يكونوا.

القصة قصة الكعكة وليست قصة مباديء وقيم وأخلاق، أو قصة ثوابت وطنية وسياسية، إذ لو بعث الآن يزيد بن معاوية، وتم تكليفه برئاسة الوزراء، لبرأته الأحزاب الشيعية من قتل الحسين عليه السلام، مقابل حصة من ملك الري..!

أخرج البخاري في صحيحه، عن ابن عباس في حديث طويل أسموه بحديث السقيفة، قال فيه عمر: إنما كانت بيعة أبي بكر فَلْتَة وتمَّت، ألا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرَّها..مَن بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين، فلا يبايَع هو ولا الذي بايعَه تغرَّة أن يُقتَلا..!

بيعة الكاظمي " فلتة"  وقى الله العراقيين شرها

شكرا

7ـ5ـ2020

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك