المقالات

ذاكرة الرفيق الزيتونية ..

1637 2019-09-16

حسين فرحان

 

للرفيق وللرفيقة - على حد سواء -  ذاكرة غير ذاكرة الذين قضوا مايكفي من أعمارهم وهم  يتحاشون زلة اللسان التي تنصت اليها جدران الرفاق فقد عهدوا أن لهذه الجدران آذان كآذان الخفافيش ترصد ارتداد صدى الاصوات لتدونها في تقريرها الحزبي .

فالرفاق في ذلك الزمان كانوا من افضل الطبقات حالا ، فهم على أقل تقدير تنعموا بالأمان مادام اللون الزيتوني يستر عوراتهم ومادام منهاج البعث يزين أدراج مكتباتهم ومادامت صورة القائد الضرورة تتوسط غرف نومهم وأناشيد البعث يشدو بها صغارهم .

نعم هي ذاكرة لم تحمل هم وطن احتلته العائلة العوجاء ولاهم شعب أوصدت بوجهه ابواب الحياة وفتحت له كوة صغيرة تزدحم حولها الانوف لتستنشق مايبقيها على قيد الحياة مكرهة مرغمة مضطرة تمني نفسها بزوال هذا الملك العضوض لدولة العفالقة .

ذاكرة الرفيق كتبت تفاصيلها بالقلم الجاف الأحمر والأخضر والأزرق الذي كان من مكملات البدلة الزيتونية كما هو حال ( البوت ) الأحمر اللامع الذي كان يركل كل القيم والمباديء ولايعترف بكرامة الانسان فيستوي بذلك مع ( بوت ) من نوع آخر يقبع في جمجمة الرفيق قد تم حشوه بوصايا القائد وشعارات البعث والقومية الزائفة .

ذاكرة الرفيق مخططة كما هي ورقة التقرير متسلسلة منمقة تعتمد الحروف الأبجدية بمهنية عالية تراعي أن يعتقل الناس ويتم اعدامهم بترتيب أبجدي وهذا يمثل منتهى العدالة اذ لايليق بالرفيق أن يعدم الناس وقد قدمت محكمة الثورة أهل الميم على أهل الجيم .

ذاكرة الرفيق ليست بذاكرة ورقية تحترق بأحتراق المقرات الحزبية، ولاهي ذاكرة الكترونية تزول بكبسة زر في لوحة التحكم والكتابة، انها ذاكرة ماتزال تعيش أجواء الوقوف في نهايات الأزقة تلتقط الهاربين من بطش الحروب العبثية وما تزال تنتعش بذكريات القفز على البيوت الآمنة لاجبار رجل كهل على أن يكون عبدا صاغرا في صفوف الجيش الشعبي، وما تزال تبتسم لأنها أنزلت ذات يوم راية حسينة من على سطح دار تعشق عاشوراء، او تتشفى لأنها قلبت قدور الطبخ الكبيرة على الرصيف امتثالا للمزاج الاموي الذي ولد خائفا من اسم الحسين، ومات بحسرته لان هذا الاسم لم يزل يقض مضاجع الطغاة .

شخصية الرفيق انتهازية منذ نشأتها ونفعية منذ ولادتها وخاوية على عروشها لايعطيها قيمتها الا اللون الزيتوني والفكر المستعار ولايعلق في ذاكرتها إلا عبث البعث الذي اندثرت قواعده ولم يخلف الا ذكريات ينتشي الرفاق بتذكر تفاصيلها ..

كل شيء تغير وماعاد هنالك فرقة أو شعبة وماعاد هناك اجتماع وتقرير وما عاد هناك خوف أو حذر ممن كانوا يتجنبون آذان الجدران .. كل شيء تغير فأصبحت كل القضايا التي كان البعث يقاتل من أجل القضاء عليها هي الظاهرة المرئية البارزة .. وهي التي باتت تمارس وجودها بشكل طبيعي يفرضه الواقع العراقي، وعلى الجميع أن يعترف به إلا ذاكرة الرفاق الذين مازالت جماجمهم تحتضنها فهي رافضة لهذا الواقع ولا يمكنها أن تصدق حدوثه وبهذا الحجم الذي جعلهم دون الجرذان قيمة فهم يمارسون مشاعر النكسة والحسرة منذ أن هوى صنم العوجة معلقا بحبل المشنقة ..فالحنين الزيتوني اللون يدفعهم إلى الأفصاح عن حزنهم بطريقة مكشوفة مضحكة تستعين بقنوات فضائية مأجورة ومواقع الكترونية ممولة لنشر الأكاذيب التي تستهدف المقدسات والرموز وتستعين بالمهرجين الذين يقيمون في عواصم بعض الدول وتستغل امتعاض الشعب من الأداء السيء للحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام، لا لأجل العودة ولكن لغرض التشفي والانتقام لتلك الهيبة الوهمية الكاذبة التي كانت ترافقهم أينما حطوا رحالهم والثأر لمكملات الشخصية الناقصة المتذبذبة التي كانت تنسب وبشكل كبير لمفردات العهر والرذيلة والأجرام التي هي من دواعي بقاء العفالقة والتكارتة في ذلك الزمان .. ومازالت تحتفظ بها ذاكرة الرفيق الزيتونية فتجعله يمارس هذا الخبث والمكر المكشوف في ركوب كل موجة تأتي جاهزة من أعداء هذا الشعب فيركبها ( حضرة جناب الرفيق ) لعل اجتماعا حزبيا ينتظره على أنقاض فرقة حزبية لاتوجد الا في مخيلته .

................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك