المقالات

 بعد أن هوت طائراتها وتحطمت صواريخها ,,,أسرائيل بانتظار ((الرد))


محمود الهاشمي

 

في سلسلة هجمات قام بها العدو الصهيوني على دول عربية في غزة والعراق ثم سوريا ولبنان، هذه الهجمات كشفت عن قلق ينتاب هذا الكيان وشعور بالخطر يداهمه ربما هو الاكثر منذ تأسيسه غير الشرعي ...ان كل المعارك التي خاضتها اسرائيل مع العرب سواء في عام 1948 او عام 1967 او 1973، كانت تقاتل فيها قوات نظامية حركتها حكومات متعددة النظم والادارات، وقد واجهت في فترات مختلفة قتالاً مع منظمات فلسطينية ايضاً مختلفة العقائد ولكن اهدافها واضحة في تحرير ارض فلسطين وعودة الشعب المشرد الى وطنه

ان جميع هذه المعارك بما كانت فيها من روح كفاح وشجاعة ، واعمال جهادية بطولية، الا انها لم تشعر اسرائيل بالخطر الحقيقي، بل راهنت اسرائيل على شق الصف العربي، وعمالة دول الخليج والهزيمة والاحباط الذي لازم بعض الحكام العرب وادخالهم في دائرة التطبيع، كما راهنت على التفرد الامريكي وهيمنته على العالم، بالشكل الذي طمأنها على مستقبل وجودها...

ربما لم يكن في حسبان القادة الاسرائيليين ان تكون جذوة المقاومة التي اطلقها الامام الخميني "قدس" والتي كان شعارها الاول "لابد ان تمحى اسرائيل" ان تتحول الى موقف تاريخي ابتدأ باحتجاز عملاء السفارة الامريكية وتسليم المبنى الى منظمة التحرير الفلسطينية ، وانتهى الى تشكيل عمق استراتيجي للمقاومة الاسلامية تحيط خارطة فلسطين من كل مكان وتخوض معها معارك عنيفة تنتهي بنصر مؤزر لصالح المقاومة سواء المتمثلة بحزب الله او حماس او الجهاد الاسلامي او انصار الله والفصائل الاخرى بالعراق...

ما تعانيه اسرائيل هو تنامي روح المقاومة وجرأتها ضد وجودها والاخطر من ذلك ان هذه الفصائل المقاومة تمتلك قيادات مؤثرة في الساحة السياسية او العسكرية مثل سماحة السيد حسن نصر الله ، كما تمتلك من الاسلحة والتقنية ما تستطيع ان تخترق الاجواء وتحقيق الاهداف مهما قربت او بعدت.

اسرائيل تتساءل عن سر وصول الطائرات المسيرة لانصار الله الى مسافة الف ونصف كيلو متر داخل اراضي السعودية دون ان يتم اسقاطها مع ان المملكة تمتلك من التقنية الغربية الكثير، والتي بما تتجاوز ما لدى اسرائيل من ذلك، وتسال ايضاً، اذا كانت مساحة السعودية بهذه السعة وقد طالتها طائرات وصواريخ انصار الله ، فماذا عن خارطة اسرائيل الصغيرة؟..

اسرائيل تعلم ان المقاومة الاسلامية واحدة في فكرها وعقيدتها، وبالتنسيق فيما بينها ، لذا فهي تدعي قصف مواقع الحشد الشعبي في العراق وتطلق صواريخ باتجاه سوريا وطائرات مسيرة باتجاه الجنوب اللبناني في اوقات متقاربة.

اسرائيل تتابع الشان الاقليمي والدولي وترى ان المستقبل ليس بصالحها فقد كان في ذهنها يوماً ان تورط امريكا في حرب مع الجمهورية الاسلامية، لكن سحرها بطل تماماً..يوم جاءت الردود الامريكية "باردة" اتجاه قضايا الناقلات وحربها في الخليج وسواحل البحر العربي، وادركت ان جميع المشاريع الامريكية بالمنطقة باءت بالفشل بدءً من تغيير النظام في سوريا الى فشل "عاصفة الحزم" في اليمن وكذلك  فشل دعوات المؤتمرات وسبل التطبيع في وارسو والتحالف العربي الامريكي "دول مجلس التعاون الخليجي والاردن والمغرب وامريكا"..الى عدم الاستجابة لدعوة امريكا بتشكيل تحالف من (60) دولة لحماية امن الناقلات بالخليج ، فيما احست اسرائيل تماماً ..ان عدم استلام القائد الخامنئي لرسالة ترامب بمثابة صدمة قوية لها ولاصدقاء امريكا بالمنطقة، وان قوة وصلابة القيادة في ايران، تمثل عمقاً ودعماً كبيراً لفصائل المقاومة الاسلامية، خاصة وان اسقاط الطائرة الامريكية المسيرة من قبل دفاعات الجمهورية الاسلامية، اخافها اكثر وجعلها تسقط المعادلة التي في ذهنها بالتفوق التقني على دول المنطقة!! وان من بين قراءة اسرائيل للمشهد الامريكي انها تعلم ان الولايات المتحدة لم تعد من القوة والهيمنة ما يؤهلها لقيادة العالم، وان ما اورده الرئيس الامريكي ترامب الى قناة فوكس بان منطقة الشرق الاوسط لم تعد من اولويات امريكا ، وربما لاتحتاج من نفط الخليج الا القليل!! وهذا "التصريح" له مدلولاته في ان اسرائيل ستصبح صيدا ثميناً لرجال المقاومة وان الانتهاكات والجرائم التي قامت بها على طول امد وجودها على ارض فلسطين كافية لان يثأر فيها الجميع وخاصة الشعب الفلسطيني.

حاول نتيناهو ان يثق بقدراته، وتقوية معنويات جيشه فوقع في شبكة صيد المقاومة الاسلامية، حيث سقطت لهم طائرة في منطقة الطارمية ببغداد، وطوردت اخرى، فيما تم تحميل القوات الامريكية المتواجدة في العراق مسؤولية قصف مواقع الحشد الشعبي ، والمطالبة باخراج قواتهم ، وتهديد مواقعهم ومصالحهم بالعراق، في ذات الوقت فان الطائرتين اللتين هاجمت الجنوب اللبناني تم انزال احداهل للكشف عن تقنتيتها والتعرف على الاهداف التي كانت تنوي استطلاعها ، فيما انفجرت الثانية "وبهت الذي كفر"".

اما في سوريا فان الصواريخ التي تم اطلاقها باتجاه دمشق تم اسقاطها "فاين تذهبون"؟..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك